آلاف من طالبي اللجوء المرفوضين يغادرون ألمانيا طواعية
٣٠ أكتوبر ٢٠١٧
تقول بيانات وزارة الداخلية الألمانية إن أعداد طالبي اللجوء، الذين غادروا ألمانيا بعد رفض طلباتهم أعلى مما هو معلن. وحسب هذه البيانات فإن 35 ألف طالب لجوء غادروا ألمانيا خلال تسعة أشهر، منهم عشرة آلاف بدون دعم حكومي.
إعلان
أظهرت البيانات الرسمية أن عدد طالبي اللجوء، الذين غادروا ألمانيا طواعية عقب رفض طلبات لجوئهم أعلى مما كان معلن من قبل. جاء ذلك في رد لوزارة الداخلية الألمانية على طلب إحاطة من أولا يلبكه، النائبة في البرلمان الألماني عن حزب "اليسار" المعارض.
وبين رد الداخلية أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري غادر البلاد طواعية 10 آلاف طالب لجوء مرفوضين بدون الحصول على دعم من الحكومة الألمانية، ذلك إلى جانب نحو 25 ألف لاجئ آخرين عادوا طواعية إلى أوطانهم بعد حصولهم على دعم مالي من الحكومة الألمانية.
وبحسب البيانات، عاد 24569 شخصا إلى أوطانهم بعد حصولهم على أموال من الحكومة الألمانية لدعم عودتهم خلال الفترة من كانون الثاني/يناير حتى أيلول/سبتمبر الماضي.
وقالت يلبكه في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين (30 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) إن هذا العدد الكبير للمغادرين طواعية مهم بالنظر إلى الجدل الشعبوي (في إشارة إلى حزب البديل الشعبوي) الدائر حول المحدودية المزعومة لتطبيق إلزام المغادرة، موضحة أن القصور المزعوم في هذا المجال لم يُثبت من الناحية التجريبية.
واتهمت يلبكه الحكومة الألمانية بالعجز لعدم تقديمها بيانات شاملة عن أعداد المغادرين طواعية رغم أن هذه القضية مثار جدل سياسي منذ سنوات.
ويتم حصر أعداد هذه الفئة ونشرها على نحو منتظم، أما فيما يتعلق بأعداد الذين عادوا طواعية دون الحصول على دعم من الحكومة الألمانية فلا يتم حصرها على نحو ممنهج. ويحصل جميع طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم، الذين قرروا العودة طواعية لبلادهم على ما يسمى بـ "شهادة عبور"، يقومون بتسليمها لسلطات الحدود خلال مغادرتهم البلاد.
وبحسب البيانات، تسلمت سلطات الحدود الألمانية 34440 نسخة من هذه الشهادات في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. وتقول الوزارة، إن هذه الأعداد لا تشمل أيضا كافة المغادرين طواعية، حيث يمكن لحاملي هذه الشهادات تسليمها لدى سلطات حدود أجنبية أو سفارة ألمانية. وأوضحت الوزارة أنه لا يُجرى حصر هذه الحالات.
وأظهرت البيانات أنه تم ترحيل 18153 طالب لجوء مرفوضة طلباتهم من ألمانيا على نحو قسري خلال نفس الفترة الزمنية، وتم تسليم نحو 5 آلاف فرد منهم إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
أ.ح/ي.ب (د ب أ)
في صور: لاجئون تقطعت بهم السبل على حدود المجر
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."