رئيس وزراء ساسكونيا يدعو سكان كيمنتس للثقة في دولة القانون
٣١ أغسطس ٢٠١٨
بعد أحداث الشغب العنصري التي شهدتها مدينة كيمنتس الواقعة شرق ألمانيا، دعا رئيس وزراء ولاية ساكسونيا إلى الثقة في دولة القانون. فيما تعيش المدينة على أجواء توتر في ظل إستمرار دعوات اليمين للتظاهر في الشوارع.
إعلان
زار مايكل كريتشمير رئيس ولاية ساكسونيا مدينة كيمنتس التي شهدت على مدار الأيام الماضية توترا شديا بسبب مظاهرات عنيفة لليمين المتطرف إثر مقتل ألماني (35 عاما) من قبل لاجئين سوري وعراقي. ودعا كريتشمير مواطني المدينة إلى الثقة في دولة القانون. وأوضح بهذا الصدد "سنعمل كل ما بوسعنا للكشف عن ملابسات هذه الجريمة ومعاقبة مرتكبيها" في إشارة إلى مقتل الألماني، واستطرد أن هذه الآن مهمة القضاء. إلا أنه أكد في الوقت نفسه أكد على ضرورة مواجهة العداء للأجانب بكل قوة.
مسائيةDW : الاحتجاجات المناهضة للأجانب في كيمنيتس.. فشل للدولة؟
23:17
وتعتبر ساكسونيا معقلا للأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة التي تعارض بشدة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بسبب قرارها في 2015 فتح الحدود الألمانية أمام تدفق اللاجئين والمهاجرين.
كما تعرضت الشرطة في المقاطعات للانتقادات للاشتباه بتعاطف بعض رجالها مع حركات مثل بيغيدا وحزب "البديل لألمانيا" المعادي للهجرة.
والأسبوع الماضي اعتذرت شرطة ساكسونيا لإعاقتها عمل طاقم تلفزيوني في تجمع يميني معاد لميركل بتحريض من أحد المحتجين القوميين الذي تبين أنه شرطي خارج الخدمة. وقال دوليغ "يجب أن يكون واضحا أن بعض الأمور لا يمكن التساهل معها في قوة الشرطة".
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.
صورة من: Reuters/F. Bensch
9 صورة1 | 9
ومن جهتها زارت وزيرة الأسرة الألمانية فرانتسيسكا جيفي مدينة كمنيتس في ولاية سكسونيا، وهي أول زيارة من عضو في الحكومة الألمانية بعد أعمال العنف اليمينية التي اندلعت في المدينة عقب مقتل ألماني في شجار يشتبه بتورط أفراد منحدرين من أصول مهاجرة فيه.
ووضعت الوزيرة المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي صباح اليوم الجمعة اكليلا من الزهور البيضاء على نصب مؤقت للضحية. كما توقفت الوزيرة في المكان الذي طُعن فيه الرجل 35/ عاما/ يوم الأحد الماضي.
وتأتي هذه التطورات فيما لا تزال الاجواء مشحونة عقب المشاهد المروعة في كيمنتس الاحد بعد أن هاجم متطرفون مهاجرين من افغانستان وسوريا وبلغاريا. وليل الاثنين / الثلاثاء خرج نحو سبعة الاف محتج معظمهم من مشاغبي كرة القدم والقوميين اليمنيين، إلى شوارع المدينة واشتبكوا مع متظاهرين معادين للفاشية ما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصا. وقالت الشرطة إنها تحقق في عشرة حوادث لمحتجين رفعوا اشارة هتلر المحظورة.
وواجهت الشرطة التي لم تتمكن من التعامل مع الاحتجاجات بالشكل المناسب الأحد، انتقادات جديدة بسبب نشرها 591 شرطيا فقط الاثنين أي أن أعداد المتظاهرين كانت تفوق أعداد رجال الشرطة بنسبة 1 إلى 10.
وجاء نشر هذا العدد الصغير من الشرطة رغم تحذير جهاز الاستخبارات الداخلي من أن آلاف المتطرفين يتوجهون إلى كيمنتس. وتحدثت الوكالة في تقرير لها عن "تعبئة على مستوى البلاد" من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بواسطة جماعات مشاغبي كرة القدم.