1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

آفاق جديدة نحو تطوير العلاقات الاقتصادية العراقية الألمانية

٩ يوليو ٢٠١١

أعلن نائب رئيس البعثة الألمانية في العراق أن حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين بلغ نحو مليار يورو خلال السنوات الأربعة الماضية، لكن خبراء يجدون حجم التبادل متواضعاً بالنسبة للفرص الاستثمارية الهائلة المتاحة في العراق.

وزير الخارجية الألماني فيسترفيله مع وزير الصناعة العراقي فوزي الحريري ببغدادصورة من: picture alliance/dpa

بلغ حجم التبادل الاقتصادي بين العراق وألمانيا نحو مليار يورو خلال السنوات الأربعة الماضية، توزعت على قطاعي الطاقة والصناعة بشكل رئيسي، فضلاً عن إعادة بناء وتطوير البنى التحتية المتهالكة في العراق، كما أعلن أولريش كنه، نائب رئيس البعثة الألمانية في العراق والقائم على أعمالها.

وتوقع كنه في الوقت ذاته أن يتطور التبادل الاقتصادي بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، حيث قال في حوار خاص مع دويتشه فيله إن "ألمانيا تعمل على توفير شبكة استثمار قوية تمهد الطريق للمستثمرين الألمان الراغبين في العمل في العراق"، مبيناً أن بلاده تنسق مع الوزارات العراقية لتمثيلها لـ"حين تنفيذ اتفاقية حماية الاستثمار الموقعة بين البلدين".

وعن طبيعة التبادل التجاري بين البلدين أضاف كنه: "التبادل يقتصر في المرحلة الحالية على تطوير البنية التحتية كإعادة تأهيل السدود والموانئ في جنوب العراق وشماله وتصدير الآلات والمعدات التي تدخل في تطوير قطاعي الصناعة والنقل".

استثمار في خط نابوكو

وعن سبب عدم دخول الشركات الألمانية المنافسة لاستثمار حقول النفط العراقي، أوضح كنه أن "النفط العراقي لا يناسب صناعاتها من ناحية المواصفات"، مؤكداً على أن بلاده تعمل في الوقت الراهن على استثمار الغاز الطبيعي من حقول كردستان العراق عبر خط "نابوكو". ولا تخفى أهمية هذا الخط بالنسبة لألمانيا ودول غرب أوروبا الأخرى، إذ سيقلل من اعتمادها على الغاز الروسي، الذي ما لبث تدفقه يتوقف بين الفينة والأخرى بسبب خلافات روسيا مع دول المنظومة الاشتراكية السابقة، بشكل يؤثر على ألمانيا نفسها.

وأبدى نائب رئيس البعثة الألمانية في العراق ارتياحه قائلاً إن غياب الأمن النسبي في بعض مناطق العراق لا يشكل عائقاً أمام المستثمر الألماني، "الذي يستطيع إدارة مصالحه في العراق عن طريق شركات أخرى"، على حد تعبيره.

وعن المشاريع الألمانية الملموسة على ارض الواقع في العراق يشير كنه إلى دخول شركة باور (Bauer) الألمانية المتخصصة في بناء السدود المنافسة على توقيع عقد مع الحكومة العراقية على أعادة بناء سد الموصل وتأهيله.

تطوير القدرات الوظيفية لدى العراقيين

من جانب آخر أكد المسؤول الألماني على حرص بلاده على "دعم مشاريع العراق الإنمائية وذلك من خلال تقديم المساعدة بتطوير القدرات الوظيفية وتقديم الاستشارات إلى غرفة التجارة والبنك المركزي العراقي". وفيما يتعلق بحضور الشركات الألمانية في مشاريع إعادة إعمار العراق، تشير مديرة دائرة تسجيل الشركات الأجنبية التابعة لوزارة التجارة العراقية إلى أن هناك ثمانية عشر شركة ألمانية مسجلة في الوزارة، وإلى أن "هذه الشركات تعمل في تطوير وتأهيل البنى التحتية وكذلك في قطاعي الصحة والنقل".

خنساء اسكندر توضح مراحل تسجيل الشركات الأجنبيةصورة من: DW

وتوضح خنساء اسكندر، مديرة قطاع تسجيل الشركات الأجنبية، في حوار مع دويتشه فيله أن "عمل هذه الشركات يمر بمراحل عده أولها: تمهيد عقد العمل مع دوائر الدولة والشركة الأم في ألمانيا، ومن ثم العمل على تنفيذ المشروع مع دوائر الدولة". وتشير المسؤولة العراقية إلى أن "عدد الشركات آخذ في الازدياد مع تحسن الوضع الأمني في أغلب المدن العراقية".

يُذكر أن العراق يضم قنصلية ألمانية في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، إلى جانب السفارة الألمانية في بغداد، واللتان تساهمان في تقوية العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وتعتزم السفارة الألمانية افتتاح قنصلية لها في محافظة البصرة جنوبي العراق للمساهمة في عملية الاستثمار التي تشهدها المدينة، وذلك على إثر زيارة سفيرها كرستيان كارل بيرغ، إلى البصرة في 18أيار/مايو الماضي.

استثمار في مختلف المجالات

من جانبه يرى الخبير الاقتصادي في مركز تطوير الاقتصاد العراقي عماد شهاب أن العراق بات يتطلع إلى استثمار الشركات الأجنبية بشكل عام و"الألمانية" بشكل خاص، فـ"ألمانيا تجد في العراق محيطاً هائلاً من الاستثمار في مختلف المجالات". ويقول الدكتور عماد شهاب في حديث مع دويتشه فيله: إن "مبلغ المليار يورو يعتبر مبلغاً متواضعاً في ظل الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق"، مضيفاً أن "للعراق تجارب عدة مع الشركات الألمانية وذلك باعتبارها من أهم الدول المتقدمة والمتطورة صناعياً"، مذكراً بتاريخ التبادل التجاري بين البلدين، الذي كان الأكبر لبلد عربي مع ألمانيا في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته.

عماد شهاب: "مليار يورو مبلغ متواضع بالمقارنة بالفرص الاستثمارية المتاحة في العراق"صورة من: Privat

ويشير شهاب إلى إن "العراق بأمس الحاجة إلى بناء وتطوير البنى التحتية في مجالات عدة كالطاقة والنقل والمواصلات والقطاع الصناعي الذي أصبح أثراً بعد عين في العراق"، داعياً الشركات الألمانية إلى أن "تلعب دوراً أساسياً ومهماً في هذه المجالات الحيوية".

يُذكر أن العاصمة الألمانية برلين استضافت خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مؤتمر منتدى العراق، كما شهد العام الماضي انعقاد مؤتمر الاستثمار العراقي الألماني في مدينة ميونيخ، والذي شارك فيهما وفد اقتصادي عراقي رسمي ترأسه وزير الصناعة فوزي حريري، وسط مشاركة كثيفة من ممثلي الشركات الألمانية ذات الاختصاصات المتعددة.

مناف الساعدي ـ بغداد

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW