استقطبت شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي العرب، فمنهم من ألبسه عمامة شيعية ومنهم من جعل منه قائدا مسيحيا ومنهم من دعا له لقصفه مواقع داعش في سوريا والبعض اتهمه بالطائفية.
إعلان
أصبحت شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشخصية الأكثر استقطابا بين المستخدمين العرب لمواقع التواصل الاجتماعي ولاسما تويتر وفيسبوك، بعد الغارات الجوية التي تقوم بها روسيا في سوريا. موقف موسكو جعل من بوتين بطلا لدى من يؤيدون الموقف الحكومي السوري، بينما وصفه معارضو النظام السوري بـ"الإجرام" بحق الشعب السوري. فيما لم تخلو بعض التعليقات من الفكاهة، حيث أصبح الرئيس الروسي يكنى بـ "أبو علي" تحببا.
مستخدمو تويتر من مؤيدي نظام الأسد استعملوا التقنيات الصورية لتركيب صورة بوتين طائرا في الجو، مثل حسين السعد الذي ألبس بوتين زي راعي بقر، واضعا قدميه على جناحي طائرتين عملاقتين. لكنه لم يوفق في استعمال الموسيقى التصويرية، التي أخذها من أغنية للمطربة أنايا المعروفة بأغانيها الهادئة الرومانسية:
أحد مستخدمي تويتر ويدعى may نشر صورة كاريكاتورية تظهر بوتين قائدا لطائرة روسية تقصف أسرة سورية (صورة المقال)، يقول رب الأسرة "عفوا سيادة الرئيس لكن داعش هناك فوق التلة". ويجيب بوتين "نعم، هذا ما يبدو". هذا الكاريكاتير يعكس صورة اتهامات موجهة لروسيا في استهدافها المعارضة السورية بدلا من داعش، الأمر الذي تنفيه موسكو.
مستخدم لتويتر باسم مُهاب ذهب إلى أن بوتين حامي المسيحية في الشرق الأوسط. مثل هذا الخطاب جاء نتيجة حديث عن الحرب المقدسة التي تقودها روسيا في سوريا، بعد كلمة لرأس الكنيسة الارثوذكسية الروسية تحدث فيهاعن قدسية الحرب. وذهبت المصادر الروسية الرسمية إلى أن كلمة بطريرك موسكو قد أسيئ ترجمتها.
بوتين رجل المخابرات السوفيتية السابق ليس حاميا للمسيحية فقط في الشرق الأوسط كما يراه البعض، بل أصبح شيعيا مقدسا عند البعض الآخر الذي استعمل برامج الفوتوشوب ليحوله إلى حامي الشيعة هذه المرة. مثلما نشر الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس على موقعه في تويتر بتعليق قصير "يا أبا بوتين". بل إن البعض ألبسه عمامة سوداء حتى، مشبها إياه بآيات الله.
لم تخل تعليقات المتابعين من حس الفكاهة رغم الحروب التي تدور رحاها في الشرق الأوسط. فأكثر شخصيتين تحدثت عنهما وسائل الإعلام العربية خلال هذه الفترة هما الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية. حافظ الرسن، نشر على تويتر صورة للمستشارة ميركل مرتدية الحجاب الأسود وللرئيس الروسي بوتين مرتديا الكوفية والعقال العربيين. وعلق بالقول "حجي بوتين جاسب والحجية ميركل خماط".
لم يشمل استقطاب بوتين الجماعات الدينية فقط ، بل شمل بعض الأحزاب اليسارية أيضا. فقد نقل موقع عربي 21 على تويتر تقريرا يقول إن اليسار الأردني يحتفي بـ "أبي علي بوتين"، بعد قصف الطائرات الروسية لمواقع تنظيم داعش في سوريا.
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.