1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أبحاث ألمانية لكشف المزيد من التفاصيل عن أسرار إنسان النياندرتال

محمد سامي الحبال٢٢ أكتوبر ٢٠٠٧

فريق من الباحثين الألمان في مدينة لايبزيغ يحاول من خلال أبحاثه تبديد الغموض الذي يلف إنسان النياندرتال ويثبت أن إنسان النياندرتال كان يملك مورثة فوكس بي 2 المسؤولة عن النطق.

تمثال في متحف ولاية هسن للرأس أنثى إنسان النياندرتال.صورة من: picture-alliance/dpa

تحيط بإنسان النياندرتال الكثير من الأسرار الغامضة لقلة ما عُثر عليه من مستحاثات تخص هذا الكائن. ولا يقتصر الغموض على طبيعته، بل يتعداه ليلف مصيره هو الآخر، فهذا الكائن يشكل بالنسبة لعلماء الأحياء البائدة، الذي يعد علماً حديثاً نسبياً، لغزاً يصعب حله. حتى التساؤل فيما إن كان إنسان النياندرتال أحد مراحل التطور البشري أم أنه فصيلة مستقلة بحد ذاتها ما زالت بعيدة عن الإجابة. ومن المسائل الأخرى التي حيرت العلماء لسنوات طويلة، هي الطريقة التي كان يتواصل بها مع أبناء جنسه، فهل كان قادراً على الكلام؟

القدرة على الكلام والجينات المسؤولة

يعزو العلماء القدرة على الكلام إلى مورثة مسؤولة عن النطق تدعى "فوكس بي 2". وقد تم اكتشفها قبل عدة سنوات عند دراسة العلماء لأفراد عائلة إنكليزية لا يستطيعون جميعهم النطق. وحتى الآن تعده المورثة الوحيدة التي لها علاقة سببية بقدرة الإنسان على الكلام والتخاطب. وقد غير هذا الاكتشاف اعتقاد بعض العلماء السائد بعدم قدرة إنسان النياندرتال على الكلام، السؤال الذي شكل أحجية للعلماء لسنوات طويلة. خاصة بعد اكتشافهم في عام 1984 لعظم لامي سليم، وهو عظم في قاعدة اللسان، يُعتقد أنه يعود إلى إنسان النياندرتال. عندها استطاع العلماء أن يجزموا أن إنسان النياندرتال كان يمكنه القدرة على الكلام.

جمجمة إنسان النياندرتال تشبه إلى حد بعيد جمجمة الإنسان الحديث.صورة من: AP

وتوالت الأبحاث في هذا المضمار إلى أن تمكن فريق من الباحثين الألمان في مدينة لايبزيغ من العثور على عظمتين داخل مغارة "السيدرون" في الشمال الإسباني يرجع تاريخهما إلى 43 ألف عام. وقد دلت الأبحاث على وجود مورثة فوكس بي 2 في العظمتين. وما أدهش العلماء هو تطابق هذه المورثة مع مثيلتها لدى الإنسان الحديث.

ومن المعلوم أن العصافير والشمبانزي تملك فوكس بي 2، ولكنها تختلف قليلاً عن مثيلتها لدى الإنسان. ورغم صعوبة التأكد من إن ما وجد لغاية الآن يعود فعلاً لإنسان النياندرتال، إلا أن العلماء على شبه إجماع من هذه النتيجة. فقد تم تحليل العينات المكتشَفة في ثلاثة مختبرات متطورة في كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، ومن ثم مقارنتها النتائج مع عينات إنسان النياندرتال الكلاسيكية المتعارف عليها والموجودة في كرواتيا.

وبالرغم من هذا الاكتشاف المهم يبقى العلماء في حيرة من أمرهم حيال نفي أو تأكيد إمكانية نطق إنسان النياندرتال، إلا أن الدلائل تشير إلى أنه لا يوجد ما منع إنسان النياندرتال من النطق. وفي ظل وجود العظم اللامي والجين المسؤول عن الكلام فإن العائق لا بد أن يكون عدم وجود الحبال الصوتية، وهو أمر مستحيل، كما يقول الصحفي المتخصص في شؤون الأبحاث العلمية ميشائيل شتانغ في مقابلة مع راديو دويتشلاند. ويضيف شتانغ: "ان الشيء الوحيد الذي أجمع العلماء على تأكيده هو أن فوكس بي 2 كان قد نشأ وتطور قبل انفصال إنسان النياندرتال عن الإنسان العادي".

إنسان النياندرتال لم يكن بدائياً

من الصورة السائدة: إنسان النياندرتال في رحلة صيد...صورة من: AP

من الجدير بالذكر فإن إنسان النياندرتال كان يعيش في العصر الجليدي في فترة اتسمت بتغيرات مناخية حادة، وقد استوطن في أوروبا. وتشير المستحثات المكتشفة إلى أن أول أثاره تعود إلى قبل حوالي 350 ألف سنة. وهو يتمتع ببنية قصيرة وقوية. وقد انقرض قبل حوالي 24 ألف سنة. وعلى عكس الاعتقاد السائد في انه كان كائناً بدائياً ومتخلفاً وبسيط، وإنه كان من أكلة لحوم بني جنسه، يرى بعض العلماء أن إنسان النياندرتال كان يتمتع بنسبة جيدة من الذكاء. وكان يعيش في مجتمعات صغيرة وقد عرف النار، إضافة إلى أنه كان صياداً ماهراً يقتات على فيلة الماموث ووحيد القرن الصوفي والأحصنة المتوحشة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW