أجريت لمدة 85 عاما- دراسة لهارفارد تكشف أسباب الحياة السعيدة
٢٨ مارس ٢٠٢٤
إنها دراسة أجريت في جامعة هارفارد العريقة على مدار أكثر من ثمانية عقود وشارك فيها حتى جون إف كينيدي. والآن تم نشر نتائجها. وكان الهدف الوصول إلى أسباب الحياة السعيدة. فكيف جاءت النتائج؟
إعلان
منذ عام 1938، أي منذ حوالي 86 عاما، يقوم الباحثون في جامعة هارفارد العريقة بدراسة أسباب السعادة من أجل الحصول على إجابة على السؤال التالي: ما الذي يجعلنا سعداء حقا؟
وشملت الدراسة حول أسباب السعادة خلال تلك السنوات أشخاصًا من جميع الطبقات الاجتماعية في بوسطن، بل وحتى الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي كان مشاركا فيها، بحسب ما نقل موقع "فوكوس" الألماني.
وباستخدام البيانات التي تم جمعها على مدار 85 عاما، نشر العالمان، البروفيسور روبرت ج والدينغر وزميله الدكتور مارك شولز نتائج الدراسة في كتاب بعنوان "الحياة الجيدة: دروس من أطول دراسة علمية عن السعادة في العالم" (The Good Life: Lessons from the World's Longest Scientific Study of Happiness).
أهم نتائج دراسة السعادة بجامعة هارفارد
أهم نتيجة خرجت بها الدارسة هي أن الشهرة أو المال أو الجينات الجيدة لا تجعل الإنسان سعيدًا، فالمهم حقًا هو العلاقات المجدية. فالبشر مخلوقات اجتماعية بطبعها، لذا فإن الصداقات الجيدة والعلاقة الجيدة مع العائلة والشراكة المجدية هي أمور بالغة الأهمية عندما يتعلق الأمر بعيش حياة سعيدة مديدة.
ويوضح البروفيسور روبرت ج والدينغر، رئيس دراسة تنمية البالغين بجامعة هارفارد أن "النتيجة المفاجئة هي أن علاقاتنا لها تأثير قوي على صحتنا". وصحيح أن اتباع نظام غذائي متوازن وصحي وممارسة التمارين الرياضية الكافية والنوم المريح والمنتظم هي حجر الزاوية في حياة سعيدة، إلا أن العلاقات الوثيقة تلعب دورا كبيرا في هذا، بحسب ما نقل موقع فوكوس الألماني.
ما الذي يجعلك سعيدا؟
02:36
"الوحدة قاتلة مثل التدخين"
ويوضح والدينغر أن "العناية بجسدك أمر مهم، ولكن العناية بعلاقاتك هي أيضًا شكل من أشكال الرعاية الذاتية. أعتقد أن هذا هو الاكتشاف". وحتى أن قائد الدراسة ذهب إلى حد القول إن "الوحدة قاتلة مثل التدخين أو إدمان الكحول".
ومع ذلك، وفقًا لوالدينغر فإن الأمر لا يتعلق ببناء أكبر عدد ممكن الصداقات والاتصالات، بل المهم هو وجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم. لذلك ينصح روبرت ج والدينغر بالتالي: حاول أن تولي المزيد من الاهتمام لعلاقاتك.
"سعادتنا بأيدنا"
وكانت قناة "وسط ألمانيا"، "ام دي ار" (MDR) العامة بمدينة لايبزيغ بشرق البلاد، قد أجرت استطلاع رأي عن أسباب السعادة ونشرت نتائجه في ديسمبر/ كانون الأول 2020، أفاد بأن المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن "كل شخص يملك سعادته بيده".
وبالنسبة لمعظم المشاركين في استطلاع قناة "MDR"، فإن الصحة هي الشرط الأساسي لحياة سعيدة، حيث أكد ذلك 90% منهم.
وتحتل الأسرة المركز الثاني في قائمة السعادة بنسبة 84 بالمائة. ورأى 77% من المشاركين في الاستطلاع أن امتلاك منزل خاص هو جزء من حياة سعيدة. ويتبعه الحب والشراكة بنسبة 73 بالمائة.
ويعد عدم وجود أي مخاوف مالية أيضًا عامل قويًا من أسباب السعادة بنسبة 71 بالمائة. كما أن السلام والإيمان والطبيعة تجعل الناس سعداء، وفقًا لمعظم المشاركين في استطلاع القناة الألمانية.
ص.ش
يوم السعادة العالمي.. أقوال وحكم
كل واحد منا يريد أن يكون سعيدا في حياته سواء الاجتماعية أو المهنية أو غيرها. ولكن ما هي السعادة؟ وماذا قال عنها الشعراء والمفكرون الألمان وكيف وصفوها؟ في يوم السعادة العالمي (20 مارس/ آذار) نتعرف على بعض تلك الأقوال.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/ADR
السعادة لا تنقص
"السعادة هي الشيء الوحيد الذي يزاد إذا تقسمناه مع الآخرين". كتب هذا الاقتباس الفيلسوف والعالم الديني والطبيب ألبرت شفايتزر (1875-1965). أسس الألماني الفرنسي في عام 1913 مستشفى في غابون وسط أفريقيا، حيث مارس الطب لعدة سنوات. وحصل على جائزة نوبل للسلام لانخراطه في العمل ضد الأسلحة النووية وإحلال السلام.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/F. Vogel
القيام بالواجب
"لسنا في هذا العالم لنكون سعداء، بل للقيام بواجبنا". أخذ الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت (1724-1804) واجباته كأستاذ وباحث على محمل الجد. كانت حياته تسير على نحو روتيني منظم جداً، كما أنه قد اعتاد المشي يومياً. ومن أشهر مؤلفاته بـ "نقد العقل الخالص".
صورة من: picture-alliance/Leemage/S. Bianchetti
السعادة هي:
"المنزل والوطن والبلاد هي السعادة والعالم". لقد تجول الكاتب تيودور فونتانه (1819-1898) في أنحاء العالم ورأى الكثير، حتى أنه قد عاش في لندن لفترة من الوقت، لكنه كان يعود إلى وطنه دائماً الذي ذكره في معظم كتاباته، التي كان أشهرها "ايفي بريست" الرواية التي جعلت منه من أشهر كتاب ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/arkivi
"بتأكيدنا على التعاسة.. تتحول إلى سعادة"
تلقى الروائي هيرمان هيسه (1877-1962) عدة صدمات قاسية في حياته. إذ أصيب ابنه البالغ من العمر 3 سنوات بالتهاب السحايا، كما عانت زوجته من مرض انفصام الشخصية وانفصل عنها. وقد أثار غضبه صمت الفنانين والمفكرين أمام الحرب العالمية الأولى التي لم يعارضوها، وهي القضية التي ناقشها في العديد من أعماله الروائية.
صورة من: Imago/United Archives International
قرار داخلي
" السعادة ليست هبة من الله.. بل قرار داخلي". كان إريك فروم (1900-1980) مقتنعاً تماماً بذلك. هاجر عالم النفس الألماني إلى الولايات المتحدة عام 1934، حيث أصبح مواطناً أمريكياً، ودرَّس في جامعة كولومبيا في نيويورك، ثم في جامعة مكسيكو سيتي. وكان المجد حليفه مع كتابه الأكثر مبيعاً "فن الحب".
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/ADR
الهدوء والبساطة
"حياة هادئة ومتواضعة تجلب سعادة أكبر من السعي الدائم للنجاح وما يرافقه من قلق دائم". في عام 1922، كتب الفيزيائي العبقري ألبرت أينشتاين (1879-1955) هذه الجملة على قطعة من الورق وقدمها إلى خادم الفندق في العاصمة اليابانية طوكيو، ربما عوضاً عن الإكرامية. بعد حوالي مئة عام، بيعت الملاحظة التي كتبت بخط يد أينشتاين في مزاد علني مقابل 1.56 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/Chromorange/Bilderbox
"السعادة هي الروح التي تحب"
تعمق الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته (1749-1832) في فهم المشاعر الإنسانية، وظهر ذلك جلياً في أعماله الأدبية كما في "فاوست"، أو في روايته "آلام الشاب فيرتر" أو في أشعار الحب. إعداد: كاترين شلومر/ ريم ضوا.