أبطال أوروبا ـ فوز كاسح لليفركوزن وسقوط برشلونة أمام موناكو
١٩ سبتمبر ٢٠٢٤
استهل باير ليفركوزن الألماني مشواره في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوز كبير 4-صفر على مضيفه فينوورد الهولندي بعد أداء قوي في روتردام، فيما ألحق موناكو الخسارة الأولى هذا الموسم ببرشلونة الإسباني.
إعلان
عاد باير ليفركوزن الألماني اليوم الخميس (19 أيلول/ سبتمبر) من ملعب فينورد روتردام الهولندي بفوزه كاسح 4-0، محققا بذلك بداية أكثر من رائعة لمشواره في الحلة الجديدة منمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقامة هذا الموسم بنظام مجموعة واحدة وبمشاركة 36 فريقا عوضا عن 32.
وبعدما توج الموسم الماضي بلقب الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه في انجاز غير مسبوق كونه تحقق من دون أي هزيمة، بدأ ليفركوزن الذي وصل الموسم الماضي أيضا إلى نهائي "يوروبا ليغ"، موسمه القاري بفوز هو الأكبر له خارج الديار في دوري الأبطال، معادلا انتصاره الأكبر في المسابقة على الإطلاق والذي سجله في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2013 ضد شاختار دانييتسك الأوكراني (4-0).
وحسم فريق المدرب الإسباني شابي ألونسو النقاط الثلاث في الشوط الأول الذي سجل خلاله الأهداف الأربعة، بينها ثنائية لفلوريان فيرتس، ملحقا بفينورد، بطل 1970، هزيمته الأولى في آخر 31 مباراة ضمن جميع المسابقات، وتحديدا منذ خسارته أمام سلتيك الأسكتلندي 0-2 في 19 أيلول/سبتمبر 2023 في الجولة الأولى من دوري الأبطال بالذات.
وقال ألونسو لشبكة "دازون" للبث التدفقي "قمنا بعمل جيد. كان التركيز جيدا جدا في أدائنا. إنها المباراة الأولى وحسب لكننا راضون بالتأكيد".
أما فيرتس الذي كان يخوض مشاركته الأولى في المسابقة القارية الأم، فقال "لم أكن أتخيل بأن الأمور ستكون جيدة بهذا الشكل. كنت سعيدا حقا في الأيام القليلة الماضية لمعرفتي أني سأتمكن أخيرا من المشاركة في دوري الأبطال. أنا سعيد لأني لعبت بهذا الشكل وأننا لعبنا جيدا كفريق".
إعلان
لياقة عالية
وبدأ ليفركوزن، وصيف موسم 2001-2002، مشاركته الثالثة فقط في المواسم الثمانية الأخيرة بأفضل طريقة ممكنة، إذ افتتح التسجيل بعد 5 دقائق فقط إثر خطأ دفاعي فادح تسبب بوصول الكرة إلى فيرتس الذي أطلقها أرضية من مشارف المنطقة إلى الزاوية اليسرى لمرمى مواطنه الحارس تيمون فيلينرويثر.
واعتقد وصيف بطل الدوري الهولندي أنه أدرك التعادل عبر الجزائري رامز زروقي لكن الهدف ألغي بداعي التسلل بعد الاحتكام إلى حكم الفيديو المساعد (9)، ثم كاد الكوري الجنوبي إن-بيوم هوانغ أن يعوض بتسديدة قوية من خارج المنطقة لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر (29).
وجاء رد ليفركوزن قاسيا، إذ وبعد مجهود للنيجيري فيكتور بونيفايس، لعب الهولندي جيريمي فريمبونغ كرة عرضية من الجهة اليمنى وصلت إلى الإسباني أليخاندرو غريمالدو الذي تابعها في الشباك (30).
وعاد فريمبونغ بعد دقائق معدودة ولعب دور الممرر مجددا ومن الجهة ذاتها، حيث وصلت الكرة إلى فيرتس الذي أطلقها من اللمسة الأولى في الشباك (36)، قبل أن يوجه الحارس فيلينرويثر ضربة قاضية لفريقه بعد تسببه بالهدف الرابع حين تحولت الكرة منه إلى الشباك بعد رأسية للبوركينابي إدموند تابسوبا (45).
وبقيت النتيجة على حالها في الشوط الثاني الذي شهد أيضا إلغاء هدف لفينورد عبر البديل الياباني أياسي ويدا بداعي التسلل (73).
ويخوض ليفركوزن اختباره التالي من أصل ثمانية في هذا النظام الجديد من مجموعة واحدة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر على أرضه ضد ميلان الإيطالي في مسار وضعه أيضا ضد بريست الفرنسي وليفربول الإنكليزي وريد بول سالزبورغ النمسوي وإنتر الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني وسبارتا براغ التشيكي.
سقوط برشلونة في موناكو
وحذا بنفيكا البرتغالي حذو ليفركوزن وعاد من ملعب ريد ستار بلغراد الصربي بالنقاط الثلاث بالفوز عليه بهدفي كريم أكتورك أوغلو (9) وأوركون كوكتشو من ركلة حرة (29)، مقابل هدف للبديل الأنغولي فيليسو ميلسون (86).
كما ألحق موناكو الخسارة الأولى هذا الموسم ببرشلونة الإسباني المنقوص عدديا عندما تغلب عليه 2-1 على ملعب لويس الثاني في الإمارة خلال الجولة الاولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بنظامها الجديد.
وسجل مغنيس أقليوش (16) وجورج غيليخينا (72) هدفي موناكو، ولامين جمال (28) هدف برشلونة الذي لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة العاشرة اثر طرد مدافعه إريك غارسيا.
وهي الخسارة الاولى لبرشلونة بقيادة مدربه الجديد الألماني هانزي فليك بعد خمسة انتصارات في خمس مراحل في الليغا. وخاض برشلونة المباراة في غياب نجم خط وسطه الوافد حديثا من لايبزيغ الالماني داني أولمو بسبب الإصابة.
ع.أ.ج/ ع ج م (أ ف ب، رويترز)
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance