1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

آينشتاين: شيئان لا حدود لهما، الكون وغباء الإنسان

ربما لم يحظ عالم من قبل بالتقدير الذي يحظى به ألبرت أينشتاين، ولا يكاد أحد يجهل نظريته النسبية حتى وإن لم يفهمها إلا قلة من المهتمين بالفيزياء، فما السر وراء شعبية هذا العالم الكبير؟

في عيد نظريته الخمسين زاد الاهتمام بأينشتين الإنسانصورة من: AP

"يضحك الناس من كلامي ويصفقون لأنهم يفهمونه في حين يضحكون ويصفقون لك لعدم فهمهم ما تقول"، هذا ما قاله أسطورة الكوميديا شارلي شابلن يوماً لآينشتاين. وربما يرجع تقديرالعالم لآينشتاين وجعله رمزاً للعبقرية في عصرنا هذا لصعوبة نظريته النسبية وعدم قدرة الجميع على فهمها، ولكن هل هذا هو السبب الوحيد وراء تحول العالم العبقري إلى "سوبر ستار"؟ "لقد تركت النظرية العديد من التساؤلات وفتحت الباب على مصراعيه أمام البحث العلمي من كل حدب وصوب"،هكذا يفسر رئيس المؤسسة الألمانية للأبحاث الفيزيائية كنوت أوربان أهمية هذه الشخصية التاريخية ومساهماتها في العلوم الطبيعية،مضيفا: "لقد غيرت نظرية آينشتاين حياة البشر، كما أن علم الكون يحمل شيئا من الغموض يدفع إلى الاحترام والتقدير، لقد وسعت أعمال آينشتاين آفاق البشر، وأعطت صورة عن الكون لم تخطر على بال أحد من قبل"

آينشتاين الإنسان

تميز أينشتاين بالتلقائية والمرحصورة من: dpa

لم تقتصر أهمية ألبرت آينشتاين على نظرياته وأبحاثه العلمية، فبعد سنوات من الاهتمام بـ "آينشتاين العالم"، بدأ مؤخراً الاهتمام بـ "آينشتاين الانسان" بشكل أكبر، ومع اعتبار 2005 سنة الاحتفال بـ آينشتاين في ألمانيا، ظهر العديد من المؤلفات التي تركز بشكل خاص على الحياة الشخصية لهذا العالم الكبير وعلى الجوانب غير المعروفة عنه والمستمدة من مذكرات شخصية اكتشفت مؤخراً أو من الخطابات المتبادلة مع الكثيرين من أبناء عصره، مثل تلك التي تبادلها مع سيجموند فرويد بعنوان "لماذا الحرب"، كما تعتمد هذه المؤلفات أيضاً على شهادات الأشخاص الذين عرفوا آينشتاين الإنسان عن قرب وعاشوا معه.

واهتم العالم الكبير بالإنسان أكثر من اهتمامه بالعلم، حتى أنه حذر الناس من أن يصبح العلم أهم ما في الحياة، لأن العلم وإن امتلك القوة والعضلات فهو لا يملك القلب، وكان يؤمن أن الإنسان لا يحيى بالفعل إلا عندما يخرج من ذاته. لذلك فقد حزن العالم الكبير عندما وجد أن الطاقة الذرية، وإن غيرت وجه التاريخ، إلا أنها لم تغير طريقة تفكير البشر قائلاً: "لو كنت عرفت لعملت كصانع ساعات". وحتى وإن وصفت آراؤه السياسية اليوم بالسذاجة، إلا أنها كانت تنبع عن حبه للسلم وقناعته بأن الحرب لا يمكن أن تؤدي إلى السلام، بل أن الطريق الوحيد إليه هو التفاهم. وتعد أهم مشاركاته السياسية خطابه للرئيس روزفلت عن القنبلة الذرية. وعندما سؤل عن الحرب العالمية الثالثة قال: "أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكني أعرف أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة"

آينشتاين الظريف الطريف!

"شيئان ليس لهما حدود، الكون وغباء الإنسان، مع أني لست متأكداً بخصوص الكون"صورة من: dpa

عندما يذكر اسم هذا العالم في بحث أو مقال أو برنامج تلفزيوني، يشار دائما الى "عبقريته" والى "خياله العلمي اللامحدود" وما الى ذلك، لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد للجاذبية النادرة التي ميزت شخصية ألبرت آينشتاين، فقد كان لروح الفكاهة والمرح دور في جذب الأنظار إليه وجعله رمزا للشخص الخارق للعادة. وما من مثال أوضح لذلك من صورته المشهورة وهو يخرج لسانه للصحفيين بعد أن فاض كيله من ملاحقتهم له، فجاء رد فعله التلقائي دليلاً على روح الدعابة والبساطة وعدم التكلف. وطالما حوّل آينشتاين الأشياء وحتى النظريات إلى مزحة، فكان يجد مثلا مبدأ التلغراف اللاسلكي في غاية البساطة ويفسره كالتالي: لو كان التلغراف العادي عبارة عن قطة طويلة، فما الذي يحدث؟ عند قيامك بشد ذيلها في نيويورك تبدأ بالمواء في لوس أنجلوس، هذا هواللاسلكي لكن بدون قطة!!! وأشار آينشتاين الى أن الإبداع يتوقف إذا ما فقد الإنسان فضول الطفولة "إذا كان أ = النجاح، فإن أ = س+ ص+ ج . حيث س = العمل، ص = اللعب، ج = إبقاء فمك مغلقاً". وكان دائما يقول: "أن أصعب شئ في العالم يمكن فهمه هو الضرائب على الدخل." ومن أقواله الظريفة: "شيئان ليس لهما حدود، الكون وغباء الإنسان، مع أني لست متأكداً بخصوص الكون"

العلم ليس سوى "إعادة ترتيب لتفكيرنا اليومي"

اتسم آينشتاين بالتواضع، فكان يؤكد أن الصدفة والحظ هما ما جعلاه يصل لنظرياته، كما أنه لم يتوقع أن تحظى هذه النظريات باهتمام أحد غيره، ولم يفهم لماذا هذا الاهتمام الإعلامي الكبير به. وكان يرى في احتفاظه بروح الطفولة وما يحيط بها من دعابة وطرافة سر النجاح في التفكير بطريقة مختلفة، فهو يجد في التعليم عائقا للتفكير الحر. ولذلك فقد كان تعريفه للثقافة أنها "ما يبقى بعد أن ينسى الإنسان كل ما تعلمه في المدرسة."

الله هو محرك البحث العلمي

صورة كاريكاتور لآينشتاين

لم يكن آينشتاين ملحداً ولكنه رفض الدين الذي يفرق بين البشر ويرفض صورة الله البعيد عن الكون والمخلوقات. وقد تأثر برؤية سبينوزا (1632-1677) ، الفيلسوف اليهودي الذي أسس النقد التحليلي والتاريخي للتوراه والذي قال:"إن الله حاضر في كل ما يوجد، وكل ما يوجد حاضر في الله" ولا يختلف هذا كثيراًً عن الفكر الصوفي. فقد آمن آينشتاين بوجود الله في كل شيء في الطبيعة، وربط بين العلم والدين، كما كان يعتقد أن "العلم دون دين كسيحٌ وأن الدين دون علم أعمى."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW