أحداث كيمنتس..للهولينغز والألتراس دور في إذكاء التوتر
وفاق بنكيران
٣١ أغسطس ٢٠١٨
ما دور الأوساط الرياضية، خاصة الألتراس والهوليغنز في ما يحدث في كيمنتس شرق ألمانيا، المدينة التي تهتز حاليا بخطاب اليمين المتطرف؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال الصحافة الألمانية حاليا.
إعلان
من المؤكد أن اختيار ملعب كيمنتس المدينة الألمانية الواقعة بولاية ساكسونيا، كمكان لحوار مفتوح أجراه رئيس الولاية ميشائيل كريتشمان مع أهالي المدينة، لم يكن عبثا. فبعد المظاهرات العنيفة التي نظمها اليمين المتطرف عقب مقتل ألماني وما أعقبها من اعتداءات عنصرية ضد الأجانب، وجهت أصابع الاتهام إلى مشجعي نادي كيمنتس خاصة الهولينغنز والألتراس بدعم المجموعات اليمينية المتطرفة، وحشد الأنصار للمظاهرات المتواصلة.
وأظهرت تقارير متطابقة عدة في الإعلام المحلي دور هؤلاء الهولينغز في تنظيم المظاهرات المعادية للأجانب، وتقديم الدعم اللوجستي للمجموعات الشعبوية واليمينية المتطرفة التي أقيمت في المدينة منذ الأحد الماضي حين أعلن عن وفاة شاب ألماني طعنا بالسكين، وتمّ اعتقال اثنين مشتبه بهما، أحدهم سوري والآخر عراقي. بينما تحفظت إدارة النادي على التعليق على ذلك.
كوادريغا - عنف اليمين المتطرف يهدد ألمانيا - ما الحل؟
55:59
مجموعة "كاويتك كيمنتس" المحظورة والذي تضم عددا كبيرا من الهوليغنز دعت عبر موقعها على فايسبوك "جميع مؤيدي ومشجعي نادي كيمنتس" للتجمهر "للكشف عمن له أحقية القرار" في المدينة، وذلك تحت شعار "مدينتنا- قوانيننا"، وقامت السلطات لاحقا بحجب هذه الدعوة من على موقع التواصل الاجتماعي.
العلاقة بين نادي كيمنتس ومجموعات متطرفة مشبوهة لها تقليد طويل. فتكفي الإشارة إلى أن أحد الوجوه المؤثرة في النادي والذي عمل هناك كمسؤول عن الأمن في النادي إلى غاية 2006، هو نفسه من أنشأ في عام 1990 مجموعة "الهوليغنز النازية العنصرية" كما كانت تسمي نفسها، وذلك قبل أن تحل رسميا في عام 2017.
والرجل الذي يدعى توماس هالر رفض منع ملصقات تحمل صورا لهتلر كان وراءها مجمعتين "ن.سي بويز" و"كاويتك كامنيتس".
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.
صورة من: Reuters/F. Bensch
9 صورة1 | 9
واستغرق الأمر إلى غاية عام 2012، أي بعد فصل توماس هالر بست سنوات، لمنع المجموعة الأخيرة من دخول الملعب أثناء مباريات الذهاب والإياب. رغم ذلك لم تقطع هذه المجموعة نشاطها اليميني المتطرف، إذ سجِّلت وإلى غاية عام 2014 تقاطعات بين الأسماء المنظمة لهذه المجموعة ومجموعات أخرى محظورة من اليمين المتطرف.
وفي حوار مع صحيفة "تاغسشبيغل" البرلينية يقول روبرت كلاوس في قضايا الهولينغز إنه "لا يوجد هناك ساحة في ألمانيا، تشهد تقاطعات بين الألتراس والهوليغنز من جهة والوسط اليميني المتطرف، كما هو الشأن بالنسبة لكيمنتس". فهم يقومون بنشاطات مشتركة: السفر سويا لمباريات الإياب، احتفالات، اعتداءات على الخصم السياسي بكل مشترك".
قائد المنتخب الألماني لكرة القدم ميشائيل بلاك، والذي ينتمي إلى هذه المدينة، ذاق ذرعا من الأحداث العنصرية المتكررة التي تقع على أدراج بيته الأول، وسارع إلى إدانة الأحداث والصور التي أظهرت ملاحقة المتطرفين للأجانب في شوارع المدينة يوم الأحد الماضي. كما أنه ذكر بأن نادي كيمنتس لديه رغبة قوية في إظهار حقيقة الإشاعات التي تدعي بأن مشجعيه بعلاقة وطيدة مع اليمين المتطرف، يقول قائد المانشافت المعتزل.