1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عقب اشتباكات مع الدروز.. برلين تحض دمشق على "حماية المدنيين"

خالد سلامة أ ف ب
٢ مايو ٢٠٢٥

أعربت ألمانيا عن "قلقها الكبير" حيال "المواجهات العنيفة" مع الأقلية الدرزية التي وقعت مؤخراً في سوريا: داعية الحكومة السورية إلى ضمان "حماية السكان المدنيين"، فيما أدانت دمشق القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي في دمشق.

الأمن العام السوري يفتش المركبات في صحنايا
الأمن العام السوري يفتش المركبات في صحناياصورة من: Yamam Al Shaar/REUTERS

بعد ساعات على إعلان إسرائيل شن غارات على دمشق، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية الجمعة (الثاني من أيار/مايو 2025) في بيان أن "سوريا يجب ألا تصبح مسرحاً للتوترات في المنطقة". وتابع البيان "ندعو جميع الأطراف الوطنية والأجنبية إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".

واندلعت اشتباكات ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون، وامتدت ليل الثلاثاء الأربعاء الى منطقة صحنايا التي يقطنها كذلك دروز ومسيحيون. وأسفرت هذه الاشتباكات الدامية تسببت بأكثر من مئة قتيل خلال يومين غالبيتهم من الأقلية الدرزية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وحضّ بيان الخارجية الألمانية الحكومة السورية التي أطاحت الرئيس بشار الأسد في أواخر العام الماضي على الحرص على "إنهاء العنف". ودعت إلى "مواصلة الحوار مع كل الفئات السكانية... لضمان مشاركتها الكاملة في العملية السياسية".

وتعهّدت السلطات الإسلامية الجديدة ذات الجذور المرتبطة بتنظيم القاعدة بممارسة حكم لا يستثني أي فئة في البلد المتعدد الطوائف. لكن يتعين عليها التصدي لضغوط إسلاميين متطرفين منضوين في صفوفها.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية "من الواضح أن عقوداً من الدكتاتورية والحرب الأهلية خلّفت جروحاً عميقة يجب أن تلتئم من خلال عملية شفافة وبمساعدة عدالة انتقالية". وأعربت برلين عن استعدادها للمساعدة في هذه العملية.

وجاء التصعيد حيال الدروز بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.

دمشق تندد بالهجوم الإسرائيلي 

وفي دمشق، اعتبرت سوريا الجمعة القصف الإسرائيلي الأخير في دمشق "تصعيداً خطيراً" ضدها، بينما أعلنت الدولة العبرية شن غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجددة تحذيرها السلطة الانتقالية من تهديد الأقلية الدرزية. 

واستهدفت غارة إسرائيلية فجر الجمعة دمشق، تردد صداها في أنحاء العاصمة، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس وسكان. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصّة إكس إنّ "طائرات حربية أغارت.. على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق".

وعقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال".

وأدانت الرئاسة السورية في بيان هذا القصف الذي قالت إنه طال القصر الرئاسي، معتبرة أنه "يشكل تصعيدا خطيرا ضد مؤسسات الدولة وسيادتها". وأضافت أن هذا "الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري".

 

وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية الخميس انها "جزء لا يتجزأ" من سوريا التي ترفض "الانسلاخ" عنها، داعية السلطات الى "تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة".

وكان أبرز رؤساء طائفة الموحدين الدروز وهو الشيخ حكمت الهجري، قد طالب بتدخل "قوات دولية لحفظ السلم" في سوريا، الأمر الذي قالت دمشق إنه لن يؤدي إلا إلى "مزيد من الانقسام". 

ووصف الشيخ الهجري، الذي يعد أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق في اليومين الاخيرين بأنه "هجمة إبادة غير مبررة" ضد "آمنين في بيوتهم". 

وقال الهجري "لم نعد نثق بهيئة تدعي انها حكومة.. لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي اليها، وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة" معتبرا أنه على الحكومة أن "تحمي شعبها". وشدد على أن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري". 

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW