خرج آلاف الأكراد في تظاهرة احتجاجا على احتجاجا على سياسة الرئيس التركي اردوغان. وفيما رفع المتظاهرون صور زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان منعت الشرطة رفع أي شعارات للحزب المحظور.
إعلان
تظاهر حوالي 30 ألفا من الأكراد في كولونيا غرب ألمانيا، تعبيرا عن احتجاجهم على سياسة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعد الهجوم الذي شنه الجيش التركي على مقاتلين أكراد في شمال سوريا. وقالت مصادر صحفية ألمانية إن نحو ثلاثين ألف شخص شاركوا في التظاهرة وهو رقم يتطابق مع الرقم الذي قدمه المنظمون. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس رفضت شرطة كولونيا تأكيد صحة هذا العدد.
وبدأ المتظاهرون بالتجمع قبل الظهيرة وجرت التظاهرة من دون أي حادث يذكر بحسب ما أعلنت الشرطة، التي حشدت ألفا من عناصرها لحماية التظاهرة وخصوصا لمنع أي صدام مع أتراك يعيشون في ألمانيا ويناصرون اردوغان.
وحمل المتظاهرون صورا لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان مطالبين بإطلاق سراحه. ولا يزال أوجلان مسجونا في تركيا منذ العام 1999.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال يورغن ماتيس رئيس شرطة كولونيا إن شعارات حزب العمال غير مسموح بإظهارها لكن من المسموح رفع صور أوجلان "وقد وضعنا في هذا الإطار خطا واضحا تماما، ولن نحيد عن هذا الخط". وأشار ماتيس إلى أن المظاهرة يجري مراقبتها بدقة، وأن كل الأمور تسير حتى الآن بسلام.
وتحظر ألمانيا أي نشاط لحزب العمال الكردستاني منذ عام 1993. وتصنف الولايات المتحدة هذا الحزب في خانة التنظيمات الإرهابية وكذلك الاتحاد الاوروبي.
من جانبه، جدد بيرند ريكسينجر، زعيم حزب اليسار، وأحد الخطباء في المسيرة، مطالبته الخاصة برفع الحظر عن حزب العمال وقال: "نحن نؤيد بشكل مطلق رفع الحظر عن حزب العمال". وأعرب ريكسينجر عن اعتقاده بخطأ العزلة التامة لأوجلان، واختتم تصريحاته قائلا: "وفي هذا الصدد، نحن نطالب بشكل واضح تماما بأنه لا ينبغي أن يقبع أوجلان لفترة أطول بل يجب الاستعانة به في المفاوضات".
وأطلق المتظاهرون هتافات مناهضة لحملات الاعتقال التي تقوم بها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب منتصف تموز/ يوليو الماضي، وأيضا هتافات احتجاجا على الدخول التركي لشمال سوريا. ويعتبر المتمردون الأكراد في شمال سوريا أن الهدف الأول للجيش التركي هو ضربهم أكثر مما هو ضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا.
وكانت كولونيا شهدت في نهاية تموز/ يوليو تظاهرة أخرى ضخمة لكنها كانت تعبيرا عن الدعم لاردوغان، وجمعت نحو 40 ألف شخص. وتعيش في ألمانيا جالية تركية كبيرة جدا، فيما يبلغ عدد الأكراد نحو مليون شخص.
ع.خ/ ف.ي (د ب ا، ا ف ب)
كرديات وأزيديات على خط الجبهة الأمامي في مواجهة "داعش"
قبل عامين شكلت مناطق الأزيديين بشمال العراق مسرحا لمأساة إنسانية يكاد لم يشهد لها مثيل منذ عقود، فقد تعرض الأزيديون لهجوم من قبل "داعش" الذي أسر واستعبد الكثيرات من بناتهم. واليوم تقف الأزيديات على الجبهة لمحاربة "داعش"
صورة من: Reuters/A. Jadallah
بالقرب من مدينة الموصل العراقية تقف المقاتلة الكردية حسيبة ناوزاد وبيدها منظار تراقب من خلاله عن كثب الوضع على خطوط الجبهة التي تفصل بين المناطق الكردية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يأتي ذلك فيما يواصل الأكراد والجيش العراقي تقدمهم على حساب الإرهابيين.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
حسيبة ناوزاد ترصد تحركات العدو قبل أن تعطي الإشارة لزميلتها المقاتلة الأزيدية أسيما داهر (الثالثة على اليمنين) ومقاتلات أخريات بإطلاق النار على الإرهابيين. وبما أنه لا يمكن قتال جهاديي "داعش" فقط عبر الغارات الجوية، فإن الأزيديات والكرديات يشكلن رأس الحربة على الأرض.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
وحتى تتمكن المقاتلة الكردية من إصابة هدفها يجب ألا يحجب أي شيء نظرها، لذلك تقوم بلف شعرها وربطه جيدا حتى لا تسقط أي خصلة على وجهها. هذا "المظهر العسكري" الذي أحيانا ما تدرجه بعض دور الأزياء الغربية في تصاميمها، فإنه يعكس واقعا مرا في العراق وكذلك في سوريا.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
أسيما داهر خلال استراحة محارب. على ذراعها تحمل دبا أحمرا. ربما كرمز لزمن السلام الذي انتهى فجأة في صيف عام 2014 عندما هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المناطق الأزيدية. عندها بدأت معاناة العديد من الأزيديات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على توديع وترك كل ما هو غال ونفيس.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يرأف حتى بحال الأكثر ضعفا ووهنا. مئات الآلاف وجدوا أنفسهم في صيف عام 2014 مجبرين على الفرار من بطش وهمجية الجهاديين. هذه الصورة، التي تظهر شيخا عجوزا يستند إلى امرأتين، جابت العالم كله كرمز لمعاناة الأزيديين.
صورة من: Reuters
هذه الفتاة الأزيدية، التي لا تريد الكشف عن وجهها، تعرضت في صيف عام 2014 للاختطاف قبل أن تجبر على الزواج قسرا من أحد مقاتلي "داعش". وبعدها بشهرين تمكنت الفتاة الأزيدية، التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما، من الفرار من قبضة التنظيم الإرهابي. واليوم ها هي تعيش بين أهلها وذويها وتروي ما تعرضت له من مآس يكاد اللسان يعجز عن وصفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Bennett
ظلت مدينة كوباني الكردية (عين العرب)، الواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، لأشهر عدة وهي تحت حصار مقاتلي "داعش". حينها استبسل الأكراد في الدفاع عن مدينتهم قبل أن يتمكنوا –وبدعم من الطائرات الحربية الأمريكية – من تحريرها من قبضة الإرهابيين الذين تركوا كوباني خرابا ودمارا.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Akgul
تنظيم "داعش" يحارب كل من يخالفه في إيديولوجيته. كما يستخدم التفرقة ويحاول نشر الكراهية وبث البلبلة بين الأطياف والأديان. بيد أن محاولاته لم تكلل دائما بالنجاح. والدليل على ذلك الصداقة التي تربط بين الكرديات والأزيديات اللواتي انتصرن – ولو رمزيا – على التنظيم الإرهابي.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يهزم بعد عسكريا، إذ أنه لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. أما الكرديات والأزيديات فسيواصلن كفاحهن ضده، بعد أن لقنّه درسا بأن النساء لسن جاريات!