أحزاب ألمانية تتفهم تهديد أمريكا بسحب قواتها وأخرى تنتقده
١٠ أغسطس ٢٠١٩
تهديد السفير الأمريكي في برلين غرينل بسحب قوات بلاده من ألمانيا أثار امتعاض بعض الأحزاب الكبيرة، فيما قابل المحافظون من معسكر المستشارة ميركل المقترح بتفهم، رحب حزب اليسار بالمقترح.
إعلان
أبدى التحالف المسيحي المحافظ، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تفهما لتهديد السفير الأمريكي ريتشارد غرينل بسحب القوات الأمريكية الموجودة في ألمانيا، بينما قوبل هذا التهديد باستياء من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، وحزب الخضر. في حين رحب حزب اليسار بالمقترح.
وقال خبير الشؤون الخارجية بالكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، يورغن هارت، في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية إن الولايات المتحدة "منزعجة للغاية" من نفقات الدفاع التي لن ترتفع على المدى المتوسط في ألمانيا. وذكر هارت أن ألمانيا تخفق بوضوح في تحقيق الهدف المتفق عليه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة نفقات الدفاع لتشكل نسبة 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024، مضيفا أنه إذا كانت ألمانيا لا تعتزم المشاركة في المهمة العسكرية الأمريكية لحماية الملاحة البحرية التجارية في الخليج، فمن الضروري، على الأقل، تخفيف الأعباء عن الشريك في موقع آخر. وأشار هارت إلى أن الأمريكان ضخوا استثمارات كبيرة في بنيتهم التحتية في ألمانيا، والتي ستصبح عديمة النفع حال سحبوا قواتهم من هناك.
من جانبه، وصف الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينغبايل، تصريحات غرينل بالغريبة، وقال في مقابلة مع صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية الصادرة اليوم السبت(10 آب/أغسطس 2019): "لن نخضع لابتزاز الأمريكان". كما اعتبر خبير شؤون الدفاع في الكتلة البرلمانية للحزب، توماس هيتشلر، تهديد غرينل بعيدا عن الواقعية، موضحا أنه خلال زيارة قام بها مؤخرا للولايات المتحدة أشاد جميع شركاء الحوار في مجلسي الشيوخ والنواب ووزارة الدفاع (البنتاغون) باهتمام ألمانيا بالسياسة العسكرية.
وفي سياق متصل، وجه حزب الخضر انتقادات حادة على خلفية تصريحات السفير الأمريكي، حيث قالت خبيرة شؤون الدفاع في الكتلة البرلمانية للحزب، أغنيستسكا بروغر، في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم السبت: "لا يجوز التعامل بين الأصدقاء والشركاء على هذا النحو". وقال زميلها الحزبي، توبايس ليندنر، في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم: "الإنفاق بغرض الإنفاق البحت ليس سياسة دفاعية وتحالفية ذكية".
وكان حزب اليسار الألماني المعارض قد رحب بتهديد السفير الأمريكي، ريتشارد غرينل، بسحب جزئي لقوات بلاده من ألمانيا. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، ديتمار بارتش، في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية اليوم السبت: "على الحكومة الألمانية أن تقبل حتما هذا العرض، وتناقش مع الولايات المتحدة خطة لسحب القوات... السفير الأمريكي محق: دافعو الضرائب في الولايات المتحدة لا يتعين عليهم تسديد نفقات قوات أمريكية في ألمانيا". وطالب بارتش الولايات المتحدة بسحب أسلحتها النووية أيضا من ألمانيا، وقال: "عندما يسحب الأمريكان جنودهم، يتعين عليهم أيضا أخذ أسلحتهم النووية معهم. وبالطبع إلى موطنهم وليس إلى بولندا، لأن هذا سيكون تصعيدا جديدا بالغا في العلاقات مع روسيا، لا يصب في الصالح الأوروبي والألماني".
ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.أ)
ميركل وترامب: حرب كلامية تعكس خلافات جوهرية
"المناوشات الكلامية" بين ميركل وترامب ليست وليدة تصريحه اليوم، فمنذ دخوله البيت الأبيض والخلافات بين الطرفين قائمة بخصوص ملفات عديدة. "تويتر" شَهد على انتقادات ترامب للمستشارة الألمانية والإعلام لم يُفلت ردودها على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
الهجوم الجديد!
شن الرئيس الأميركي مجددا هجوما حادا على ألمانيا، متهما إياها بأنها "رهينة" روسيا في امدادات الطاقة. ترامب قال إن ألمانيا تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلى الولايات المتحدة الدفاع عنها في مواجهة روسيا. "كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا"، يتساءل ترامب! تصريحات ترامب دفعت ميركل للرد. فماذا قالت؟
صورة من: Reuters/Y. Herman
ميركل ترد
ميركل لم تسكت عن انتقادات ترامب وقالت إن بلادها تتخذ قرارتها بشكل "مستقل". وأوضحت المستشارة الألمانية، دون الإشارة مباشرة إلى ترامب: "يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة". كثيرون اعتبروا في رد ميركل وانتقاد ترامب استمرارا للحرب الكلامية التي تنم عن خلافات كثيرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Mori
خلاف حول "نوردستريم"
من بين الخلافات الواضحة بين ميركل ونظيرها ترامب تلك المتعلقة بأنبوب الغاز "نورستريم"، ولطالما ندد الرئيس الأميركي بالمشروع الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا ويطالب بالتخلي عنه. وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Sauer
قمة مجموعة السبع
أثارت هذه الصورة التي تم التقاطها خلال انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، تعليقات العالم. الصورة اعتبرها البعض دليلا على الخلاف الكبير بين ترامب ونظرائه الأوروبيين، خاصة ميركل التي ظهرت في مواجهة مباشرة معه. الرئيس الأمريكي كعادته هرع إلى "تويتر" ليعلن التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع، وهو ما اعتبرته ميركل: أمرا "محبطا إلى حد ما"، حسب قولها.
صورة من: Reuters/Prime Minister's Office/A. Scotti
انتقاد سياسة ميركل للجوء
في الكثير من المرات وجه ترامب سهام النقد لألمانيا عبر تويتر، فقد سبق له أن نشر تدوينة تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا بسبب الهجرة، مشككا في إحصاءات برلين الرسمية بشأن عدد الجريمة. ميركل ردت على هذه الانتقادات معتبرة أن الإحصائيات الحالية تشير إلى تطور إيجابي في معدل الجريمة في ألمانيا.
صورة من: Twitter/Donald J. Trump
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني واحد من الملفات الخلافية الكبرى بين أمريكا وألمانيا ، حيث ترى ميركل في الاتفاق النووي ضمانا لعدم تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، في حين يرى ترامب في الاتفاق أسوأ صفقة على الإطلاق. وقد زادت هوة الخلاف عمقا بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في 08 مايو/ آيار 2018.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
البيئة والمناخ
في قمة مجموعة العشرين عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب "العنيدة" بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات إقناع باءت بالفشل، فضلت ميركل توثيق نقاط الاختلاف حول الملف من خلال خطاب واضح. وتشكل بنوذ اتفاقية باريس خلافا آخرا بين الطرفين، إذ تراها الحكومة الألمانية خطوة مهمة في تحدي مشكلات بيئية على عكس ترامب الذي أنهى التزام بلاده بالاتفاقية.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
حلف الناتو
ترامب ينتقد مرارا إنفاق ألمانيا العسكري المنخفض في حلف الناتو. ويرى أن ذلك لا يتناسب مع الحماية التي يقدمها الحلف لألمانيا. ويرغب ترامب في أن تستثمر برلين نسبة اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو المتفق عليه في اجتماع الناتو عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجارة والرسوم الجمركية
يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا، دليل على وجود علاقات تجارية غير متكافئة بين البلدين. وندد ترامب بهذا الوضع ووهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على واردات الصلب الأوروبي، وبالتحديد صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ترامب "يرفض" مصافحة ميركل
التقارب الذي ميز علاقات ميركل ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، بدا مفقودا في أول لقاء لها مع ترامب. صحف كثيرة تحدثت عن رفض ترامب مصافحة ميركل، حتى بعد أن طلبت منه ذلك. اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية بنظيرها الأمريكي كان مؤشرا على بداية الخلاف بين الطرفين. رغم محاولة ترامب التصريح بعكس ذلك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
انتقادات لاذعة
في حوار أجرته "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، بداية 2017، انتقد ترامب سياسة ميركل للجوء، والاتحاد الأوروبي. وفي ردها على هذه الانتقادات اعتبرت ميركل أنه بوسع الاتحاد الأوروبي التصدي للإرهاب والتحديات الأخرى من خلال وحدة الاتحاد وقوته الاقتصادية . إعداد: مريم مرغيش