النوم له تأثير مباشر على صحتنا الجسدية والنفسية. غير أن تغير المناخ وعواقبه يجعل كثيرين ينامون بشكل أسوأ وأقل. فما تكلفة آثار تغير المناخ على نومك؟ وكيف يمكن مواجة ذلك؟
إعلان
ليلة مليئة بالكوابيس والتقلبات والقليل من الراحة والنوم. جميعنا قد سبق وأن مرت عليه ليلة مثل هذه الليالي. لكن ذلك قد يتطور إلى اضطراب على المدى الطويل وقد يجد المرء نفسه في وضع خطير، لأن النوم عامل مهم جداً للصحة الجسدية والنفسية.
يتفق معظم الخبراء حول العالم على أن مشاكل النوم في ازدياد ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. ولكن الأسباب المعلن عنها لحد الآن تتمثل في زيادة ضغط الوقت والعمل وكذلك الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يعرف أيضاً بـ "التشتت الرقمي". والآن يصر الأطباء على إيلاء المزيد من الاهتمام للظروف البيئية والمناخية، وفق صحيفة "فيست فيليشه ناخغيشتن" الألمانية.
وفق إينغو فيتسه، الذي يرأس مركز طب النوم متعدد التخصصات في برلين شاريتيه:" فإن تغير المناخ وما يرافقه من آثار سلبية منها التلوث الضوئي، الضوضاء والرطوبة، جميعها عوامل تؤثر أيضا على نوعية النوم. ويشتكي الخبراء من أن المجتمع لا يزال يولي القليل من الاهتمام لآثار تغير المناخ على دورة النوم والاستيقاظ، والراحة التي نشعر بها بعد النوم في اليوم التالي.
من قريب أو من بعيد!
ويمكن لمس تأثير تغير المناخ على النوم مثلاً خلال ليالي الصيف الحارة عند ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، حين يجد كثيرون صعوبة في النوم. كما يحدث ذلك أيضاً خلال الموسم البارد، حتى لو أن ذلك قد يلاحظ بشكل أقل.وتتوقع باحثة النوم في غوتنغن، أندريا رودنبيك، مثل هذه الاضطرابات وكذلك ما يسمى بـ"الأرق"، خاصة عند الشباب، ولكن أيضاً عند الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بقلة النوم. ويشير الأرق إلى اضطراب نوم مرضي و يعاني المصابون به من صعوبة في النوم.
وتضيف كنيجينجا ريختر، كبيرة الأطباء في عيادة نورنمبرغ كوراميد، أن الخوف والقلق المتعلق من تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى المزيد من اضطرابات النوم. التعرض المستمر للأخبار السلبية مثل الفيضانات، الجفاف، العواصف و الحرائق، يساهم في اجترار التوتر، خاصة بين الشباب. وتوضح ريختر: "إنك تصاب باضطراب القلق عندما تشعر بالعجز وعدم القدرة على فعل أي شيء". هذا هو ما يشعر به كثيرون في مواجهة أزمة المناخ - الطريقة الوحيدة لمكافحة هذا العجز هي القيام بشيء ما بنشاط.
لهذا لدى الخبراء بعض النصائح حول ما يمكن لأي شخص فعله للنوم بشكل أفضل. منها وضع استراتيجية للاسترخاء، إذ يجب على المرء أن يكتشف بنفسه ما الذي ينجح معه سواء كان التدريب على الاسترخاءأو الموسيقى الهادئة، لكن الأهم هو وضع حد للأرق. كما أن الكثيرين يقللون من تأثير الوجبات غير أن "الوجبات الخفيفة المبكرة" لها تأثير إيجابي على النوم. بالإضافة إلى وضع "روتين للمساء "وهو القيام بنفس الأشياء لمدة نصف ساعة إلى ساعة قبل النوم ما يعمل على تهدئة الجسم والعقل.
إ.م
نصائح لنوم هانئ وعميق رغم موجة الحر
واصلت موجة الحر اجتياح القارة العجوز ومناطق واسعة في العالم وسجلت أرقاما قياسية جديدة، لم تسجل منذ عقود. والطقس الحار يؤثر على النوم. إليكم بعض النصائح للتمتع بنوم عميق رغم هذه الظروف المناخية.
