آلاف السورين عالقون عند الحدود التركية، ولإبراهيمي "يشعر بالذعر"
٣ سبتمبر ٢٠١٢وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 59 مدنيا قتلوا الاثنين (3 سبتمبر/ أيلول) معظمهم في حلب واللاذقية ودرعا وإدلب. كما قتل ما لا يقل عن 26 من القوات النظامية إثر استهداف مراكز واليات واشتباكات في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب وريف دمشق ودرعا.
في الأثناء وصف المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مهمته بأنها "شبه مستحيلة". وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية إنه يخشى ثقل المسؤولية التي تحملها مهمته، وأوضح :"أدرك كم هي صعبة، إنها تقريبا مستحيلة". وقال: "أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي. البعض يقول الناس تموت وأنت ماذا ستفعل؟". أعترف :"نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب".
آلاف اللاجئين السوريين تقطعت بهم السبل
من ناحية أخرى يركن آلاف اللاجئين السوريين عالقين عند الحدود التركية، في الوقت الذي تسعى فيه السلطات التركية جاهدة للتعامل مع التدفق المتزايد للاجئين الذين يخشون أيضا قصفا جويا وبريا من جانب القوات السورية لبلدة مجاورة. وقال ناشطون من المعارضة السورية إن حوالي عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لإقليم كيليس في جنوب شرق تركيا وهو الطريق الوحيد الذي يصل من مدينة حلب في شمال سوريا إلى تركيا.
وقال شاهد عيان من وكالة رويترز إن طائرة سورية قصفت بلدة اعزاز على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود في ساعة مبكرة صباح اليوم الاثنين مما دفع بعض السكان الذين لم يلوذوا بالفرار بعد إلى حزم أمتعتهم.
وتخشى أنقرة من تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون عراقي كردي إلى تركيا في أعقاب حرب الخليج عام 1991. وشكت تركيا مرارا من أنها لا تتلقى مساعدات دولية كافية للاجئين ودفعت باتجاه إقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا خاضعة للحماية الأجنبية في مسعى لمساعدة المدنيين في الجانب الآخر من الحدود. ولم تلق الخطة حماسا يذكر من القوى العالمية في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي.
ومن المقرر أن تدعم أنقرة هذه الفكرة مجددا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري غير أن معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) تعني أن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تفويض من مجلس الأمن لاتخاذ هذا الإجراء والذي سيتطلب إقامة مناطق حظر جوي خاضعة لحراسة طائرات أجنبية لضمان تنفيذه.
مواجهات مستمرة مع قوات النظام في أكثر من نقطة
وحاصر المسلحون المعارضون للنظام السوري بلدة حارم على الحدود التركية واشتبكوا مع قوات الجيش والأمن المتمركزة في مبان حكومية وفي القلعة القديمة في البلدة، حسب إفادة مراسل وكالة فرانس برس.
وتقع حارم على سفح جبل على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود مع تركيا. وأفاد المعارضون المسلحون أنهم يسيطرون على ست من الطرق السبع المؤدية إلى المدينة، حسب ما أوضح أبو سعيد الذي يقود مجموعة من المسلحين المنتمين إلى لواء الحق. وقال ابو سعيد القائد في الجيش السوري الحر "قتلنا في كمين زعيم فرقة من الشبيحة". ومعظم سكان بلدة حارم هم من السنة، وتعرف البلدة بأنها تضم عددا من أنصار الأسد، حسب المعارضين المسلحين.
وفي حلب توقع لواء في الجيش السوري النظامي يقود العمليات العسكرية في مدينة حلب اليوم الاثنين أن يتمكن هذا الجيش من استعادة السيطرة على المدينة "خلال عشرة أيام". وتشهد حلب منذ شهر ونصف شهر مواجهات عنيفة بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين.
وأكد اللواء لوكالة أنباء فرانس برس رافضا كشف هويته أن الجيش النظامي سيسيطر على حلب خلال عشرة أيام، بعدما تمكن أولا من السيطرة على حي صلاح الدين الذي كان يشكل معقلا للمقاتلين المعارضين، فضلا عن أنه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة. وتستمر المعارك في حي سيف الدولة الذي هجره سكانه.
م أ م/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)