1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أبطال الانترنت: مشروع للتصدي للمضايقات الالكترونية

١١ يوليو ٢٠١٢

لم تعد ظاهرة "التنمر" قاصرة على المضايقات المباشرة التي يتعرض لها المراهقين من قبل زملائهم، بل ازدادت لتشمل المضايقات الالكترونية. مشروع "أبطال الانترنت" في برلين يحاول تدريب تلاميذ المدارس على كيفية التصدي لهذه الظاهرة.

صورة من: Thorsten Schöntaube, Lemon8 Media GmbH, Bremen

لا يعد "التنمر" „Mobbing“سلوكاً جديداً وغير معهود بين أفراد المجتمع، فلطالما عانى الأطفال والمراهقون من إيذاء أقرانهم. ويتخذ "التنمر" أشكالاً عدة، من بينها السب والإيذاء البدني والزجر والتهديد والابتزاز والتلاعب، وقد يكون التنمر أحياناً من خلال التحرش الجنسي. ومع انتشار الشبكة العنكبوتية والهواتف المحمولة، انتشرت أيضاً ظاهرة "التنمر الالكتروني".

ومن أبرز أشكالها اختراق الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي ونشر الأكاذيب والقصص المغلوطة عن أصحاب الحسابات واستخدام الألفاظ القاسية والشتائم عبر غرف الدردشة واستدراج الشخص من أجل الدخول على روابط تحتوي على فيروسات. عدا عن ذلك يتم إرغام أشخاص وبطريقة لا أخلاقية للبوح بالبيانات الشخصية الحساسة والسطو على الصور الشخصية ونشرها على حسابات لأشخاص آخرين.

التنمر الإلكتروني يدفع إلى القلق

ويعد "التنمر الالكتروني" الذي يتعرض له الأطفال والمراهقون عبر الأجهزة الالكترونية أكثر خطورة مما يواجهونه من مضايقات مباشرة في البيئة المدرسية، حيث يشعر الطفل أو المراهق بالقلق عندما تصله رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني من مجهول، ويبدأ بالشك في جميع المحيطين به، فيدخل في حالة من الخوف من التعامل معهم وقد يتطور الأمر إلى العدائية والنفور. كما أن التصدي للمتنمر يكون أصعب كثيراً فهناك حاجة إلى الكشف عن هويته أولاً كي يبدأ في التصدي له على النحو الصحيح. ويكفل التنمر الإلكتروني لمرتكبيه حرية في التصرف وملاذاً للإفلات من العقوبة مما يجعلهم أكثر جرأة على ارتكاب الحماقات ضد الآخرين.

المضايقات الالكترونية حقيقة يومية غير مفرحة

وتبدو هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في ألمانيا، لذلك انطلق مؤخراً مشروع مدرسي يدعى "أبطال الانترنت"، تتم من خلاله النقاش حول كيفية التعامل مع عالم الانترنت ويتم تمويل هذا المشروع من خلال الاتحاد الأوروبي ويرافقه علمياً باحثون في تطوير علم النفس من جامعة برلين الحرة. وبدأت المدارس الألمانية في برلين بتفعيل هذا المشروع، حيث شارك فيه مؤخراً في مدينة برلين قرابة تسعة آلاف تلميذ وتلميذة تتروح أعمارهم بين 13 و15 سنة. وكل من هؤلاء التلاميذ لديه تعرض غالباً من قبل للمضايقات الالكترونية.

تلاميذ من برلين مشاركين في مشروع "أبطال الانترنت"صورة من: DW

المعلمة مارغريت ايفرسن من مدرسة "صوفي شول" تطرح النقاش حول هذا الموضوع للمرة الثانية بين تلاميذها في الشعبة الثامنة في حصة "الأخلاق" ولكن التلاميذ لا يفتحون المجال بسهولة للدخول في "عالمهم الافتراضي الخاص" وهذا مايجعل المهمة صعبة وبالتالي تكون المسألة أكثر تعقيداً.

وبهذا الخصوص تقول مارغريت ايفرسن: " يشعر التلاميذ أن التداول في شبكة التواصل الإجتماعي يعنيهم هم وحدهم ويعتبرونه عالمهم الخاص، ولا يحق لأحد آخر التدخل به وخاصة الأهل والمدرسون."

من معلمين إلى خبراء في الفيسبوك

ولكسر الصمت المحيط بالمضايقات الالكتروية، تعول إفرسون على التعاون مع التلاميذ بدلاً من الصدام معهم. وبدلاً من النقاش حول من الجاني ومن الضحية، تسعى معلمة الأخلاق مبدأيا إلى تقوية خبرات التلاميذ في التعامل مع الانترنت. ولذلك فهي تتحدث معهم عن كيفية تأمين معلوماتهم على الشبكة العنكبوتية. وبالطبع، ليست هذه بالمهمة السهلة عليها، لأنها بدأت في التعامل مع الشبكات الاجتماعية وهي في منتصف الخمسينات. بهذا الصدد تقول المعلمة ايفرسن: "هنا تبدأ المشكلة، أنك تقف أمام التلاميذ الذين يعرفون أكثر منك كمعلم فيما يتعلق بتقنية الشبكة العنكبوتية الحديثة وكيفية استخدامها."

المعلمة مارغريت ايفرسن أصبحت خبيرة الآن في التعامل مع الشبكة العنكبوتيةصورة من: DW

ايفرسون حصلت على المساعدة من بافلا تساغورشاك، الطالب في قسم علم النفس التنموي في جامعة برلين الحرة. فقد قام تساغورشاك مع زملائه بعمل البرنامج الخاص بمشروع أبطال الانترنت، كما أنه أيضاً يقدم تدريباً خاصاً في هذا الإطار للمعلمين. فهناك مشكلة حقيقية بين المعلمين والأهل من جهة والتلاميذ والمراهقين من جهة أخرى، حيث يعيش كل منهم في عالمه التقني الخاص. ويعتبر الأطفال والمراهقون في هذا العصر أكثر معرفة في عالم الإنترنت عن ذويهم، لذلك تواجه الهيئات التدريسية صعوبة بالنقاش حول المشاكل التي تتسب عن طريق الشبكة العنكبوتية.

لذلك فعلى الأهالي والهيئة التدريسية في المدارس أن يصبوا إلى المعرفة التقنية الحديثة لكي يكونوا على مقدرة في النقاش مع أطفالهم حول المشاكل التي تنتج عن طريق هذه التقنية وبهذا الصدد يحدثنا بافلا تساغورشاك قائلاً: " ليس المطلوب أن يبدأ المعلمون أو الأهل الغوص في عالم الإنترنت ليصبحوا علماء به ولكن على الأقل يجب معرفة بعض الشيء فيما يتعلق بطريقة استخدام هذه التقنيات وفهم المصطلحات المستخدمة."

وتشير الدراسات الإحصائية إلى أنه كلما زادت المعرفة العالية في تقنيات الشبكة الالكترونية عند المعلمين كلما كان انفتاح التلاميذ تجاه معلميهم أكبر وبالتالي يكون التجاوب معهم فيما يخص "التنمر الالكتروني" أفضل.

برامج خاصة للتلاميذ الألمان


بدأت معالم الرضى تتضح عند التلاميذ والمعلمين من خلال المشروع "أبطال الانترنت"، وتقول التلميذة كاثرين: "بدأت أفهم كيف أتعامل مع التقنية الحديثة وكيف أتصرف لحماية نفسي من المضايقات." وحسب المعلمة ايفرسن: " ينبغي استكمال برنامج مشروع "أبطال الانترنت" وتنفيذه في كل مدارس ألمانيا رغم أنها مهمة شاقة للغاية." يذكر أن في ألمانيا مايقارب إحدى عشر مليوناً من تلاميذ المدارس.

للتقنية الحديثة سلبياتها أيضاً! فالمضايقات الالكترونية تسبب قلقاً أكثر من المضايقات المباشرةصورة من: picture-alliance/empics

ويذكر هربرت شايتهاور من القائمين على المشروع: "علينا الإستمرار بالتدريبات المهنية للمعلمين والتلاميذ لكي نحقق نتائج جيدة في التصدي للمضايقات أو مايسمى بالتنمر الالكتروني."

ريتشارد فوكس / فؤاد آل عواد

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW