كثيرا ماجرى الحديث حول منافع القهوة أو مضارها، بيد أن آخر دراسة أميركية تقول إن القهوة تحتوي على مكونات صحية لجسم الإنسان تساعد على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، لذلك ينصح باحثون بتناول كوبين من القهوة يوميا.
إعلان
بينت دراسة نشرتها المجلة الطبية الأمريكية "إيبديمولوجي" أن استهلاك القهوة بصفة منتظمة يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء. وقد شارك في الدراسة أكثر من 5000 مصاب بسرطان الأمعاء، قدموا معلومات عن كميات القهوة التي تناولوها قبل عام من إجراء تحاليل مرض سرطان الأمعاء.
في المقابل، شارك أيضا حوالي 4000 شخص معافى من هذا السرطان، وذلك بهدف إثبات صلة بين القهوة وسرطان الأمعاء. بعدها، تم تحليل البيانات حسب نوع القهوة والكمية ومعدل تناولها. كما تم الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى كالتدخين والتغذية ونمط الحياة والأدوية والرياضة.
القهوة: رحلة "الذهب الأسود" من أثيوبيا للعالم
القهوة التركية أو الكابتشينو..تختلف أشكال وطرق إعداد القهوة في العالم، لكن أصل جميع هذه المشروبات واحد وهو أمر يجهله الكثيرون. في هذه الجولة المصورة نتابع رحلة حبوب القهوة التي تبدأ من جنوب أثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
لا يستطيع ملايين الناس في مختلف دول العالم التخلي عن فنجان القهوة الصباحي. لكن الكثيرين لا يعرفون مصدر فنجان القهوة الذي تبدأ رحلته من أثيوبيا. وتأتي القهوة في المركز الثاني على قائمة صادرات الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. وتتم تعبئة الحبوب الطازجة في أكياس يتسع كل واحد منها لـ 60 كيلوغراماً ليتم توزيعها لمختلف الدول.
صورة من: DW/J. Jeffrey
بونغا هي منطقة منسية في جنوب غرب أثيوبيا رغم أهميتها لصناعة القهوة في العالم. تقع بونغا في قلب الغابات وتنتشر شجيرات القهوة في كل بقعة من بقاعها. كما أنها من أهم مناطق إنتاج العسل أيضاً.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يرجع اكتشاف القهوة في بونغا للقرن السادس. وتقول الأساطير إن أحد رعاة الغنم لاحظ حالة النشاط المفرط التي سيطرت على أغنامه بعد تناولهم لحبوب غريبة عليه، وهي حبوب القهوة. وبدافع الفضول، تناول هذا الراعي نفس الحبوب ليعيش نفس حالة النشاط.
صورة من: DW/J. Jeffrey
تعتبر أثيوبيا اليوم أكبر منتج للقهوة في أفريقيا. وينتج صغار المزارعين الجزء الأكبر من إجمالي إنتاج البلاد للقهوة، المعروفة بـ"الذهب الأسود". ويعيش نحو 15 مليون شخص في أثيوبيا على زراعة حبوب البن. صدرت أثيوبيا الموسم الماضي ما قيمته نحو 900 مليون دولار من حبوب القهوة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يختلف مذاق القهوة بحسب مكان زراعة حبوبها. هنا توفر المزارع المحيطة ببونغا أفضل ظروف لزراعة حبوب القهوة، على ارتفاع يتراوح بين 900 و1800 متر فوق سطح البحر. وتساهم أوراق الأشجار المحيطة بحبوب البن في نمو الحبوب ببطء، ما يزيد من تركيز طعمها.
صورة من: DW/J. Jeffrey
تجتذب هذه الغابات النحل، ما يزيد من إنتاج العسل بكافة ألوانه في تلك المنطقة. ويستخدم هذا العسل في إنتاج "نبيذ العسل" الذي تشتهر به أثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يقول أحد مربي النحل: "لا أفكر أبداً في الانتقال من هنا والعيش في المدينة والتخلي عن كل هذا"، مشيراً إلى الغابات المحيطة بقريته، ومضيفاً أن هذه المنطقة تجمع كل ما يحتاجه الإنسان.
صورة من: DW/J. Jeffrey
يتميز أهل بونغا بالطبع بطريقتهم ومراسمهم الخاصة في إعداد القهوة، إذ يتم تحميص حبوب البن على الفحم الساخن ثم طحنها في أوعية خشبية، وأخيراً يتم طهيها في أوان خاصة. وتعرف هذه القهوة في أثيوبيا باسم "بونا".
صورة من: DW/J. Jeffrey
8 صورة1 | 8
وأظهرت نتائج الدراسة، حسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية، أن كوبين من القهوة يوميا، يقللان من احتمال الإصابة بمرض سرطان الأمعاء بنسبة 25 بالمائة. ومن يستهلك أكثر، أي بمعدل كوبين ونصف من القهوة، فهو يخفض بالتالي من خطر أصابته بسرطان الأمعاء بنسبة 50 بالمائة، لكن نتائج الدراسة تعني فقط الأشخاص غير المدخنين. وكانت دراسات سابقة أجرت بحوثا لمعرفة أن كان هناك رابط بين استهلاك القهوة والتسبب في سرطان الأمعاء، بيد أن العديد منها لم يجد أي رابط مباشر بينهما.
أما فيما يتعلق بالأشخاص المصابين بمرض السرطان والذين لا يستهلكون القهوة، فلم تلاحظ الدراسة أي تحسن في صحتهم. ويشير تشارلز فوكس من فريق البحث أن جسم الإنسان قد يصاب من جديد بسرطان الأمعاء، حتى بعد خمس سنوات من إجراء العلاج اللازم والتعافي منه.
ويقول رئيس فريق البحث شتيفن قروبر من جامعة جنوب كاليفورنيا: "الكافيين لا يلعب دورا في الإصابة بالمرض، وهذا أمر فاجأنا". ويشير قروبر أن القهوة تحتوي على العديد من المكونات الصحية للأمعاء، كمضاد للأكسدة وميلانويدين والمكون الزيتي المعروف بثنائي التربين.
وتختلف كمية هذه المكونات حسب نوع القهوة وكيفية تحميصها وطريقة تحضيرها. بيد أن المؤكد أن جميع أنواع القهوة لها علاقة بتدني خطر الإصابة بمرض السرطان، حسب الدراسة. كما أكد فوكس أن استهلاك القهوة يقلل من احتياجات الجسم لهرمون الأنسولين، وهذا يؤدي إلى التقليل من خطر الالتهابات وأيضا خطر الإصابة بالسرطان أو السمنة.
وينصح الباحث تشارلز فوكس مرضى سرطان الأمعاء والمستهلكين للقهوة بعدم التخلي عن تناولها، أما فيما يتعلق بالمرضى غير المستهلكين للقهوة، فهو ينصح بضرورة مراجعة الطبيب قبل البدء في استهلاك القهوة.