1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

آفاق السياسة الأمريكية الجديدة: خطوة إلى الإمام وأخرى إلى الخلف

أجمعت معظم ردود الفعل على أن قمة شرم الشيخ تشكل نقلة نوعية في عملية السلام. ربما ما كانت هذه الخطوة لتحصل لو لم يغب عرفات عن الساحة السياسية. أم أننا نشهد تغيرا في فلسفة الإدارة الأمريكية في فترة رئاسة بوش الثانية.

ماذا يحمل الرجلان للعالم في فترة الرئاسة الثانية؟صورة من: AP

بعد أربع سنوات من الإقتتال الدامي بين الفلسطينيين والاسرائيليين استطاعت مصر ومن خلال قراءتها للسياسة الامريكية الجديدة بعد خطاب التتويج الثاني للرئيس جورج دبليو بوش من جمع طرفي الصراع الرئيسيين في شرم الشيخ على طاولة واحدة. وقد توجت الجهود المصرية بالإعلان عن وقف لإطلاق النار ومد جسور التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في قضايا أمنية وأخرى تتعلق بالظروف المعيشية للفلسطينيين. وحققت إسرائيل نصرا دبلوماسيا بارزا تمثل في إعادة سفيري الأردن ومصر إلى تل أبيب، الأمر الذي أثار شكوكا في العالم العربي حول أهداف القمة الحقيقية وخصوصا أنه لم تظهر نتائج فعلية على الأرض.

تفاؤل مشوب بالحذر

المزيد من الجهود لتهدأة النفوسصورة من: AP

أبدت الولايات المتحدة دعمها الكامل للتقارب الفلسطيني والإسرائيلي حتى أن الرئيس الأمريكي أطلق العنان لخياله عندما قال أن نهاية صراع الشرق الأوسط أصبحت قريبة. ولم تتوانى رئيسة الدبلوماسية الأمريكية كوندليزا رايس عن توزيع كل أشكال المدح لجميع الأطراف وخاصة للإسرائيليين والفلسطينيين. إلا أنه من الملاحظ أن الأمريكيين فضلوا هذه المرة وعلى عكس المرات السابقة البقاء بعيدا عن دور الوسيط المباشر وإفساح المجال لدول المنطقة للعب دور أكبر، مما يعطي الانطباع بأن تقدما يمكن أن يحصل حتى بدون وجود أمريكي مباشر. ولكن السؤال الذي يطرحه المراقبون هو: هل يعكس هذا تغيرا فعليا في السياسة الأمريكية في المستقبل أم أن ذلك يأتي فقط في سياق تسويق فكرة إعادة سفيري مصر والأردن إلى إسرائيل من خلال إبراز دور البلدين الإقليمي.

أكثر لحظات التفاؤل تبعها بسنوات أكثر لحظات التصادم بين الاسرائيليين والفلسطينيينصورة من: AP

ونظرا للتجارب الأمريكية السابقة بشأن اللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية، أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا عن تفاؤلها الحذر بنتائج شرم الشيخ عندما وصفت القمة "بخطوة واضحة إلى الامام." والدليل الواضح على عدم التدخل الأمريكي المباشر في ترتيبات القمة هو ان الوزيرة الأمريكية التقت قادة الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني قبل يومين من انعقادها وتابعت مسيرتها الى أوروبا دون المرور بالأراضي المصرية. وفي تعليق له على ذلك قال مارتين إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "إن هذا مؤشر على أن طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية مع عملية السلام في الشرق الأوسط لم تعد كالمعتاد. من الواضح أنه كان بإمكان السيدة رايس حضور قمة شرم الشيخ، لكن عدم حضورها أثار الشعور بأن الولايات المتحدة تعطي اهتماما لقادة المنطقة للعب دور أكبر في المستقبل." وأضاف أنديك بأن الوعود بدعم السلطة الفلسطينية ماليا وتسمية جنرالا أمريكيا كمنسق أمني بين الجانبين ما هي إلا إشارات واضحة على عدم رغبة الولايات المتحدة إخلاء الساحة تماما.

قناعات بوش السياسية

مصافحة تاريخية أخرى: الى أينصورة من: AP

قمة شرم الشيخ لا تعدو أكثر من كونها خطوة اختبار النوايا على طريق العودة إلى خارطة الطريق. فالرئيس الأمريكي لم يتوانى عن الإشارة إلى رؤيته المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. وفي خطابه أمام الشعب بداية شهر فبراير/ شباط الجاري وعد الرئيس الأمريكي الفلسطينيين بمنحة قدرها 300 مليون دولار أمريكي لدعم الإصلاح الداخلي. ثم قام بإرسال وزيرة خارجيته الى المنطقة بمجرد تسلمها حقيبة الخارجية، وتوجت رايس الجهود الامريكية بتعيين الجنرال وليام وورد كمنسق أمني بين الجانبين. هذه الأمور ربما نبعت عن قناعات سياسية جديدة عند الرئيس الأمريكي تتمثل بضرورة تحقيق تقدم في قضية الشرق الأوسط المركزية. الا أن السياسة الأمريكية أثبتت أن خطوة منها الى الامام تتبعها عادة خطوة أخرى الى الوراء، فهل يكسر بوش القاعدة هذه المرة. باول شام من مؤسسة الشرق الأوسط يرسم صورة متشائمة للمستقبل بقوله: "لا اعتقد أن هناك شيئاً قد تغير، ففي هذه اللحظة نجد تقارباً في الموقف الأمريكي والإسرائيلي. الحدث الرئيسي هو الإعلان عن الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، الأمر الذي لا يريد أحد من الطرفين المساس به."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW