آفة الشعوذة... تونسي يقتلع عيني زوجته لفك لعنة كنز
علي المخلافي د ب أ
٤ يوليو ٢٠٢٥
في جريمة صدمت التونسيين فقدت امرأة تونسية بصرها تماما بعد أن اقتلع زوجها عينيها استجابةً لمشعوذ زعم وجود كنز مدفون تحت المنزل يقتضي تقديم عينين كقربان. وترقد الضحية بمستشفى للعلاج بعد نزيف شديد وكسر بالرقبة وانهيار نفسي.
زعم المشعوذ أنه يوجد كنز تحت منزل الزوجية (صورة رمزية لكنز عثر عليه مدفوناً في الدنمارك)صورة من: Museumsverbund der Stadt Vejle/dpa/picture alliance
إعلان
فقدت تونسية بصرها بالكامل بعد أن عمد زوجها إلى اقتلاع عينيها بطلب من مشعوذ ادعى وجود كنز مدفون تحت المنزل، في جريمة صدمت التونسيين. وتناقلت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الجريمة المروعة التي جدت في معتمدية السبيخة بولاية القيروان وسط تونس، بدافع البحث عن كنز مزعوم.
تفشي جرائم الشعوذة
وتعد هذه الجريمة الأحدث ضمن سلسلة جرائم الشعوذة التي تفشت في تونس على مدار السنوات الأخيرة رغم الحملات الأمنية ضد مدعي التنجيم والسحر وعلاج الأمراض المستعصية. وفي التفاصيل المذكورة ادعى المشعوذ الذي جاء من العاصمة إلى القيروان لإيجاد الكنز المزعوم مع أفراد من عائلة الجاني، وجود لعنة تحول دون العثور عليه تقتضي تقديم عينين كقربان لفك اللعنة.
ويروي والد الضحية - لإذاعة جوهرة الخاصة - أن ابنته (29 عاما) حينما امتنعت عن تنفيذ طلب الزوج قام باستدراجها إلى البيت للمصالحة وبادر بعد وجبة العشاء بتعنيفها واقتلاع عينيها بالقوة مستخدما شوكة الطعام، ثم حملهما في كيس بلاستيكي إلى المشعوذ وترك زوجته غارقة في الدماء.
منقبون عن كنوز أرضية في ألمانيا يخرّبون آثاراً تاريخية
04:17
This browser does not support the video element.
وترقد الضحية في مستشفى جامعي بولاية سوسة لتلقي العلاج بعد تعرضها لنزيف شديد وقد فقدت البصر كما تعاني من كسر في الرقبة ومن حالة انهيار نفسي. وألقت قوات الأمن القبض على الزوج الذي اعترف بجريمته، وفق ما نقلت الإذاعة.
وعلى الرغم من انتشار جرائم الشعوذة في تونس فإن القوانين لا تتضمن تجريما صريحا لها بالاسم. وهناك عقوبات في المجلة الجزائية تطالها تحت يافطة التحيل والنصب، تتضمن السجن لمدة خمس سنوات وخطية (غرامة) مالية بنحو 800 دولار أمريكي.
ولا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد من يمارسون الشعوذة في تونس لكن دراسة نشرت قبل عقد تشير إلى ما يناهز 145 ألف مشعوذ. ومنذ أبريل/نيسان الماضي 2025، أحال نواب في البرلمان مقترحا لمشروع قانون يجرم السحر والشعوذة على لجنة التشريع لكن لم يجرِ مناقشته بعد.
تحرير: خالد سلامة
في صور- سيدي بوسعيد جوهرة متوسطية تتطلع لتصنيفها كتراث عالمي
سيدي بوسعيد قرية سياحية تقع في شمال العاصمة تونس وتشتهر بألوانها المتوسطية الساحرة وتراثها المعماري المتميز وتُعد قبلة للسياح وتُلهم الفنانين. بعد حوالي قرنين من الشهرة تتطلع إلى تصنيفها في لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
تراث حضاري متنوّع
"سيدي بوسعيد" قرية تونسية تتطلع الى الانضمام إلى لائحة التراث العالمي لمنظمة التربية والثقافة والعلم (اليونسكو)، نظرا إلى خصائصها المعمارية الفريدة المستمدة من حضارات حوض البحر المتوسط وإلى ثرائها الثقافي المتنوع.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
موقع استراتيجي
شيدت النوات الأولى للقرية فوق هضبة صخرية بخليج تونس تطل على ساحل البحر المتوسط وبجوار المدينة التاريخية قرطاج. اكتسب موقعها الاستراتيجي في البداية اهمية عسكرية حيث استخدمها القرطاجيون لتحصين عمليات المراقبة للساحل.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
طراز معماري أندلسي
تنتشر في القرية اليوم القصور والإقامات الفندقية ذات المعمار التقليدي الجامع بين المعمار الاندلسي والإسلامي والمتوسطي. ويطغى اللونان الأبيض والأزرق على معظم البنايات بقرار من سلطات البلدية التي تأسست منذ العام 1893.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
سيدي بوسعيد بريشة كما رسمها فناون ألمان
تحتفظ شوارع قرية سيدي بوسعيد بزيارة الرسام الألماني الشهير بول كلي والفنانين اوغوست ماكا ولويس مواياي في شهر أبريل من عام 1914. أطلق الفنانون على الزيارة بـ"الرحلة التونسية" التي تضمنت رسم لوحات خلال اقامتهم في القرية وزيارتهم لعدة مناطق اخرى في تونس.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
قصر النجمة الزهراء
قصر "النجمة الزهراء" هو تحفة معمارية في قرية سيدي بوسعيد بناه البارون رودولف دير لانجي (1872-1932)، وهو من أصول ألمانية وبريطاني الجنسية وفرنسي المولد. اقترنت شهرته الفنية أثناء إقامته في تونس بولعه بالثقافات الشرقية. كان قصره قبلة للفنانين ومن بينهم الرسام الألماني بول كلي الذي أقام فيه فترة مع مرافقيه.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
قصة البارون دير لانجي
لوحة تحمل صورة البارون دير لانجي في قصره. تقول الروايات ان قدومه الى سيدي بوسعيد واستقراره بها كان لأسباب صحية بسبب حساسية ملازمة لحنجرته، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن مناخ أكثر ملاءمة صحيا في جنوب المتوسط. كان له تأثير كبير على القرية، وهو أول من فرض اللونين الأبيض والأزرق على البنايات.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
حيث يحلو السهر !
يضم القصر بهوا مخصص للحفلات الغنائية اليوم. يجري استخدامه خصوصا في ليالي رمضان وخلال المهرجانات الصيفية. كما يضم القصر "مركز الموسيقى العربية والمتوسطية" الذي يهتم بالبحوث الموسيقية وحماية التراث الموسيقي.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
خلوة سيدي بوسعيد
تضم القرية المئات من الأضرحة للمتصوفين والأولياء الصالحين، أشهرهم مقام "سيدي بوسعيد" الذي تحمل القرية اسمه. وفي الصورة "خلوة سيدي بوسعيد" الذي تمثل مكان تعبده. ويقام في القرية احتفال سنوي يسمى "خرجة سيدي بوسعيد" تشارك فيه فرق دينية وتلقى فيه المدائح والقصائد.
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
"خرجة سيدي بوسعيد الباجي"
في منتصف شهر رمضان تشهد سيدي بوسعيد طقوسا صوفية مميزة ومتوارثة منذ القدم تسمى "خرجة سيدي بوسعيد الباجي"، حيث يتجمع الناس من مختلف الأعمار والأجناس للمشاركة في طقوس "الخرجة" التي تنطلق من مقام "سيدي بوسعيد" بجانب مقهى "القهوة العالية" وسط طقوس ومدائح "العيساوية" والأذكار الصوفية.
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
منتوجات الحرف التقليدية
ينتشر الحرفيون في قرية "سيدي بوسعيد" في عدة مجالات ويعملون في هذه الورشات على مدار العام وتنتعش معاملاتهم اكثر عند توافد الرحلات البحرية السياحية على ميناء "حلق الوادي" القريب بالعاصمة تونس، أو خلال ذروة الموسم السياحي في الصيف.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
فطائر "البمبلوني" اللذيذة
تشتهر قرية "سيدي بوسعيد" بانتشار محلات الحلوى المتخصصة في صناعة فطائر "البمبلوني" اللذيذة، المغمسة في السكر، حيث يقبل عليها الزائرون والسياح بشراهة. تعمل هذه المحلات دون توقف ويصطف أمامها الوافدون في طوابير.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
مقهى العالية
تضم قرية سيدي بوسعيد عدة مقاهي وصالونات ثقافية ومتاحف. وفي الصورة مقهى "العالية" وهي الأقدم في القرية. كانت مدخلا لمقام "سيدي بوسعيد" الذي يقع خلفها وكانت موقع استراحة للزائرين قبل ام تتحول تدريجيا الى مقهي. حافظت حتى اليوم على خصائصها المعمارية.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
إطلالة ساحرة
تضم القرية إطلالة ساحرة على ساحل المتوسط وعلى ميناء "سيدي بوسعيد". وفي الواجهة البحرية يظهر جبل "بوقرنين". يحرص الزائرون لسيدي بوسعيد على القدوم إلى هذا المكان الهادئ للاتقاط الصور والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية وتناول المشروبات وتدخين النرجيلة.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
معلمة شعبية
يستأثر مقهى سيدي الشبعان التاريخي بموقع ساخر في قرية سيدي بوسعيد ويعدّ من أشهر المقاهي وأجملها والأكثر جذبا للسياح، بفضل إطلالته على جبل بوقرنين قرب حمام الأنف ومينائه ويتميّز بأجواء جلساته التقليدية. واستلهم من أجوائه البديعة فنانون أعمالهم الإبداعية مثل الفنان الفرنسي باتريك برويال الذي صوّر أغنيته الشهيرة "Le Café Des Délices" من مشاهد هذا المقهى.
صورة من: John Wreford/Sipa USA/picture alliance
طراز معماري أندلسي
تتميز القرية بأزقتها الضيقة وبالمعمار العربي والإسلامي(الأندلسي) الذي يتصدر الواجهات والنوافذ الخشبية واستخدام الأقواس عند الأبواب. تحرص السلطات البلدية في سيدي بوسعيد على فرض معايير محددة خلال عمليات الترميم والمحافظة على اللونين الابيض والأزرق المميزين للبحر الأبيض المتوسط، عند الطلاء.
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
تاريخ سيدي بوسعيد
يعيش في قرية سيدي بوسعيد حوالي ستة آلاف ساكن لكنها تستقطب على امتداد العام مئات الآلاف من الزوار. ويعتمد اقتصاد القرية بشكل كبير على مداخيل السياحة حيث تعد سيدي بوسعيد من أبرز الوجهات السياحية في تونس وفي حوض البحر الأبيض المتوسط. وأصبحت القرية تسمى رسميا باسم "سيدي بوسعيد" لدى إحداث بلدية في هذا المكان عام 1893، نسبة لاسم الولي الصالح بو سعيد بن خلف بن يحيى التميمي الباجي (1156-1230).
صورة من: Khaled Nasraoui/DW
قبلة السياح
يقدر عدد السياح الذين يزورون قرية سيدي بوسعيد سنويا بحوالي المليون سائح. وهي غالبا ما تمثل محطة رئيسية للوافدين من الخارج. وتقول السلطات البلدية إن إدراج سيدي بوسعيد على لائحة التراث العالمي سيكون بمثابة تتويج لها وتعزيز لمكانتها على الساحة الوطنية والعالمية ويجعلها تتمتع بمزيد التمويلات والعناية الفنية كموروث للأجيال الإنسانية القادمة. إعداد طارق القيزاني - تونس