مظاهرات في العراق للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد
٧ أغسطس ٢٠١٥
خرج الآلاف من سكان مدينة البصرة جنوب العراق مطالبين بإجراء إصلاحات دستورية ومحاربة الفساد، فيما ينتظر خروج تظاهرة مشابهة في بغداد ومدن أخرى. والمرجع السيستاني يدعو رئيس الوزراء حيدر العبادي "بضرب المفسدين بيد من حديد".
إعلان
خرج عصر اليوم الجمعة (السابع من آب/ أغسطس) نحو 15 ألف عراقي في مظاهرات حاشدة للمطالبة بإجراء إصلاحات دستورية ومحاربة الفساد وتقويم عمل الحكومة العراقية وسط مدينة البصرة في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن " المظاهرة سلمية وتقودها شخصيات ثقافية وإعلامية وفنانون وفئات أخرى من المجتمع دون تدخل من أي من الكيانات الحزبية وتجمعوا أمام مبنى المحافظة وهم يهتفون شعارات تطالب بإجراء تعديلات على بنود في الدستور العراقي تتعلق بحل البرلمان وإقامة حكم رئاسي بدل البرلماني ومحاربة الفساد وإحالة المفسدين إلى القضاء وتقويم عمل الحكومة العراقية ".
البصرة من الأمس حتى اليوم
مدينة البصرة الجنوبية هي ثاني أكبر مدن العراق وقد تكون الأغنى فيه، لكنها الأكثر معاناة بسبب الحروب الطويلة التي خاضها النظام السابق وبسبب ظهور التشدد الديني فيها في السنوات الأخيرة.
صورة من: DW/M. Al-Saidy
صورة من سبعينات القرن الماضي من سفرة لطلبة جامعة البصرة إلى شط العرب. 40 عاما مرت على هذه الصورة تغيرت فيها المدينة بشكل كبير. بقية القصة في ملف للصور.
صورة من: Khalid Muzeel
مدينة البصرة الجنوبية هي ثاني أكبر مدن العراق وقد تكون الأغنى فيه، لكنها الأكثر معاناة بسبب الحروب الطويلة التي خاضها النظام السابق وظهور التشدد الديني في السنوات الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
البصرة عرفت سابقا ببندقية الشرق ، تشبها بمدينة البندقية الايطالية، بسبب الروافد والجداول التي تمر بين منازل المدينة .
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
انهار البصرة اليوم أصبحت مكانا لرمي النفايات والعلب البلاستيكية.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
دار بصري تقليدي تزينه الشناشيل هجره أصحابه منذ عشرات السنين. أغنياء بغداد والبصرة كانوا يزينون بيوتهم بالشناشيل .
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
ما تبقى من أهوار قرية الفهود شمال البصرة، نظام صدام حسين جفف مياه الأهوار في ثمانيات القرن الماضي . بعد 2003 عادت الحياة من جديد إلى منطقة الأهوار لكن بصورة بطيئة.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
بناء مضيف تقليدي في أهوار البصرة من أشجار القصب والبردي. حرفة قديمة توارثها سكان الأهوار منذ آلاف السنين.
صورة من: Khalid Muzeel
حفل اجتماعي في البصرة في سبعينات القرن الماضي. تراجعت الفعاليات الاجتماعية عن المدينة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بسبب الحروب المستمرة والحصار الاقتصادي.
صورة من: Khalid Muzeel
محل لبيع الملابس في مدينة البصرة. بعد سنة 2003 ظهر التشدد الديني في المدينة وغابت عنها الفعاليات الاجتماعية والمسارح والمعارض والسينمات.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
حقول نفط في منطقة الزبير. لم يجن سكان البصرة من أموال النفط شيئا، فيما تردت أو غابت معظم الخدمات الأساسية، كمياه الشرب والكهرباء، عن المدينةمنذ سنين طوال.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
دبابة عراقية من مخلفات الحروب في أطراف البصرة التي شهدت كل حروب الثمانينات والتسعينات والالفية الثالثة. قرر طاقم الدبابة قتلها قبل الانسحاب، فدمر مدفعها.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
مخلفات الأسلحة التي استخدمها صدام حسين في حروبه الطويلة بقيت مكدسة في أطراف المدينة التي عانت الأمرين من جراء هذه الحروب، بعض هذه الأسلحة ملوث بالإشعاعات.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
شط العرب هو المتنفس والمتنزه الوحيد لأهالي البصرة بعيدا عن صخب وحرارة مدينتهم.
صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP/Getty Images
البصرة في الليل قرب شط العرب ، خالية حزينة بانتظار من يوقظها من سباتها . الا أيها الليل الطويل الا أنجلي !
صورة من: DW/M.Al-Saidy
تمثال السياب على شط العرب. مدينة السياب تعيش اليوم دون مسارح ونواد اجتماعية ومراكز ثقافية ودون سينمات ومكتبات كبيرة. المؤلف : زمن البدري تحرير: ملهم الملائكة
صورة من: DW/M. Al-Saidy
15 صورة1 | 15
ومن المنتظر أن تنطلق مساء اليوم مظاهرات مماثلة في بغداد وعدد من المحافظات الأخرى لذات المطالب. وشهدت البصرة وبغداد ومدن عراقية أخرى نهاية الأسبوع الماضي مظاهرات مشابهة. ويبدو أن المتظاهرين سيستمرون في التظاهر احتجاجا على سوء الخدمات والفساد.
من جانبه دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي للضرب "بيد من حديد" لكل المتورطين في الفساد لينضم إلى المحتجين ضد مسؤولين يلقي عليهم الكثير من العراقيين مسؤولية انقطاع الكهرباء.
وأمر العبادي الشهر الماضي بتقليص أجور كبار المسؤولين وحصص الكهرباء المدعمة المخصصة لمنازلهم. لكن مثل هذا الغضب الشعبي قد يعقد مساعي الحكومة في حشد التأييد لمعركتها من أجل طرد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" من الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال وغرب البلاد.
وقال أحمد الصافي مساعد السيستاني في خطبة الجمعة "المطلوب أن يكون أكثر جرأة و شجاعة في خطواته الإصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرا". وأضاف "سيدعمه (الشعب) و يسانده في تحقيق ذلك".
ودعا السيستاني -وهو رجل دين في الثمانينات من العمر يندر أن يتحدى أحد سلطته علنا- العبادي وهو شيعي معتدل أن يسعى للإصلاح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي. وقال الصافي إن على العبادي أن "يضرب بيد من حديد على من يعبث بأموال الشعب...وان يشير إلى من يعرقل مسيرة الإصلاح أيا كان و في أي موقع كان".
وبعد انتهاء الخطبة بفترة قصيرة كتب العبادي في صفحته الرسمية على فيسبوك قائلا إنه ملتزم بتوجيهات السيستاني. وكتب قائلا "أتعهد بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها وأدعو القوى السياسية إلى التعاون معي في تنفيذ برنامج الإصلاح".