أبحاث للاستفادة من الأسماك في علاج مشكلات العيون
١٣ يوليو ٢٠١١تشبه عيون الأسماك عيون الإنسان إلى حد كبير، مع فارق جوهري وحيد، هو أن عيون الأسماك تبقى في طور النمو طوال حياة السمكة، بينما يُولد البشر بأعين مكتملة. يراقب الباحث الألماني يؤاخيم فيتبروت نحو خمسين ألف سمكة فيما يزيد عن 3500 حوض أسماك في جامعة هايدلبيرغ الألمانية. ويمتد اهتمام العالم الألماني ليشمل عيون الفقاريات بوجه عام، رغم أنه متخصص في الأسماك. ويأمل فيتبروت أن يؤدي بحثه في طريقة تكون عيون السمك إلى مساعدة العين البشرية في توليد خلايا الأجزاء التي تعرضت للتلف.
ويقول فيتبروت الذي أحب الأسماك منذ صغره: "الأسماك نموذجية..حيث يمكن الاحتفاظ بأعداد هائلة منها، كما أن طريقة تكون أعينها تشبه إلى حد كبير طريقة تكون العين البشرية". العين البشرية تحوي هي الأخرى نوعاً من الخلايا لديه القدرة على إعادة تجديد نفسه. "إننا الآن نختبر هذه القدرة على إصلاح التلف في أعين الأسماك، ومن المحتمل أن يستفيد طب العيون منها على المدى البعيد، في حالات تلف الشبكية على سبيل المثال".
التكنولوجيا في خدمة العيون
وطور فيتبروت ورفاقه في الجامعة الألمانية الراقية، مجهراً خاصاً يستطيعون بواسطته مراقبة التطور الجنيني في السمكة منذ كانت خلية واحدة وحتى اكتمال نموها كسمكة.
بعدها يقوم الباحثون، الذين يعملون بالتعاون مع مختبر علم الأحياء الجزيئي الأوروبي، باستخدام تكنولوجيا الحاسبات الآلية لإسراع وتيرة عملية التطور وتتبعها. في البداية تبدو السمكة كرة تهيم الخلايا بداخلها على وجهها دون هدف أو توجه، فجأة وبدون مقدمات تتحرك مجموعة معينة من الخلايا نحو القلب، كما لو كانت قد تلقت أمراً سرياً، وينشأ العمود الفقري ببطء، بينما تتحرك خلايا أخرى أعلى وأسفل لتشكل الرأس أو الذيل.
وتمكن فيتبروت من خلال بحث أجراه عن سمكة ميداكا وهي فصيلة يابانية، من تحديد الجينات الرئيسية المسؤولة عن تكون العين. واكتشف أن الخلايا في الجنين تتم برمجتها في مرحلة مبكرة على تخليق عضو البصر وتحريكه للموقع المخصص له. البحث يعتمد على أموال الجائزة التي تلقاها فيتبروت من مؤسسة هايدلبيرغ البحثية وقيمتها ربع مليون يورو، لتمويل أبحاث مساعد يستعد لنيل درجة أستاذ مساعد في تخصص الخلايا الجذعية.
(س.ش/ د ب أ)
مراجعة: عماد غانم