1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أجواء من التوتر تخيم على استئناف المفاوضات النووية مع إيران

٢٩ نوفمبر ٢٠٢١

بعد خمسة أشهر من تعليقها، تستأنف المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني اليوم الاثنين في فيينا في ظل أجواء متوترة، فيما لا يرى المحللون فرصا كبيرة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

مفاعل إيران (26/8/2006)
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare

تجتمع الدول الكبرى وإيران في فيينا اليوم (الاثنين 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ولكن آمال تحقيق انفراج تبدو ضئيلة مع تمسك طهران بموقفها المتشدد وإحباط القوى الغربية بشكل متزايد. ويقول دبلوماسيون إن الوقت بدأ ينفد أمام مساعي إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 الأمر الذي أغضب إيرانوأفزع الدول الكبرى الأخرى المعنية وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.

وتوقفت آخر محادثات في حزيران / يونيو وسط أجواء إيجابية حين قال دبلوماسيون إنهم "قريبون" من التوصل إلى اتفاق لكن وصول المحافظ  إبراهيم رئيسي  إلى الرئاسة الإيرانية غيّر المعطيات. و تجاهلت إيران دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات لمدة أشهر، فيما عملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي. وقبل قدومه إلى فيينا، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي إن موقف طهران "لا يبشر بالخير بالنسبة إلى المحادثات". وأضاف لإذاعة "ناشونال بابلك راديو" الوطنية العامة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع "إذا كانوا ماضين في تسريع وتيرة برنامجهم النووي (...) لن نقف مكتوفي الأيدي".

وأدى الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 والمعروف أيضا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي. لكن الاتفاق بدأ ينهار عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه وبدأ إعادة فرض عقوبات على إيران.

وفي العام التالي، ردّت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي والمنصوص عليها في الاتفاق. وفي الأشهر الأخيرة، بدأت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة وقيدت أيضا نشاطات المراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة المكلفة مراقبة المنشآت النووية الإيرانية.

 والأسبوع الماضي، زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي طهران على أمل معالجة العديد من الخلافات بين الوكالة وإيران. لكنه قال عند عودته إنه "لم يتم إحراز أي تقدم" بشأن القضايا التي أثارها. وبغية عدم تعريض المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي للخطر، قرر دبلوماسيون غربيون عدم الضغط لإصدار قرار ينتقد إيران في اجتماع الأسبوع الماضي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن الولايات المتحدة قالت إنها قد تعقد اجتماعا خاصا للمجلس في كانون الأول / ديسمبر إذا استمرت حالة الجمود.

وقال هنري روم المتخصص في الشؤون الإيرانية في مجموعة "أوراسيا" إن "عدم استعداد إيران للتوصل إلى حل وسط مباشر نسبيا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يلقي بظلاله على المحادثات النووية المستقبلية". وأضاف "قد تعتقد إيران أن تقدمها النووي غير المقيد... سيمارس ضغوطا إضافية على الغرب من أجل تقديم تنازلات خلال المحادثات لكنه أشار إلى أن ذلك "سيكون له على الأرجح تأثير معاكس".

 وقالت كيلسي دافنبورت الخبيرة في جمعية "آرمز كونترول أسوسييشن" للحد من الأسلحة للصحافيين الأسبوع الماضي "إن الوضع في ما يخص التقدم النووي الإيراني يزاد خطورة". وأضافت الخبيرة "بينما تسببت إدارة ترامب بهذه الأزمة، إلا أن تحرّكات إيران تطيل أمدها". وأشارت إلى أن "إيران تتصرف كما لو أن واشنطن ستستسلم أولا، لكن هذا الضغط سيف ذو حدين" إذ قد يقضي على أي أمل في إحياء اتفاق 2015.

ومن بين أكثر الأمور التي تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منشأة كرج لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران.  ولم تتمكن الوكالة من دخول الموقع منذ تضررت كاميراتها بسبب "عمل تخريبي" في حزيران / يونيو. واتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ هجوم على الموقع.

 وقالت دافنبورت "إذا كانت هناك ثغرات في عملية المراقبة، فإن ذلك سيؤدي إلى تكهنات بأن إيران انخرطت في نشاط غير قانوني وأنها تملك برنامجا سريا، سواء كان هناك دليل على ذلك أم لا" وهو أمر قد "يقوض بدوره آفاق إحياء الاتفاق". وبالإضافة إلى إيران، سيحضر المحادثات دبلوماسيون من المملكة المتحدة والصين وألمانيا وروسيا وفرنسا. أما الولايات المتحدة فستشارك في المحادثات بشكل غير مباشر.

في غضون ذلك، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الاثنين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز تروس في لندن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الثلاثاء. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في مقال مشترك بصحيفة تليجراف يوم الأحد إن بريطانيا وإسرائيل"ستعملان ليلا ونهارا" للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية. 

من جانه قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الأحد إن "إسرائيل قلقة للغاية بشأن الاستعداد لرفع العقوبات والسماح بتدفق المليارات إلى إيران مقابل قيود غير كافية على البرنامج النووي". 

 وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في فيينا ميخائيل أوليانوف السبت إن المحادثات تعرضت "لجمود طويل جدا". وأضاف "هناك حاجة واضحة إلى تسريع العملية". وحذّرت الولايات المتحدة من أنها ستلجأ إلى "جهود أخرى... لمعالجة طموحات إيران النووية" إذا فشلت المحادثات، لكنّ محللين يقولون إنه لا توجد خيارات واضحة متاحة خارج إطار المفاوضات.

ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW