أتراك ألمانيا يحثون على عرض حقائق "مذبحة الأرمن"
٢٦ أبريل ٢٠١٥أوضحت الجالية التركية في ألمانيا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د ب أ) أنها ترى أن على تركيا أن تكون أكثر "التزاما" بالمشاركة في الحملة الحاصلة حول تقييم مذبحة الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية. وقال رئيس الجالية جوكاي صوفو أوغلو في التصريحات التي نُشرت الأحد (26 أبريل/ نيسان 2015): "يتعين على الأوساط السياسية التركية الانتقال إلى الهجوم على نحو أكبر والمساعدة في عرض الحقائق لتوضيح الأمر". وأشار صوفو أوغلو إلى أن تركيا تتخذ للأسف موقفاً دفاعياً بشكل كبير ولا تقدم سوى قدر قليل من الإيضاح.
وكان الرئيس الألماني يواخيم غاوك قد وصف مؤخراً مذبحة الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية التي أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 1.5 مليون شخص بأنها "إبادة جماعية"، الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة دبلوماسية مع تركيا. وقال صوفو أوغلو إن هذه الأزمة لن تؤدي إلى الإضرار بالعلاقة الألمانية التركية سوى لفترة مؤقتة فقط، "لأن ألمانيا وتركيا لديهما علاقات وثيقة في الكثير من الأمور". واعتبر أن استخدام مصطلح إبادة جماعية يعد أمراً خاطئاً.
ودعا رئيس الجالية التركية "إلى أن يكرس المؤرخون المستقلون اهتمامهم بالأمر وأن يعرضوا جميع النتائج المقنعة التي يتعين على جميع الأطراف الاسترشاد بها".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من تظاهر عدة آلاف من الجالية التركية في العاصمة الألمانية برلين ضد تصنيف المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية كعمليات "إبادة جماعية". وقدرت الشرطة عدد المشاركين في مسيرة السبت بحوالي 3800 شخص، وكانت الجالية التركية سجلت قيامها بهذه المسيرة.
وجاء الاحتجاج كرد فعل على تصريحات أدلى بها مسؤولون منهم الرئيس الالماني يوآخيم غاوك، وهي تصريحات اعتبرت أن عدد الأرمن الذين قتلوا في هذه المجازر عام 1915، ما يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
في الوقت نفسه ذكرت الشرطة الألمانية أن حوالي 4000 شخص شاركوا في مظاهرة ببرلين العاصمة في "مسيرة إحياء الذكرى المائوية للإبادة الجماعية للأرمن".
وكانت التصريحات التي أدلى بها غاوك عن "الإبادة الجماعية" للأرمن أدت إلى أزمة دبلوماسية بين ألمانيا وتركيا. وفي هذا السياق واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت هجومه على القادة الأوروبيين الذين وصفوا بالإبادة المجازر التي استهدفت الأرمن مطلع القرن الماضي في أراضي السلطنة العثمانية.
وخلال اجتماع لرجال الأعمال في اسطنبول اتهم أردوغان الرؤساء الفرنسي والألماني والروسي الذين استخدموا تعبير الإبادة في وصفهم لهذه المجازر، بأنهم "يدعمون المطالب القائمة على الأكاذيب الأرمنية". وتابع اردوغان "كنا نرغب بأن لا يأتي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ولا (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند إلى أرمينيا".
ع.غ/ م.س (د ب أ، أ ف ب)