أحداث مؤسفة في نهائي كأس العرب للناشئين بين الجزائر والمغرب
٩ سبتمبر ٢٠٢٢
شهدت مباراة المنتخبين المغربي والجزائري في نهائي بطولة كأس العرب للمنتخبات تحت 17 سنة أحداثاً مؤسفة تبادل فيها الفريقان الضرب، وسط تضارب بالأخبار في سبب اندلاع الشجار.
إعلان
أحداث مؤسفة شهدتها مباراة المنتخبين المغربي والجزائري في نهائي بطولة كأس العرب للمنتخبات تحت 17 سنة، والتي انتهت بفوز الجزائر بركلات الترجيح 4 - 2، ليحصد منتخب الجزائر لقب بطل كأس العرب 2022 للناشئين لأول مرة في تاريخه بعدما فاز بها منتخب السعودية والعراق من قبل.
ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون التحية للاعبين عقب المباراة والفوز باللقب:
وعلى الرغم من أن المباراة جرت في روح رياضية جيدة طيلة وقتها الرسمي ولم يكن هناك ما يوحي بأن أحداث عنف ستندلع في نهايتها، إلا أنه بعد تسجيل زياد نمر لاعب منتخب الجزائر ركلة الجزاء الخامسة وإعلان تتويج "الخضر" وانطلاق الأفراح بين اللاعبين والمشجعين الذين وصل عددهم إلى 20 ألف، اندلعت شرارة عنف مفاجئة.
وعادة ما تتميز المباريات بين المغرب والجزائر بنوع من الود والتسامح المتبادل بين اللاعبين وحتى بين المشجعين.
وتتضارب الأقوال حول سبب الأحداث، على أن أكثرها تواتراً أنها اندلعت في لحظة مغادرة عدد من لاعبي المنتخب المغربي منطقتهم متوجهين لتلك التي كان يتواجد بها لاعبو الجزائر محاولين الاعتداء على عدد منهم خاصة حارس المرمى ماتيسياس حماش، لتتحول أرضية الميدان لفوضى عارمة:
فيما قال مغردون إن "بداية" الشجار كانت من الحارس المغربي والذي "بدأ فتنة الضرب لأنه لم يتقبل الهزيمة":
وهو أيضاً ما أشارت إليه مواقع رياضية جزائرية:
لكن فيديوهات أخرى تظهر تعرض حارس المرمى للاعتداء من قبل اللاعبين الجزائريين:
وتظهر الصور والفيديوهات الاشتباكات بين اللاعبين والإداريين وبعض المشجعين الذين نزلوا إلى أرض الملعب، فيما حاولت قوات الأمن إعادة الهدوء لتتمكن في النهاية من إخراج المشجعين الغاضبين، في الوقت الذي اندلعت فيه مناوشات كلامية في المقصورة الشرفية.
وأشار مدون آخر إلى فيديو قال إن لاعب جزائري ظهر فيه وهو يتقدم نحو الحارس المغربي و لكمه على رأسه و حين انفعل الأخير هاجمه بقية اللاعبين بما فيهم لاعبي دكة الاحتياط وأشبعوه ضرباً:
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تبادل جزائريون ومغاربة الاتهامات؛ إذ كتب الصحفي المغربي محمد واموسى على صفحته بموقع فيسبوك أنه يتمنى ألا يتعرض وفد المغرب في القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر للاعتداءات نفسها التي تعرض لها المنتخب المغربي:
أما الصحفي المغربي لحسن لعسيبي فكتب يقول إن ما حدث يؤشر لانهزام النظام الجزائري على مستوى أخلاق الرياضة وحسن التنظيم:
فيما انتشرت تدوينات جزائرية على الجانب الآخر:
من جانبها، أدانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (الاتحاد المغربي للعبة) "بشدة الأحداث الوحشية والهمجية" التي تعرض لها لاعبو المنتخب الوطني من طرف لاعبي المنتخب الجزائري وجماهيره، التي اقتحمت الملعب بعد نهاية المباراة التي جمعت الفريقين بمدينة وهران.
وقالت الجامعة في بيان نشرته على موقعها الرسمي "على إثر الأحداث اللارياضية والاعتداءات الوحشية التي تعرض لها أعضاء المنتخب المغربي لأقل من سبعة عشرة سنة بعد نهاية المباراة التي جمعت النخبة الوطنية ونظيرتها الجزائرية، برسم منافسات نهاية كأس العرب لأقل من 17 سنة، التي اختتمت أطوارها بمدينة وهران بالجزائر، وجهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسالة الى الاتحاد العربي أعربت من خلالها الإدانة الشديدة للأحداث الوحشية والهمجية التي تعرض لها لاعبو المنتخب الوطني من طرف لاعبي الفريق الخصم والجماهير التي اقتحمت أرضية الملعب."
وأعرب الاتحاد المغربي لكرة القدم عن استغرابه "للغياب التام للأمن في حضور جماهيري غفير وظروف مشحونة قبل وأثناء المباراة"، مطالباً "باتخاذ الإجراءات الصارمة وفق القوانين واللوائح المنظمة للعبة".
تأتي أحداث المباراة على خلفية توتر متصاعد بين البلدين كانت أكثر محطاته إثارة عندما قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس/آب 2021، متهمة الرباط بالقيام بما أسمته "أعمال عدائية"، فيما تشهد الساحة الإعلامية في البلدين تراشقاً عنيفاً واتهامات متبادلة.
عماد حسن
العلاقات المغربية الجزائرية.. محطات بين التلاحم والعداء
قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب هو أحدث تطور لعقود من التوتر والأزمات، حيث تحولت العلاقة بين البلدين من الدعم والمساندة إلى القطيعة والعداء بسبب ملف الصحراء الغربية الشائك وتراشق الاتهامات بدعم الانفصاليين.
صورة من: daniel0Z/Zoonar/picture alliance
المغرب يدعم الثورة الجزائرية
عند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في نوفمبر 1954 سارع ملك المغرب محمد الخامس آنذاك إلى دعم حركة المقاومة، وبادر على مدار سنوات إلى استضافة قادة الثورة، مؤكدا على أن تحرر الجزائر هي قضية مركزية للدول المغاربية. وفي ظل تعاطف شعبي كبير، تمّ جمع التبرعات وفُتحت الحدود أمام الثوار الجزائريين، ما ساهم في رفد الثورة الجزائرية بالمال والسلاح.
صورة من: dpa
حرب الرمال
صفو العلاقات تكدر في العام 1963، حين اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين الجارين بسبب مجموعة حوادث حدودية. وكان ذلك بعد عام على استقلال الجزائر لتستمر "حرب الرمال" عدة أيام تاركة شرخاً حقيقيا في العلاقات.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
المسيرة الخضراء ساهمت في توتر العلاقة
عبر "المسيرة الخضراء" في 1975 والتي شارك فيها 350 ألف مغربي، بسط المغرب سيطرته على الصحراء الغربية. وفي آذار/ مارس 1976 قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة بوليساريو.
صورة من: picture-alliance/dpa/DB UPI
تحسن في العلاقات
في 26 شباط/فبراير 1983 التقى الملك الحسن الثاني مع الرئيس الشاذلي بن جديد على الحدود الجزائرية المغربية. ساهم هذا اللقاء في عودة حرية التنقل بين البلدين، كما أُعلن عن ذلك في أبريل/ نيسان من العام ذاته. ثم في أيار/مايو تمّ الاتفاق على السماح تدريجيا بتنقل الأشخاص وبحرية نقل السلع بين البلدين وفتح الخطوط الجوية وسكك الحديد.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرض تأشيرة واغلاق الحدود
في 16 آب/أغسطس 1994 استنكرت الرباط تصريحات الرئيس الجزائري اليمين زروال التي اعتبر فيها أن الصحراء الغربية "بلد محتل". وفي 26 آب/ أغسطس فرض المغرب التأشيرة على جارته الشرقية عقب هجوم استهدف فندقا في مراكش قُتل فيه سائحان إسبانيان على يد إسلاميين متطرفين. واتّهم المغرب قوات الأمن الجزائرية بالضلوع في الهجوم، فيما أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
تقارب وجفاء
في 25 تموز/يوليو 1999 شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مراسم جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط. لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر، اتّهم بوتفليقة على خلفيتها المغرب بتسهيل تسلل إسلاميين مسلّحين إلى بلاده.
صورة من: AP
عودة اللقاءات
لقاءات بين الرئيس بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، أسهمت في "كسر الجليد" قليلاً. ففي تموز/يوليو 2011 أعلن ملك المغرب تأييده لإعادة فتح الحدود البرية ولتطبيع العلاقات. وهو ما ردّ عليه الراحل عبد العزيز بوتفليقة معرباً عن "عزمه إعادة تعزيز العلاقات لما فيه مصلحة البلدين".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg, F. Senna
دعوة لفتح صفحة جديدة
في كانون الأول/ديسمبر 2019 دعا الملك محمد السادس إلى فتح "صفحة جديدة" في رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.
صورة من: Niviere David/ABACAPRESS/picture alliance
ملف الصحراء الشائك يتجدد
في كانون الأول/ديسمبر 2020 نددت الجزائر بـ"مناورات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها متّهمة بذلك إسرائيل التي كانت قد وقعت مع المغرب "معاهدة تطبيع"، ضمن اتفاق ثلاثي أفضى أيضا إلى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي 18 تموز/يوليو 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور".
"اعادة النظر" بالعلاقات بين البلدين
في 31 تموز/يوليو الماضي، في خطابه بمناسبة اعتلاءه على العرش، أعرب ملك المغرب عن "أسفه للتوترات بين البلدين" ودعا إلى إعادة فتح الحدود البرية. لكن الجزائر قررت في 18 آب/ أغسطس "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت البلاد.
صورة من: Billel Bensalem/App/dpa/picture alliance
قطع العلاقات
في 24 آب/ أغسطس أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضد الجزائر "منذ استقلالها"، إلى غاية "استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين ودعم حركة انفصالية" على حدّ قوله.
صورة من: Fateh Guidoum/AP/picture alliance
أسف مغربي لقطع العلاقات
وفي ردّ فعل رسمي، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن أسفها "للقرار الأحادي" الذي اتخذته الجزائر، معتبرة إياه قراراً "غير مبرر"، لكنه "متوقعا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة"، كما جاء في بيان الوزراة المغربية. (اعداد: علاء جمعة)