أجهزة مخابرات أجنبية تتجسس على الشركات الألمانية
١٨ نوفمبر ٢٠٠٧سواء تعلق الأمر بنتائج الأبحاث أم باستراتيجيات التطور أو معلومات حساسة عن المنتجات الصناعية أو بمعلومات عن خلفية الزبائن وخطط الشركات المستقبلية وأسرار الصفقات التجارية لدى الشركات الناجحة، كل ذلك يسيل لعاب أجهزة التجسس الأجنبية، خصوصا تلك القادمة من دول كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق.
لكن يبدوا أن التهديد الأكبر يأتي حاليا من الصين، كما صرح إلمار ريمبرغ، نائب رئيس هيئة حماية الدستور الألماني، في معرض وصفه للأخطار الجديدة الناجمة عن أنشطة صينية إستخبارية متزايدة تهدف إلى الحصول على التقنية الألمانية بكل الأساليب والوسائل المشروعة وغير المشروعة، قائلا: "الصين تعمل جاهدة على جمع معلومات وعلى مستوى دولي سياسية وعسكرية وعلمية من أجل تجاوز نقصها التكنولوجي بسرعة".
الشركات الصغيرة والمتوسطة هدفا للتجسس
ومن أجل سد الفجوة التقنية، التي لا تزال الصين تعاني منها رغم معدلات نموها الاقتصادي الكبيرة في السنوات الأخيرة طورت الحكومة الصينية برامج بحث وتطوير كثيرة، منها برنامج يشجع ويدعم عودة الصينيين المتخصصين من الخارج إلى الصين، وفقا لبيانات نائب رئيس هيئة حماية الدستور الألماني، التي تراقب أنشطة المنظمات المعادية للدستور الألماني.
ووفقا للدراسات لأخيرة فإن ما يقرب من 40 في المائة من الشركات الألمانية وقعت ضحية للتجسس الاقتصادي، ما يتسبب بخسارة مادية كبيرة، قد تصل سنويا خمسين مليار يورو، علاوة على فقدان الشركات الألمانية لتفوقها التقني والمعرفي، خصوصا بكل القطاعات الاقتصادية المرتبطة بتقنيات المستقبل، كما هو الحال في ميدان الصناعة العسكرية والمواصلات والبيئة والطاقة.
"تقنية ألمانية على طبق من الذهب"
وفي هذا الإطار يرى المسئول عن حماية المعارف العلمية المعروفة باسم "إيفونيك ـ ديغوسا" أندرياس بلومه، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الرائدة في مجال عملها هي التي تمثل الهدف الأول للتجسس الأجنبي، إذ يرى أنه كثيرا ما "تعمل أجهزة المخابرات الخارجية على اصطياد العاملين في هذه الشركات في المؤتمرات الدولية، وإغراءهم عن طريق تقديم دعوات مدفوعة الأجر لهم لزيارة الصين" مشيرا إلى أن الكثير من الشركات "تقع في مثل هذا الفخ، وتقدم لهم معلوماتها التقنية الحساسة على طبق من ذهب".
ويعتبر بلومه تعامل الشركات الألمانية مع هذه الأخطار بـ"الساذج"، وهو ما عبر عنه خلال منتدى الأمن الاقتصادي، الذي عقد مؤخراً في برلين بقوله: "الصين جندت ضباطا في السلك الدبلوماسي وفي الإعلام للقيام بعمليات تجسس في ألمانيا".
أما سكرتير الدولة في وزارة الداخلية ومدير المخابرات الألمانية السابق أوغست هانينغ ففيدعو "إلى التحلي بالحذر عند اختيار المتدربين القادمين من دول أخرى، لأنهم جزء لا يتجزأ من إستراتيجية التجسس الصينية، إذ غالبا ما تتسرب الأسرار التقنية للشركات من داخل هذه الشركات، ومن العاملين فيها".
وفي تطور مواز يشهد التجسس على المعلومات التي تحويها أقراص الكومبيوتر الصلبة زيادة ملحوظة، فمؤخرا تعرضت حاسوبات الحكومة الألمانية لهجمات إلكترونية من الصين عن طريق إرسال رسائل إلكترونية تحوي أنظمة قرصنة يصعب الكشف عنها حتى من قبل المتخصصين.