شهد العراق مظاهرات ضد وجود القوات التركية في شمال البلاد. فقد تجمع آلاف المحتجين، ومعظمهم عناصر من فصائل الحشد الشعبي الشيعية المسلحة، في وسط بغداد والبصرة للمطالبة بانسحاب القوات التركية من شمال العراق.
إعلان
تظاهر آلاف العراقيين، معظمهم عناصر من فصائل الحشد الشعبي الشيعية، السبت (12 كانون الأول/ ديسمبر 2015) ضد نشر تركيا قوات في قاعدة قرب الموصل في شمال البلاد. وأحرق بعض المتظاهرين الأعلام التركية وهددوا بأعمال عنف ضد الجنود بسبب ما يعتبرونه انتهاكا لسيادة بلدهم. وتجمع نحو أربعة آلاف متظاهر في ساحة التحرير بوسط بغداد وعدة آلاف آخرين في البصرة (جنوب) وبينهم أعضاء في تنظيمات شيعية رفعوا لافتات كتب عليها "الموت لتركيا.. الموت لأردوغان."
ويقول العراق إن تركيا نشرت جنودا ودبابات في قاعدة شمال البلاد الأسبوع الماضي دون موافقتها، ما أثار أزمة دبلوماسية بين بغداد وأنقرة. وتصر تركيا على أن الهدف من نشر قواتها حماية المدربين الذين يعملون مع القوات العراقية في الموقع، إلا أن بغداد طالبت مرارا بسحب الجنود والمعدات التركية، وتقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
ودعت مجموعات من الحشد الشعبي المؤلفة في معظمها من ميلشيات شيعية مدعومة إيرانيا، إلى التظاهرة ضد التواجد العسكري التركي. وقال هادي العامري النائب الشيعي بمجلس النواب وأحد قادة الحشد الشعبي "نحن نعتبر أي تواجد عسكري على الأراضي العراقية عدوانا أجنبيا واجب التصدي له بقوة وبكل الوسائل المتاحة."
وقال أمجد سالم القائد المحلي بمنظمة بدر في البصرة وهو يلوح بمسدسه تجاه صورة للرئيس التركي طيب أردوغان "نحن في حالة الإنذار القصوى ننتظر الأوامر من قادتنا لكي نحرق الأرض تحت أقدام الجنود الأتراك".
وفي بغداد رصد صحفيون من رويترز محتجين يدوسون بأقدامهم العلم التركي ويكيلون الصفعات لصورة أردوغان. وهدد أبو منذر الموسوي القائد المحلي في جماعة عصائب أهل الحق المتشددة تركيا قائلا "إذا كان الأتراك يعتقدون بأن العراق منشغل بمحاربة داعش (الدولة الإسلامية) وأنه بذلك يستطيع استغلال هذه الفرصة لنشر جنوده فعليهم أن يفكروا مليا قبل أن يرتكبوا مثل ذلك الخطأ"، مهددا باستهداف الجنود الأتراك.
ويشار إلى أن روسيا دخلت على خط الأزمة معلنة وقوفها إلى جانب بغداد. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية لافروف ونظيره العراقي "الجانب الروسي عبر عن موقفه الحاسم بدعم سيادة العراق وسلامة أراضيه."
أ.ح/ ع.ش (رويترز، أ ف ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .