بعد أيام من منعهم من مغادرة المجر، تمكن آلاف من اللاجئين معظمهم سوريون من الوصول إلى ألمانيا، وخصوصا إلى ميونيخ. وكانت المستشارة ميركل قد اتفقت مع نظيرها النمساوي على السماح بعبور اللاجئين العالقين في المجر إلى بلديهما.
إعلان
أعلنت هيئة القطارات النمساوية مساء السبت (الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015) عن وقف رحلات قطارات اللاجئين من منطقة نيكلسدورف النمساوية، على الحدود المجرية، إلى ألمانيا في الليل على أن يبدأ استئناف تلك الرحلات من جديد غدا الأحد. وكانت القطارات النمساوية قد نقلت السبت من نيكلسدورف حوالي سبعة آلاف وخمسمائة لاجئ إما إلى العاصمة النمساوية فيينا، التي تبعد حوالي 70 كيلومتر عن المنطقة الحدودية أو إلى مدينة ميونيخ الألمانية التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر عن نيكلسدورف.
وكان آخر قطار من نيكلسدورف إلى ميونيخ قد انطلق في الساعة السابعة وعشرة مساء السبت، حسب متحدثة لهيئة السكك الحديدية النمساوية حاملا بين 800 وحتى ألف لاجئ.ومع دخول الليل في ميونيخ قللت السلطات من توقعاتها بشأن عدد اللاجئين الذين يصلون السبت إلى المدينة الواقعة في جنوب ألمانيا، حيث كان الحديث أولا عن عشرة آلاف لاجئ ليصبح العدد حوالي سبعة آلاف لاجئ معظمهم من سوريا.
وتدفق اللاجئون طوال السبت على ميونيخ ولا تستبعد ولاية بافاريا أن يصل إلى عاصمة الولاية غدا الأحد آلاف اللاجئين بنفس الطريقة التي سار عليها وصولهم السبت. وقال كريستوف هيلنبراند رئيس حكومة منطقة بافاريا العليا مساء السبت إن ستة آلاف لاجئ قد وصلوا إلى ميونيخ في الفترة بين الثامنة صباحا والثامنة مساء يوم السبت، ويتوقع وصول ألف آخرين.
ويقوم هيلنبراند بالتنسيق بين كافة الجهات المشاركة في استقبال اللاجئين في ميونيخ. وخصصت رئاسة حكومة منطقة بافاريا العليا صالتين في أحد المعارض لتكون أماكن إقامة طارئة للاجئين. فقد نصبت فيهما 1700 سرير، وأعدت 1500 مكان للجلوس ليتمكن اللاجئون من المبيت الليلة هناك.
وفي ساعة متأخرة من مساء السبت وصل قطار خاص من المجر إلى مدينة سالفيلد بولاية تورينغن الألمانية بوسط شرق ألمانيا. وكان على متن القطار 569 لاجئا بينهم 21 طفلا تقل أعمارهم عن عامين حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
انتقادات للحكومة الألمانية بسبب اللاجئين
وأجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بعد الانتقادات المتبادلة بين الطرفين بشأن التعامل مع أزمة اللاجئين. وقيل مساء السبت في برلين: "إن كلا الطرفين اتفقا على ضرورة قيام كل من المجر وألمانيا بالوفاء بالتزاماتهما الأوروبية بما في ذلك بنود اتفاقية دبلن.". وأوضح نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن ميركل وأوربان اتفقا على أن انتقال اللاجئين إلى ألمانيا الذي نظم السبت يمثل استثناء بناء على الحالة الطارئة التي شهدتها الحدود المجرية.
من جانبه وجه وزير الداخلية في ولاية بافاريا يوآخيم هيرمان انتقادات قوية للحكومة الاتحادية في برلين بسبب السياسة التي تتبعها بخصوص اللاجئين. وقال هيرمان مساء السبت إن قرار السماح للاجئين العالقين في المجر بالدخول إلى الأراضي الألمانية عبر النمسا لم يتم التفاوض بشأنه مع الولايات. وأوضح الوزير أن هذا القرار يعد "إشارة خاطئة تماما داخل أوروبا"، يجب تصحيحها.
وكان قرار السماح بدخول اللاجئين إلى الأراضي الألمانية تم الاتفاق عليه بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فايمان. حيث أعلن المستشار النمساري فيرنر فايمان على فيسبوك أن بلده وألمانيا اتفقتا على استقبال اللاجئين الموجودين على الحدود المجرية.
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ)
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.