أبطال أوروبا ـ أنشيلوتي يَتسيًدُ المسابقة القارية بلا منازع
٢ يونيو ٢٠٢٤
أثبت المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي انه سيد دوري "أبطال أوروبا" دون منازع بعدما رفع عدد ألقابه فيه إلى خمسة بعد قيادته ريال مدريد الإسباني الى احراز لقبه الخامس عشر القياسي أيضاً، بفوزه على بوروسيا دورتموند الألماني.
إعلان
أحرزكارلو أنشيلوتي أمس (الأحد الأول من يوتيو/ حزيران 2024) على ملعب ويمبلي بلندن على خامس ألقابه القارية، بعدما سبق له وأن فاز بدوري أبطال أوروبا مع ميلان الايطالي مرتين عامي 2003 و2007، قبل أن يحرز ثلاثة ألقاب إضافية مع ريال عامي 2014 في مروره الأول و2022 في مروره الثاني ثم عام 2024.
وأقرّ أنشيلوتي البالغ 64 عاماً بعد التتويج قائلاً "لا تعتاد على الأمر أبداً، لأنه كان صعباً، صعباً للغاية، أكثر مما توقعنا". وتابع "في الشوط الأوّل عانينا وفي الثاني خسرنا الكرة بشكل أقل ولعبنا بشكل أفضل. لكن كل هذه مجرد تفاصيل غير مهمة الآن". وأضاف "الحلم مستمر. لم أعُجب بالمستوى الذي قدمناه في الشوط الأول. لقد فقدنا الكرة كثيراً وفي المكان الخطأ. لقد سمحنا لدورتموند باللعب بالطريقة التي يريدها".
ويتفوق انشيلوتي في عدد الألقاب على مدرب ليفربول الانكليزي السابق بوب بايسلي والفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريدالسابق حيث فاز المدرّبان بثلاثة ألقاب لكل منهما. كذلك، فاز أنشيلوتي بلقب المسابقة مرّتين كلاعب مع ميلان، لكنّ نجاحاته كمدرّب وضعته في مصاف الأساطير، بالإضافة إلى احتفاله الشهير الأخير بارتداء النظارات الشمسية والسيغار في يده. ويُعدّ المدرّب محبوباً جداً لدى لاعبيه، نتيجة للـ "قيادة الهادئة"، وليس من قبيل الصدفة عنوان كتابه.
يعرف أنشيلوتي كيفية الحفاظ على اللاعبين في صفّه ويوجهّهم في الاتجاه الصحيح حتى في اللحظات الصعبة. مرّ المهاجم البرازيلي رودريغو بفترات صعبة عانى خلالها أمام المرمى للتسجيل هذا الموسم، لكنّ أنشيلوتي لم يبخل عليه بالدعم. وقال المدرب الإيطالي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي"هناك أوقات تسجّل فيها في كلّ مرّة تلمس فيها الكرة، وهناك أوقات تسدّد فيها كثيرًا وتفشل". وتابع "سوف يتجاوز الأمر، كما حدث مع جميع المهاجمين الآخرين".
كذلك، لم يبدأ مواطن رودريغو، فينيسيوس جونيور الموسم بأفضل حالاته ولكن بتوجيهات أنشيلوتي، وصل إلى أعلى مستوياته في الوقت المثالي، ليختم موسمه بالهدف الثاني في مرمى دورتموند(83) بعدما كان داني كارفاخال افتتح التسجيل في الدقيقة 74. وقال أنشيلوتي "إنه عمل أنجز بشكل جيد". وتابع "لديه موهبة رائعة أضاف اليها جودة رائعة على التحرك من دون الكرة".
ونجح أنشيلوتي من خلال بناء هذا الشعور الدافئ مع لاعبيه في مساعدتهم على قبول قراراته لناحية من يلعب أو لا، إضافة إلى مراكزهم في أرض الملعب. في أحيان كثيرة، لعب الفرنسي إدواردو كامافينغا في مركز الظهير الأيسر، فيما يلعب مواطنه أوريليان تشواميني كقلب دفاع، من دون امتعاضهما. ورغم جودته الواضحة من حيث إدارة اللاعبين وقدرته على وضعهم في الوضعية الذهنية المناسبة، إلا أن أنشيلوتي اتخذ أيضًا العديد من القرارات التكتيكية المهمة هذا الموسم.
إنها ناحية من عمله لا تحظى بالتقدير المناسب في بعض الأحيان. فقال أنشيلوتي قبل عام "هذا الفريق مدرّب بشكل جيد" في لحظة نادرة من التمرّد والفخر من المدرّب الذي عادة ما يكون راضياً عن صورته الودية. ورأى مدرب بايرن ميونيخ الألماني وتشلسي سابقاً في شباط/فبراير "المباريات التي لا يمكنك الفوز بها، لا يجب أن تخسرها".
لم يخسر الفريق الملكي في دوري الأبطال على الاطلاق هذا الموسم، حيث أظهر لاعبوه جاهزية عالية لحسم الأمور في الأوقات الحسّاسة، ففازوا في 9 مباريات وتعادلوا 4 مرات. وكان الفريق الملكي تخطى مانشستر سيتي الانكليزي حامل اللقب بركلات الترجيح في ربع النهائي قبل ان يتفوق على بايرن ميونيخ الالماني بطريقة مثيرة في مباراة الاياب.
وحافظ أنشيلوتي على فريقه مندمجًا وعلى درجة عالية من التركيز، وأثمر ذلك نجاحاً. ويمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر، إلى ثنائية البديل خوسيلو ضد بايرن ميونيخ الالماني في نصف النهائي. نادرًا ما يشعر الإيطالي بالارتباك، على الرغم من اعترافه بأنه يشعر عادةً بالتوتر في الساعات التي تسبق نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأثنى أنشيلوتي على الإنجاز التاريخي الذي حققه فريقه بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ.15 ليعزز رقمه القياسي كأكثر الأندية حصولا على الكأس "ذات الأذنين"، موسعا الفارق الذي يفصله أمام أقرب ملاحقيه ميلان الإيطالي إلى 8 ألقاب. وألمح "هنا لا نرتوي أبدا. سنستمتع غدا وسيكون يوما رائعا نقضيه مع المشجعين. بعد ذلك سنستريح وسنعود بالحماسة المعتادة. التحدي التالي هو محاولة تقديم الأفضل. لقد منحتني هذه المسابقة سعادة غامرة كلاعب وكمدرب وسأسعى لتكرار هذا الشعور. أنا محظوظ لوجودي في أفضل ناد في العالم".
ح.ز/ م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م