منذ خسارة فريق بايرن ميونيخ أمام متصدر الدوري الألماني بوروسيا دورتموند، ضمن المرحلة ال30 للدوري الألماني (بوندسليغا)، وتقلص حظوظه في الفوز باللقب، وجه فريق بايرن ميونيخ كل تركيزه صوب مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويحدو الفريق البافاري أمل كبير في التأهل إلى مباراتها النهائية، التي ستقام هذا العام على ملعبه "أليانز أرينا". لكن تحقيق هذا الهدف يبقى رهينا بتخطي عقبة ريال مدريد في نصف النهاية التي ستجرى مباراة ذهابها يوم الثلاثاء (17 أبريل / نيسان 2012)، على أن تجري مباراة العودة في ال25 من نفس الشهر على ملعب "سنتياغو برنابيو".

وفيما يعتبر البعض مواجهة الغد بالنسبة للاعبي ريال مدريد، بمثابة مباراة للاستئناس بأجواء الملعب الذي سيعودون إليه من أجل البحث عن لقبهم العاشر في المسابقة. يرى البعض الآخر، أنها فرصة مواتية لبايرن ميونيخ لرد الدين لمدرب الفريق الملكي جوزيه مورينيو، الذي حرم النادي البافاري من التتويج باللقب على ملعب سانتياغو بيرنابيو قبل عامين، عندما كان مدربا لإنتر ميلان الإيطالي.

بايرن ميونيخ عقدة ريال مدريد

وهذه هي المرة الخامسة التي يلتقي فيها الفريقان في هذا الدور. فقد سبق لهما أن التقيا في الدور نصف النهائي للمسابقة في أربع منافسات سابقة، وحسم بايرن ميونيخ في أمر التأهل للمباراة النهائية على حساب ريال مدريد ثلاث مرات، وكان ذلك في العام 1976 و1987 و2000. بينما نجح ريال مدريد في ذلك في العام 2001.

وبالنظر إلى هذه النتائج، تعتبر وسائل الإعلام الأسبانية أن بايرن ميونيخ يشكل "عقدة" لريال مدريد. هذا الاعتقاد السائد لدى الإسبان، أكده أيضا المدرب الألماني بيرند شوستر، الذي قال في حوار مع صحيفة "فيلت أم سونتاغ" الألمانية، إن "ريال مدريد لديه احترام كبير اتجاه بايرن ميونيخ"، قبل أن يخلص اللاعب والمدرب السابق لريال مدريد، أن "النادي البافاري خلق نوعا ما عقدة للنادي الملكي، لأنه ألحق به هزائم مؤلمة خلال فترة المدرب أوتمار هيتسفيلد". لكن بيرند شوستر يرى أن الامتياز في الوقت الحالي لصالح ريال مدريد، الذي تكمن قوته الضاربة في خط هجومه بقيادة الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو.

امتياز معنوي للريال

هذا الأخير الذي وصفته صحيفة ماركا الأسبانية، في عددها الصادر يوم السبت الماضي (14.04.2012)، بأنه مهاجم "لا يشبع من التألق وتسجيل الأهداف". وقد وصل عدد الأهداف التي وقعها رونالدو، فقط في الليغا الأسبانية، خلال هذا الموسم إلى 41 هدفا. ما جعله يتبوأ صدارة هدافي الدوري الأسباني إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة.

وقد بلغ مجموع أهداف الفريق الملكي في بطولة الدوري 107 أهداف، محطما رقمه القياسي السابق الذي كان قد سجله في العام 1990. أما أهداف الفريق في المسابقات الثلاث (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، فقد وصل عددها إلى 157 هدفا. ولا ينقص زملاء كريستيانو رونالدو سوى هدف واحد لتحطيم رقم قياسي جديد، كان وراءه الجيل الذهبي للعام 1960 بقيادة الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو.

ريال مدريد سيدخل مباراة الغد وفي حوزته امتياز معنوي مهم، فهو يتصدر الدوري الأسباني بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه برشلونة. وقد حقق خلال المرحلتين الأخيرتين فوزين متتاليين، وتمكن من تسجيل 7 أهداف خلال مبارتيه الأخيرتين. على عكس بايرن ميونيخ الذي فقد آخر آماله بالتتويج بلقب الدوري الألماني، بعدما أصبح الفارق بينه وبين دورتموند ثمان نقاط بعد خسارته أمام دورتموند وعجزه عن الفوز بميدانه أمام ماينز.

"بايرن يمكنه تحقيق إنجازات مذهلة"

ورغم ذلك، يؤمن بايرن ميونيخ بحظوظه في تجاوز ريال مدريد، مثلما يظهر ذلك جليا من خلال تصريحات لاعبي وإداريي الفريق. ففيما صرح المدير الرياضي للنادي كريستيان نيرلينغر لوسائل الإعلام الألمانية عقب مباراة فريقه مع ماينز، أن "بايرن ميونيخ قادر أمام فرق مثل ريال مدريد على تحقيق إنجازات مذهلة"، أكد قائد الفريق فيليب لام، "أن الفريق تمكن في الأسابيع الأخيرة من كسب الثقة في النفس، وسيدخل هذه المباراة بكل حماس".

ونفس الحماس يتملك الفريق الأسباني الذي يتوقع لاعبه البرازيلي مارسيلو مباراة صعبة ضد زملاء فيليب لام. ومع ذلك أكد مارسيلو لوسائل الإعلام المحلية، على هامش مباراة فريقه أمام سبورتينغ خيخون، أن ريال مدريد سيرحل إلى ميونيخ من أجل حسم المواجهة لصالحه باعتباره "الفريق المرشح لذلك".

جدير بالذكر أن ريال مدريد لم يسبق له الفوز بميدان بايرن ميونيخ، الذي تغلب على النادي الملكي تسع مرات وتعادل معه مرة واحدة في ميونيخ. فهل سينجح يا ترى زملاء ماريو غوميز في الحفاظ على هذا الإنجاز التاريخي أمام قوة هجوم الفريق الملكي؟

عادل الشروعات

مراجعة: عبده جميل المخلافي