1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أبوفيس" الخطر القادم من الفضاء

١٤ ديسمبر ٢٠١٠

قد تحدث واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية وهي سقوط كويكب فضائي على الأرض. العالم الفلكي ديتليف كوشني من وكالة الفضاء الأوروبية يطمح إلى كشف الصخور المتساقطة على الأرض ودرء خطرها قبل فوات الأوان.

صورة من: picture alliance/dpa

دويتشه فيله: السيد كوشني، يقال إن الكويكب المسمى "أبوفيس" سيقترب عامَيْ 2029 و 2036 بصورة خطيرة جدا من الأرض. هل يدعو ذلك للقلق؟

ديتليف كوشني: لا نحن لسنا قلقين، لأن احتمال ارتطامه بالأرض ضئيل للغاية. ولكننا نأخذ هذه المسألة على محمل الجد، فنحن نقيم مشروعا نراقب من خلاله أية كويكبات خطيرة قادمة إلى الأرض، ونكون لها بالمرصاد من خلال إعداد خطط لدرئها عن الأرض.

ما هي عواقب ارتطام أحد الكويكبات الفضائية على الأرض؟


خير مثال على ذلك كان ما حدث عام 1908 في سيبيريا. في ذلك الوقت انفجر جـُـسيم فضائي قطره 40 مترا على ارتفاع 15 كيلومترا فوق سطح الأرض، وهو ما يعادل نحو عـُـشـْر حجم انفجار "أبوفيس" المتوقع. الحمد لله أن ذلك حدث في سيبيريا في منطقة تونغوسكا حيث لا يعيش إلا عدد قليل جدا من الناس. لقد دمر هذا الكويكب مساحة من الغابات في حجم مدينة مثل لندن أو برلين. لو كان نزل هذا الكويكب على مدينة كبيرة مأهولة بالسكان لكان قد دمرها عن آخرها.

ديتليف كوشني، رئيس قسم دراسات الكويكبات القريبة من الأرض في وكالة الفضاء الأوروبيةصورة من: Detlef Koschny

إن احتمال ارتطام أحد الكويكبات بالأرض يعتمد على حجم هذا الكويكب. وارتطام جسيمات فضائية بقطر كيلومتر واحد على الأرض، كتلك التي أدت إلى انقراض الديناصورات في الماضي الغابر، هو من الناحية الإحصائية نادر حقا ويحدث كل 65 مليون سنة.

تراقب وكالة الفضاء الأوروبية الكويكبات وتقوم بفهرسة أسمائها. فهل يراقب علماء الفلك السماء ليل نهار باستعمال التليسكوبات؟

نعم. هذا ما يحدث من حيث المبدأ. ونحن قيد إنشاء شبكة رصد من التلسكوبات تبحث خلال الليل في كامل السماء. عملية البحث هذه آلية تماما. ففي حال رصدت الحواسيب جسيمات فضائية يقوم علماء الفلك عندئذٍ بإمعان النظر مرة أخرى في موقعها في السماء.

ماذا تفعلون حال اكتشافكم لكويكبات خطيرة؟ هل تبادرون بإطلاق رسالة إنذار لكل العالم؟

في الأفلام الأمريكية يتم فورا إبلاغ الرئيس الأميركي هاتفيا. لكن هذا ليس هو الواقع بالطبع. فالمشكلة ستكون في هذه الحالة عالمية. وإذا هدد كويكب الأرض، فإن كل سكان المعمورة سيكونون معنيين بذلك . ولا أحد يمكنه التكهن سلفا على أي بلد سينزل الكويكب. وقد يكون ضروريا أن يتعامل مجلس الأمن الدولي مع المشكلة.


ارتطام الكويكبات على الأرض له آثار مدمرةصورة من: picture alliance/dpa


كيف يمكن للبشر بالضبط حماية أنفسهم من ارتطامات الكويكبات على الأرض؟

إذا اكتشفنا كويكبا خطيرا اليوم فإنه لن يرتطم غدا بالأرض، بل إن حدوث الارتطام قد يستغرق عشر سنوات إلى 15 سنة بعد اكتشاف الكويكب. ولن يكون الأوان قد فات لتخطيط مهمة إنقاذ فضائية: عن طريق تسيير رحلة فضائية إلى الكويكب، وصدّه في الفضاء. ويتم ذلك عن طريق إلقاء كتلة على الكويكب تكون أكبر منه حجما، بحيث ينحرف الكويكب بشكل طفيف عن مساره. وتكون السنوات العشر التي يسير فيها الكويكب في الفضاء، باتجاه أرضنا، كافية من أجل تجاوزه للأرض وتفادي ارتطامه بها.

إذن يمكننا الآن النظر بارتياح أكبر إلى السماء ليلا ...

بالتأكيد. فلا يلزم على الإنسان أن يخاف من أن يسقط غدا على رأسه حجر من السماء. والأهم من ذلك أن ينظر المشاة يمينا ويسارا عند عبورهم الشوارع لتجنب حوادث السيارات.

يان بروك / علي المخلافي

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW