صورته ستزين الورقة النقدية من فئة 50 جنيهاً استريلينياً لإعادة الاعتبار له. إنّه فيلسوف وعالم رياضيات وكسر شفرة النازيين وصنع أول نموذج كمبيوتر. ورغم فضله على بلده بريطانيا، فقد حورب لمثليته ثم حكم عليه بالإخصاء ثم انتحر
إعلان
أعلن محافظ بنك إنكلترا، مارك كارني، الاثنين (15 تموز/ يوليو 2019) أن صورة العالم البريطاني آلان تورينغ، الذي سبق وأن أدين بتهمة "ممارسة الجنس مع الرجال"، وعوقب بالإخصاء، ستظهر على الورقة النقدية البريطانية الجديدة من فئة 50 جنيهاً استرلينياً في نهاية عام 2021.
واعتبر المحافظ في كلمته الرجل "رياضياً بارزاً"، مشيراً إليه بوصفه "عملاقاً يقف على كتفيه كثير مما نراه اليوم". كما قال كارني إن تورينغ "أب لعلوم الكمبيوتر والذكاء الصناعي، وبطل من أبطال الحرب". ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنّه قد ختم كلمة التكريم بالقول: "كانت إضافاته تصل إلى مدى لا محدود".
ويعتبر الإنكليزي آلان ماثيسون تورينغ مجموعة مواهب متحركة. فهو عالم رياضيات وعالم كمبيوتر وعالم في المنطق وفيلسوف ومتخصص في فك الشفرات العسكرية. وقد أرسى في وقت مبكر قواعد الخوارزميات المستخدمة في الكمبيوتر ومنصات التواصل الاجتماعي الشائعة اليوم، بل واخترع آلة أطلق عليها اسم "ماكنة تورينغ"، والتي يمكن اعتبارها نموذجاً للكمبيوتر عام الاستخدامات.
خلال الحرب العالمية الثانية، عمل تورينغ مع فريق من المختصين البريطانيين على فك شيفرة التواصل في الجيش النازي، والتي استخدمت آلة كانت تسمى "جهاز إنيغما"، واستخدمت على الأخص من قبل استخبارات سلاح البحرية الألماني، التي كانت توجه أسطول غواصات كبير لتدمير وتعطيل السفن البريطانية في البحار. وبذلك، كان تورينغ من أبطال المملكة المتحدة في الحرب ضد النازية، وقدرت بعض المصادر أنّ نشاطه في كسر شيفرات القوات الألمانية ساهم في انقاذ حياة 14 مليون إنسان. لكنه، رغم كل هذا التفوق، لم ينل أي تكريم واهتمام لأنه كان مثلي الجنس، في وقت كان القانون البريطاني يعاقب المثلية الجنسية بالسجن أو الإخصاء.
وبعد انتهاء الحرب، نشط آلان تورينغ في مجال الكمبيوتر وعلومه، وكرس حياته لها. لكن في عام 1952، جرت محاكمته بتهمة ارتكاب أفعال مثلية، وأدين بهذه التهمة، وخُيّر بين الإخصاء كيماوياً أو السجن، ففضل الإخصاء. وفي عام 1954، انتحر تورينغ قبل عيد ميلاده الثاني والأربعين عن طريق تناول تفاحة مغموسة بالسيانيد. لكن هناك روايات رجحت أن موته كان نتيجة حادثة تسمم.
في عام 2009 ونتيجة لحملة واسعة على الإنترنت، اعتذر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون رسمياً نيابة عن المملكة المتحدة لشخص الراحل تورينغ، مبدياً أسفه وألمه على وجه الخصوص "للطريقة المروعة التي عومل بها". وفي عام 2014، منحته الملكة إليزابيث الثانية عفواً ملكياً، وفي عام 2017 صدر بحقه "قانون تورينغ" للعفو العام، والذي يشمل العمل بعفو رجعي الأثر على كل من عوقب وأدين أو أبعد بفعل القوانين والتشريعات التي تجرّم المثلية.
م.م/ ي.أ
إيران - الأناقة الناعمة تتحدى الحجاب
فُرض الحجاب في إيران ليكون زياً إسلامياً للنساء يصادر حريتهن في ارتداء ما يرغبن فيه، لكنّ هذا الزي المفروض قسراً اتخذ بمرور الزمان هوية جديدة، ولم يفلح في تحويلهن الى صنف بشري موحد المظهر أسوة بالعسكر مثلاً.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Noroozi
تحجيب النساء أول قوانين "الثورة الإسلامية"
قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران لم يكن ارتداء الحجاب شائعاً، بل كنّ أغلب المحجبات يرتدين "تشادور"، والذي هو عبارة عن عباءة سوداء تغطيهن من قمة الرأس إلى أخمص القدمين. لكن بعض طالبات الجامعة اخترن ارتداء ربطة الرأس. بعد قيام الثورة تغير الوضع فشاع الحجاب الإسلامي في إيران ومنها انتشر إلى العالم العربي والإسلامي.
صورة من: bornanews.com
الأناقة ظاهرة "طاغوتية"!
نهاية سبعينات ومطلع ثمانينات القرن العشرين إبان سنوات الحرب مع العراق، فرضت الأزمات الاقتصادية الخانقة صعوبات حياتية جمّة على الإيرانيين، ولم يعد أحد يفكر في الأناقة ومستلزماتها، وهكذا باتت الموضة ظاهرة كمالية يصفها الثوريون بأنّها "طاغوتية". آنذاك شاعت الجبة (مانتو) وربطة الرأس داكنة اللون وباتت إلزامية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Abedi
نهاية الحرب أعادت ذائقة المجتمع العصرية
مع انتهاء الحرب أواخر ثمانينات القرن العشرين، تراجعت الأزمات الاقتصادية والسياسية، ما انعكس على ملابس الناس بشكل مباشر، لاسيما أن انتشار أجهزة عرض الفيديو وأشرطته أعاد الحياة إلى ذائقة المجتمع العصرية؛ فظهرت على الجبة ألوان تنوعت بين الخردلي والحشيشي والبنفسجي الداكن. لكن الأقمشة خشنة الملمس بقيت سائدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجبة المزررة والسروال الفضفاض إجبارية!
خلال الثمانينات كانت الجبة فضفاضة طويلة تصل إلى مفصل القدم. أزياء النساء في تلك الفترة مقارنة بمرحلة التسعينات كانت أشبه بالمعاطف، وما لبثت أن زحفت على أكتفاها البطانات الضخمة. وكانت الجبب تزرر حتى نهايتها، بحيث لا يظهر سوى طرف سروال فضفاض من تحتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
من الجبة المعطفية الى الجبة الخفاشية
مطلع الثمانينات كانت ربطة الرأس قاتمة اللون، وتربط حافتها بإحكام تحت الحنك بحيث تغطي الرقبة، لكن انفتاح الاستيراد في مطلع التسعينات، أغرق الأسواق بسراويل الجينز القادمة من آسيا فبات شائعاً تحت الجبة التي تحول تصميمها إلى شكل "خفاشي" كما يصفنه الإيرانيات.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Fahimi
"المقنعة" ربطة رأس إجبارية منذ سن السادسة!
شاعت خلال الثمانينات والتسعينات "المقنعة" وهي ربطة رأس مخاطة مقفلة ترتديها المرأة كما تظهر الصورة. شاعت المقنعة في البداية في المدارس الابتدائية حيث ترتديها البنات منذ سن السادسة، ثم باتت إلزامية في المدارس وعلى العاملات في المصانع ودوائر ومؤسسات الدولة، واللواتي لم يلتزمن بها يجري نقلهن إلى أماكن نائية لإجبارهن على الاستقالة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجبة أقصر وأضيق وربطة الرأس زاهية الألوان
بحلول منتصف التسعينات تقاصرت جبب النساء لتصل مستوى الركبة وباتت ضيقة تظهر استدارات الجسد، كما تغيرت خاماتها إلى أقمشة رقيقة، وتغيرت موديلاتها فباتت تكشف عن مساحات أكبر من ملابس المرأة ولم تعد معطفاً محكم الغلق. واختفت الجبة الخفاشية بألوانها المعتمة. كانت قوات السباه تطارد النساء في المدن وتمنع التطور الجديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الشال طرد المقنعة وباتت الجبة معطفا قصيراً
منذ الألفية الثالثة باتت الجبب أقصر وأشد ضيقاً، وحلّ شال خفيف يلقى على الرأس بعفوية مقصودة محل ربطة الرأس والمقنعة. أكمام الجبة القصيرة اختلفت أيضا عن الجبة القديمة وكذلك ياقاتها فباتت أكثر انفتاحاً وتظهر جزءاً من عنق المرأة. وشاعت في طهران الجبب الكتانية ولم يعد للجبة الإسفنجية المعطفية وجود.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/epa/A. Taherkenareh
جبة طويلة ضيقة بلا أزرار وربطة رأس رمزية
مع هذا الانفتاح بدأت الشرطة بالتشدد، وللالتفاف على إجراءاتهم التعسفية شاعت المعاطف الضيقة الطويلة الخالية من الأزرار التي مهما طالت تبقى كاشفة عن مساحة كبيرة من ملابس المرأة، وشاع تحتها ما يعرف ب "ليغنغ" أي السروال الملتصق بالجسد كما شاعت الأحذية الرياضية من الماركات الشهيرة. أما ربطات الراس فأضحت تكشف عن مقدمة ونهاية شعر المرأة بإصرارٍ شديدٍ رغم القيود.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
وداعاً للجبة وللربطة وللسروال الفضفاض!
منذ العقد الثاني من الألفية الثانية شاعت موضة "سابورت" وبات زيا لكل البنات، أما سروايل الفيزيون اللحمية فباتت زي الطهرانيات الثابت، وأمست الجبة مجرد عباءة عصرية بألوان أنيقة مفتوحة من كل الجهات، فيما استقر الشال كغطاء نهائي للشعر. مع كل ذلك تعاظمت كمية الماكياج الذي يضعنه الإيرانيات حتى نهاراً.
صورة من: Khabarde.ir
الحجاب "الإسلامي" عنوان أنوثة المرأة وسحرها!
ببلوغ " الثورة الإسلامية" عقدها الرابع من العمر، لم يعد للحجاب المفروض على النساء أي شبه بالحجاب الذي فُرض في أعوام الثورة الأولى. بل أضحى زياً أنيقاً يميز المرأة الإيرانية عن غيرها ويكشف أكثر مما يخفي من أجسادهن وجمالهن. وبات إظهار الشعر الملون جزءاً من أناقة المرأة رغم ارتدائها الشال "الإسلامي".
صورة من: Instagram
حملة "الى حجاب أفضل" جعلت الحجاب زياً أنيقاً
منذ 2015 بدأت الإيرانيات بالظهور في الميادين الرياضية دون حجاب وبشعور مكشوفة خاصة على سفوح التزلج على الجليد لجبال البرز المطلة على مناطق شمال طهران. المرأة الإيرانية ترى أنها قد نجحت في خلق زي جديد أنيق يليق بها من خلال حملة سلمية صامتة جرت تحت شعار "إلى حجاب أفضل".DW / م.م