شجب المرجع الشيعي أية الله السيستاني دخول قوات تركية للعراق دون موافقة بغداد وطالب بـ"احترام سيادة" العراق وتطبيق القوانين الدولية. وتوترت العلاقات بين بغداد وأنقرة بسبب نشر تركيا لقواتها قرب مدينة الموصل.
إعلان
دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني اليوم (الجمعة 11 ديسمبر/ كانون الأول 2015) دول الجوار العراقي ودول العالم إلى احترام سيادة العراق والامتناع عن إرسال قوات عسكرية بدون موافقة الحكومة المركزية. وقال احمد الصافي معتمد المرجعية الشيعية خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في كربلاء أمام آلاف من المصلين "من المعروف أن هناك قوانين ومواثيق تنظم العلاقة بين الدول واحترام سيادة كل دولة وعدم التجاوز على أراضي الدول وليس لأي دولة حق إرسال جنودها إلى أراضي دولة أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب ما لم يتم الاتفاق على ذلك بين حكومتي البلدين بشكل واضح وصريح".
وأضاف "ومن هنا فإن المطلوب من دول جوار العراق وجميع الدول أن تحترم سيادة العراق وتمتنع عن إرسال قواتها إلى الأرض العراقية وبدون موافقة الحكومة المركزية وفقا للقوانين النافذة للبلد والحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات". وأوضح أن على الحكومة العراقية "اتباع الأساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل وعلى الفعاليات السياسية أن توحد مواقفها وتراعي في ذلك مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه". وقال الصافي "إن العراق يسعى لأن تكون له أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار ويرغب بالمزيد من التعاون في مختلف الصعد والمجالات وهذا يتطلب رعاية حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة".
وتشهد العلاقات العراقية - التركية توترا على خلفية إعلان السلطات العراقية توغل قوات عسكرية تركية داخل العراق بدون علم مسبق من الحكومة العراقية. وانقضت مهلة مدتها 48 ساعة أعطاها العراق يوم الأحد الماضي لتركيا دون سحب الأخيرة لقواتها . وتعتزم الحكومة العراقية رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد دخول القوات التركية الأراضي العراقية والمطالبة بسحبها. واستبعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الخميس سحب قوات بلاده من العراق .وقال في مؤتمر صحفي مساء أمس الخميس إن الانتشار التركي سيكون محور اجتماع بين أنقرة وواشنطن وكردستان العراق في 21 كانون الأول/ ديسمبر.
ح.ز/ ع.خ (د.ب.أ / أ.ف.ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .