آلاف الإيرانيين يحتشدون في طهران لإحياء ذكرى الثورة
١١ فبراير ٢٠١٩
احتشد عشرات الآلاف من الإيرانيين رغم الثلوج المنهمرة في طهران للاحتفال بالذكرى الأربعين لسقوط الشاه وانتصار الثورة الإيرانية التي قادها رجل الديني الشيعي آية الله روح الله الخميني والتي تزعج الغرب حتى يومنا هذا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Salemi
إعلان
في مثل هذا اليوم (11 فبراير/ شباط من عام 1979 ) أعلن الجيش الإيراني التزامه الحياد، وهو ما مهد الطريق أمام انهيار حكم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة والذي كان أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. وفي إطار الاحتفال بذكرى الثورة ألقى الرئيس الإيراني حسن روحاني خطابا في ميدان آزادي (الحرية) في وسط طهران.
وجاء الإقبال الكبير على المشاركة في المظاهرات التي ترعاها الدولة في وقت يعاني فيه الإيرانيون من ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية وارتفاع التضخم وهي العوامل التي أدت إلى اندلاع موجات من الاحتجاجات.
وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، وأعاد فرض العقوبات على طهران، مما وجه ضربة لاقتصاد البلاد. وقال مسؤولون إيرانيون إن الخطوة تبلغ حد "الحرب الاقتصادية".
وتدفق جنود وطلاب ورجال دين ونساء يرتدين ملابس سوداء على شوارع المدن والبلدات، وحمل كثيرون صورا للخميني والزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.
وتنظر السعودية ودول عربية أخرى إلى إيران بشكوك كبيرة منذ إطاحة الثورة الإسلامية بالشاه من السلطة، وذلك خوفا من تأثير فكر الخميني على الإسلاميين المتشددين في جميع أنحاء المنطقة. وتخوض إيران والسعودية حروبا بالوكالة في العراق واليمن وسوريا.
من جهه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "المؤامرة" الأميركية ضد بلاده مصيرها الفشل، وبعدما دان "مؤامرة" للولايات المتحدة و"الصهاينة" والدول "الرجعية" في الشرق الأوسط ضد بلده، قال روحاني إن "وجود الشعب اليوم في كل شوارع جمهورية إيران الإسلامية (...) يعني أن العدو لن يحقق أبدا أهدافه الشيطانية".
ح.ز/هـ.د (رويترز/ أ.ف.ب)
1979 عام مصيري غيّر موازين القوى في الشرق الأوسط
عام 1979 لم يكن مصيريا بالنسبة لللشرق الأوسط بسبب الثورة الإيرانية فقط، بل إن الأحداث السياسية والاجتماعية توالت بسرعة لتطالب الجماهير بالحرية والعدالة، وازدادت شعبية الحركات الإسلامية السياسية مثل الإخوان المسلمين.
صورة من: picture-alliance/EPU
فقاعة الثورة الإيرانية
الشهور الأربعة تقريبا التي قضاها زعيم الثورة الإيرانية آية الله خميني قبل سفره عام 1979 إلى طهران في بلدة فرنسية صغيرة خلفت لدى الفرنسيين مشاعر متباينة. الكثيرون كانوا قلقين وآخرون رأوا في الرجل الشيعي بارقة أمل. ورأى البعض أن زعيم الثورة الإيرانية يقود انتفاضة ضد النظام العالمي.
صورة من: Imago/Zuma/Keystone
سنوات الظلم والتمييز تدفع إلى السقوط
الإسلام الثوري الذي دعا إليه الخميني في صيغته الشيعية كان جليا بالنسبة للكثير من الإيرانيين. والشاه محمد رضا بهلوي الذي سقط في يناير/ كانون الثاني 1979 قبل أسابيع من عودة الخميني من المنفى حكم البلاد بقبضة حديدية. واستخدم السلطة لجعل إيران بلدا تابعا للغرب، دون أي اعتبار لحقوق الإنسان أو تقاليد البلاد. هنا في الصورة الشاه مع المستشار الألماني هلموت شميت في طهران عام 1975.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sanden
الثورة الإيرانية ضد القمع!
الخميني كان يمثل الكثير من الإيرانيين النموذج المضاد لشاه إيران، أي أنه كان يصبو إلى مجتمع يخضع للمبادئ الدينية لإعادة العمل بالعدالة الاجتماعية المنشودة منذ سنوات طويلة. وعكس تمجيد الشاه لـ 2500 سنة من الملكية، تحدث الخميني عن 5000 عام من الحرمان والظلم والتمييز بين الطبقات والقمع.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/D. Zarzycka
حركات سياسية ضد الاستبداد
عام 1979 كان أيضا سنة بروز الحركات الإسلامية التي تطالب بالحقوق السياسية والاجتماعية. وظهر الإسلام كحركة احتجاج سياسية. وأدرك الرئيس المصري الأسبق أنور السادات قوة تلك الحركات مثل الإخوان المسلمين الذين أطلق سراح العديد منهم من السجون، إلا أنه عاود الكرة بسرعة للتحرك ضدهم واعتقل ممثليهم من جديد، علما أن تلك الحركات الإسلامية كانت ردة فعل مباشرة على الأنظمة العربية القمعية السائدة.
صورة من: Awad Awad/AFP/Getty Images
النموذج الوهابي
كانت الثورة الإيرانية بمثابة كابوس بالنسبة للسعودية، وعملت العائلة المالكة في السعودية على تنبيه الرأي العام "لخطر الثورة الإيرانية الجامح" وقامت بنشر المذهب الوهابي وحشدت المؤيدين في مختلف بقاع العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/Fotolia/mysontuna/Jasmin Merdan
فشل الأنظمة العربية في تلبية مطالب الشعوب
الحكومات العلمانية في العالم العربي فشلت، مثل جمال عبد الناصر في مصر وصدام حسين في العراق وحافظ الأسد في سوريا؛ إذ تحولت تلك الحكومات إلى أنظمة ديكتاتورية استبدادية قاومت الحركات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي. ومع مرور السنوات تحول نظام الملالي في إيران وكذلك سلطة آل سعود في الرياض إلى ديكتاتورية باسم الدين.
صورة من: imago/Cola Images
عداوة تغذي الفرقة والنزاع
الزعامتان الإيرانية والسعودية في المنطقة تحولتا إلى خصمين لدودين يشاركان اليوم في حربي سوريا واليمن عبروكلاء. ومنذ التحولات التي طرأت في المنطقة انطلاقا من عام 1979 تفاقمت وتعقدت الظروف السياسية والدينية لتزيد من معاناة المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Office of the Iranian Supreme Leader/R. Jensen