صورة من: Gina Sanders - Fotolia.com
اختيار الأغطية والملابس المناسبة للنوم
يفضل استخدام ملابس للنوم تتيح إمكانية تنفس الجلد، مثل الملابس القطنية الخفيفة، والتي تمتص العرق بصورة جيدة. وتجنب الملابس الضيقة. وحتى النوم دون ملابس هو بديل جيد للهروب من الحر. استخدم أيضا مفارش رقيقة حتى لا تخزن الكثير من الحرارة في السرير. ويمكن الاستغناء عن الأغطية بالكامل، أو استخدام غطاء رقيق لتغطية الجسم.
صورة من: Colourbox
غلق الشبابيك وإسدال الستائر
إغلاق النوافذ من الصباح وحتى المساء، وكذلك إسدال الستائر، وهذا يساعد على عدم دخول أشعة الشمس وكذلك منع دخول الهواء الساخن، وبالتالي منع تراكم الحرارة في المنزل، كما نقل موقع "تيليكوم" الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Klose
استخدام المرواح ومكيفات الهواء
استخدام المراوح وأجهزة التكييف جيد بطبيعة الحال ويهيئ لنوم مريح وعميق. بعد غياب الشمس ومع هبوط درجات الحرارة قليلا، يمكن فتح الشبابيك من جديد وقت المساء وقبل النوم لدخول هواء منعش. وينصح بغلق أبواب غرف النوم حتى لا يكون هنالك تيارات هواء في الغرفة قد تسبب الزكام. وحتى المراوح يُنصح بإطفائها أثناء النوم ليلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Myllynen
عدم شرب الماء بصورة كبيرة قبل النوم
أثناء ساعات النهار يفضل شرب الماء والسوائل بصورة كبيرة لكي تعدل درجة حرارة الجسم. أما قبل النوم فلا يُنصح بشرب الماء كثيرا، وذلك لتجنب الذهاب إلى دورات المياه بصورة مستمرة أثناء وقت النوم. بينما يُنصح بعدم شرب القهوة قبل النوم. ومن أجل تحقيق توازن الجسم بعد فقدانه للسوائل أثناء التعرق، يُنصح بوضع جرعة من خل التفاح مع رشة من الملح في كوب كبير من الماء وشربه.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Kumm
وجبات خفيفة للعشاء
تجنب تناول وجبات كبيرة ودهنية في وقت العشاء ويفضل أن تكون وجبة العشاء قبل أربع ساعات على الأقل من وقت النوم، كما ذكرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ الألمانية".
صورة من: picture-alliance/BSIP/Chassenet
الاغتسال بالماء قبل النوم
أما "السلاح السري" المضاد لحر الصيف فهو بلا شك الاغتسال بالماء قبل النوم. ونقل موقع "تيليكوم" الألماني عن أطباء ألمان نصائحهم بتجنب الاغتسال بالماء البارد فقط، إذ قد تنقبض الأوعية الدموية في الجسم ولا يمكنها نقل الدم والحرارة إلى جميع أنحاء الجسم. ونصح الأطباء بتغيير حرارة الماء عند الاغتسال، والبدء مثلا بماء بارد ومن ثم الاغتسال بماء دافئ، كما نقل موقع "تيليكوم" الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Wuestenhagen
الاسترخاء قبل النوم
إذا لم يتمكن الشخص من النوم مباشرة فيُنصح بمثل هذه الحالة بالنهوض والانشغال بشيء ما، كالقراءة أو سماع الموسيقى التي تبعث على الاسترخاء قبل العودة إلى السرير. ويمكن أيضا شرب شاي الأعشاب المهدئة، مثل أعشاب الترنجان (مليسة) أو أعشاب الخزامى (اللاوندة) أو الناردين التي تساعد على النوم.
صورة من: Colourbox
"في الحركة بركة"
المشي والحركة في الهواء الطلق بعد العمل وفي المساء هو أفضل طريقة للتمهيد لنوم هانئ. ومن يحب ممارسة الرياضة فعليه أن ينهي ممارستها قبل ساعتين من وقت النوم. وفي الأيام الحارة، يفضل أن تمارس الرياضة في أوقات الصباح الباكرة، كما ذكرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية.