آلية أوروبية للالتفاف على العقوبات الأمريكية على إيران
٣١ يناير ٢٠١٩
ذكرت تقارير إعلامية أن ثلاث دول أوروبية أسست آلية للتبادل التجاري مع إيران بعيدا عن العقوبات الأمريكية على طهران بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني. وواشنطن تجدد التلويح بمعاقبة الشركات التي ستتعامل مع طهران.
إعلان
بعد أشهر من التحضيرات التقنية والقانونية نجحت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في تأسيس آلية مالية للتبادل التجاري مع إيران لتجنب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران عقب إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران.
من جانبها أكدت الحكومة الألمانية اليوم الخميس (31 يناير/كانون الثاني) ما أفادت به قنوات إذاعية وتلفزيونية بشأن الآلية الجديدة للتبادل التجاري مع إيران. وقالت الحكومة الألمانية، حسب ما افادت محطة "أن. دي. ار" بشمال ألمانيا إن هدف الآلية المالية هو الحفاظ على التبادل التجاري القائم بين الدول الأوروبية المذكورة وبين طهران. ويحمل الكيان الجديد اسم"Instex" وهو اختصار لمصطلح "آلية دعم التبادل التجاري".
وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإن هذا الكيان هو عبارة عن مشروعات مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، وذلك من أجل مساعدة الشركات الأوروبية التي لها مصالح تجارية مشروعة في إيران على تفادي العقوبات الأمريكية. وبمجرد إطلاقه، سيسمح هذا بالتدفقات المالية في المجالات غير المستهدفة بالعقوبات الأمريكية.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد قال الاثنين الماضي إن ما يطلق عليه " كيان للأغراض الخاصة" اقترب من التطبيق.
يذكر أن بقية الدول الأوروبية يمكنها التعامل لاحقا مع إيران عبر هذه الآلية التي سيتم الإعلان عنها رسميا الخميس عقب اجتماع وزار خارجية الاتحاد الأوروبي في بوخارست.
ويعمل الاتحاد الأوروبي بشكل جدي على الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره في أيار/مايو
الماضي بالانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران.
من جانبها قالت السفارة الأمريكية في ألمانيا إنها تسعى للحصول على تفاصيل إضافية بشأن الآلية الأوروبية الجديدة لتسهيل التجارة مع إيران دون استخدام الدولار، لكنها لا تتوقع أن تؤثر الآلية على حملة واشنطن لممارسة أقصى ضغط اقتصادي على طهران. وذكر متحدث باسم السفارة "كما أوضح الرئيس (ترامب) الكيانات التي ستشارك في أنشطة خاضعة للعقوبات مع إيران ستواجه عواقب وخيمة من بينها عدم إمكانية استخدام النظام المالي الأمريكي أو التعامل مع الشركات الأمريكية. وأضاف "لا نتوقع أن يكون لآلية المدفوعات الخاصة أي تأثير على حملتنا
لممارسة أقصى قدر من الضغوط".
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب/رويترز، د ب أ)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش