ارتدى المصريون القدماء أحذية، فيما ارتدى ملوكهم الفراعنة الصنادل فحسب، لكن الأغرب أن المصريين صنعوا صنادل خشبية يحتذيها الموتى في رحلتهم الأبدية. كل هذه الأحذية ضمها معرض جديد أقيم في قلب القاهرة.
إعلان
في معرض غير تقليدي بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير وسط القاهرة، تقدم "الأحذية" بتنوعها وتطور صناعتها جانباً من الحياة الاجتماعية "الطبقية" والدينية في مصر الفرعونية.
وطبقاً لبطاقات تعريفية بالمعرض، الذي يحمل اسم "خطوات عبر الزمن .. الأحذية في مصر القديمة"، فإن الأحذية كانت منتشرة بين كافة طبقات المصريين في مصر القديمة، حتى بين الفلاحين خلال عملهم في الزراعة. أما الآلهة فلا ترتدي الأحذية أبداً. وحتى عندما يقف الملك أمام الآلهة، فإنه يرتدي فقط الصندل في كثير من الأحيان، الأمر الذي يوضح مكانته أمام الآلهة.
أهم الاكتشافات الأثرية في وادي الملوك بمصر
عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز يتقدم بأدلة وبراهين قد تؤدي إلى الكشف عن سابقة أثرية تضاهي في أهميتها الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث يُتوقع العثور على مقبرة جميلة الجميلات الملكة نفرتيتي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sohn
تعد غرفة توت عنخ آمون من أشهر الاكتشافات العالمية في وادي الملوك بمصر. لكن عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز يراهن و فقا لدراسات قام بها في المنطقة على وجود غرفة خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون ترقد بها الملكة الأسطورية نفرتيتي منذ أكثر من 3300 عام تقريبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
كانت نفرتيتي، والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت"، زوجة أب توت عنخ آمون. أما مكان مثواها الأخير فلا يزال غامضا حتى الآن. وعثر عالم الآثار الألماني الشهير لودفيغ بورشهارت في عام 1912 على تمثال نصفي لنفرتيتي في مدينة "تل العمارنة". ويمكن مشاهدته منذ عام 2009 في متحف برلين الجديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sohn
أخناتون (1351-1334 قبل الميلاد) حكم مصر لمدة 17 عاما، كان زوج نفرتيتي ووالد توت عنخ آمون. اشتهر بإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون "إله الشمس" وفضله على الآلهة الأخرى وأنشأ له عاصمة جديدة "تل العمارنة" على الضفة الشرقية لنهر النيل.
صورة من: bpk/Ägyptisches Museum und Papyrussammlung, SMB/Jürgen Liepe
في 29 سبتمبر/أيلول 2015 زار وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي مع عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز (في وسط الصورة) قبر فرعون وادي الملوك في الأقصر. ويدعم الدماطي أطروحة ريفز في وجود مقبرة الملكة نفرتيتي وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
تم اكتشاف قبر توت عنخ آمون في عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. هذا الاكتشاف زاد من أهمية هذا الفرعون الذي لم يعرف من قبل بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما بسبب العثور على مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.
صورة من: Imago
يقع وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة بالقرب من مدينة الأقصر. وتم اكتشاف 64 مقبرة وحفرة تعود للحضارة الفرعونية القديمة حتى الآن. على الرغم من أن هذه المنطقة تعرضت منذ آلاف السنين إلى التخريب والسرقة الأثرية إلا أن هناك علماء الآثار يعثرون بين الفينة والأخرى على اكتشافات جديدة.
صورة من: Universität Basel/M. Kacicnik
الكنوز الآثرية التي عُثر عليها في قبر توت عنخ آمون مكنت الباحثين من التعرف على هذه الحضارة عن كثب وحلت ألغازا كثيرة وأعطت معلومات هامة عن الحياة اليومية والآلهة في مصر القديمة. وفي حال ما إذا تمكن العالم البريطاني نيكولاس ريفز من العثور على قبر نفرتيتي سيكون ذلك بمثابة صرخة آثرية عالمية.
صورة من: bpk/Ägyptisches Museum und Papyrussammlung, SMB/Margarete Büsing
من غير المعروف حتى الآن متى توفيت نفرتيتي، ولكن من المتوقع بأن مومياء الأسطورة المصرية تم نقلها من المقبرة الملكية في "تل العمارنة" إلى وادي الملوك.
صورة من: Reuters
8 صورة1 | 8
كما كانت الأحذية في تلك الفترات المبكرة ذات طبيعة وظيفية وطبقية. فهناك اختلاف بين أحذية العامة وأحذية الجنود وأحذية الأطفال، التي "كانت نسخاً مصغرة لأحذية الكبار" وأحذية الملوك.
فأحذية الملك توت عنخ آمون تشمل صنادل ذهبية عُثر عليها في مقبرته التي اكتشفت في جنوب مصر عام 1922، وصنادل أخرى استخدمت فيها الألياف النباتية.
الأحذية المعروضة مصنوعة من المعدن والجلود وأخرى مزينة بالخرز أو مغطاة بالذهب وبعضها صنع من الخشب والجلود معاً أو من عناصر نباتية أو كرتونية يتم ضغطها لتمنح الصندل نوعاً من المتانة، وربما يستخدم الكتان في بعض منها. كما وجدت أيضاً صنادل خشبية "تم صنعها خصيصاً ليستخدمها المتوفى في العالم الآخر"، وفقاً لعقيدة المصريين القدماء.
ومن بين المعروضات أيضاً لوحة حجرية لرئيس صانعي الأحذية الملكية "إيبو" وزوجته وابنتهما "في وضع تعبدي" أمام أوزير، الذي يحكم عالم الموتى وإله البعث في مصر القديمة.