لليوم الثالث على التوالي تستقبل ألمانيا آلاف اللاجئين القادمين من المجر عبر النمسا معظمهم سوريون. وتفكر السلطات الألمانية في إقامة مركزين إلى جانب ميونيخ لاستقبال اللاجئين، لأن الأخيرة لم تعد قادرة على استقبال المزيد.
إعلان
تواصل تدق اللاجئين القادمين من المجر إلى ألمانيا عبر لليوم الثالث على التوالي. وحسب مصادر حكومة مقاطعة بافاريا العليا وصل أربعة آلاف لاجئ، معظمهم سوريون، إلى محطة القطارات الرئيسة في مدينة ميونيخ اليوم الاثنين (السابع من أيلول/ سبتمبر 2015). وهذه ثالث دفعة لاجئين تصل إلى ألمانيا وتستقبل بالترحيب من قبل المواطنين الألمان.
وكان رئيس حكومة مقاطعة بافاريا العليا، كريستوف هيلنبراند، قد قال في وقت سابق إن ألمانيا تتوقع وصول "أكثر من 10 آلاف" لاجئ جديد اليوم الاثنين إلى مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا. وقال هيلنبراند خلال مؤتمر صحافي عقده في محطة ميونيخ المركزية للقطارات إن مباحثات جارية لإقامة مركزين لتوجيه اللاجئين، موضحا أن هذه المدينة لم تعد قادرة على استقبال المزيد.
وأضاف هيلنبراند أن أحد المركزين قد يقام قرب مدينة لايبزيغ، بشرق ألمانيا، في حين لم يحدد مكان المركز الثاني. وفي نهاية الأسبوع وصل أكثر من 20 ألف لاجئ إلى ميونيخ من النمسا، في حين دعت ألمانيا مجددا الأوروبيين إلى التحرك لمواجهة أسوأ أزمة هجرة منذ عقود.
في غضون ذلك أعلنت ألمانيا، التي تتوقع استقبال 800 ألف طالب لجوء هذا العام، تخصيص ستة مليارات يورو في 2016 لمواجهة تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين. وأكدت المستشارة أنغيلا ميركل أن تولي أمر اللاجئين سيكلف بلادها 10 مليارات يورو العام المقبل مع الأخذ في الاعتبار نفقات الدولة الفيدرالية والمقاطعات.
تقليص الخدمات المقدمة لطالبي اللجوء المرفوضين
من جانبه أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير عزم الحكومة الألمانية خفض الخدمات المقدمة لطالبي اللجوء المرفوضين بشكل كبير. وقال دي ميزير اليوم الاثنين إن هذا الأمر يعد جزءا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع قادة الأحزاب المنضوية في الائتلاف الحاكم في برلين ليلة الأحد/الاثنين.
وأضاف أنه لا يمكن أن يحصل هؤلاء الأشخاص على الخدمات الاجتماعية ذاتها التي يحصل عليها غيرهم ممن لا يزالوا في مرحلة إجراءات اللجوء. وتابع وزير الداخلية الألماني أنه من المقرر الإسراع بشكل كبير في تحديد الإجراءات والتخطيط لنزل إيواء اللاجئين وبنائها والإسراع أيضا في التعامل بشكل عام مع طالبي اللجوء من خلال "قانون تسهيل معياري".
وأشار دي ميزير إلى أن القرارات التي توصل إليها الائتلاف الحاكم تتمتع بأهمية كبيرة للمستقبل، وقال إن الهدف هو توفير "حماية ودمج لمن يحتاجون للحماية، والحد من العدد الآخر(طالبي اللجوء المرفوضين) من خلال حزمة من الإجراءات".
أ.ح/ ع.خ (د ب أ، أ ف ب)
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.