1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أحزان باريس الاوليمبية تنعكس على مستقبل شيراك السياسي

رغم أن جانبا مهما من الشخصيات العامة الفرنسية اعتبرت أن التمسك الشريف بقواعد المنافسة هو الذي أدى إلى خسارة ملفّ باريس الأوليمبي، إلا أن القناعة زادت في فرنسا بأن ما حدث يعد إسفينا في نعش ما بات يطلق عليه طريقة شيراك.

اختارت اللجنة الأوليمبية مدينة لندن لاستضافة ألعاب 2012صورة من: AP

نذر الرئيس المخضرم جاك شيراك ولايته الخماسية الحالية، للملفات الدولية، غير أنّ ما حدث في الأسابيع الماضية، يشير إلى خسارة شخصية لم يتردد حتى أنصار الرئيس الفرنسي نفسه، في وصفها بالفادحة. والخسارة هي الشخصية الثالثة لشيراك، في غضون أسابيع، بعد رفض مواطنيه لوثيقة الدستور الأوروبي، وكذلك فشله في حمل المجموعة الأوروبية على التوصل لموازنة لاتحادهم. وبحساب المواجهة الثنائية، تعتبر خسارة سنغافورة، الثانية على التوالي في ظرف أسابيع قليلة أمام جاره الأوروبي اللدود رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير.

أزمة وطنية أم شخصية؟

لم تتردّد قوى المعارضة الفرنسية في توجيه سهام انتقادها إلى الرئيس شيراك بعد ما حدث في سنغافورة، واعتبرته علامة إضافية على عمق الأزمة التي تمرّ بها فرنسا منذ عقود. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية فرانسوا بايرو قوله إنّ بلاده تعيش الآن "نهاية دورة زمنية على الصعيد السياسي والمؤسساتي والمالي."

جانب من الشعارات الداعية إلى استضافة باريس للدورة الأوليبمبيةصورة من: DW-TV

ومن ناحيته ارتضى شيراك عبر ذهابه إلى سنغافورة للدفاع عن العلم الفرنسي أن يجازف بخوض منافسة مفتوحة جدا، في ضوء هزيمة سياسية لحقت به وانعكست بوضوح في استطلاعات الرأي جراء رفض الفرنسيين لمشروع الدستور الأوروبي. ولكن لم يكن أمامه سوى اتخاذ هذه المبادرة مدفوعا من كل مؤيدي الترشيح الفرنسي، وخصوصا أن منافسيه الأساسيين توجهوا بدورهم إلى سنغافورة وفي مقدمهم طوني بلير ورئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. لكن، وفي مجمل الأحوال، أضاف ما حصل في سنغافورة صفحة سلبية أخرى في مسيرة شيراك السياسية التي تختتم بعد سنتين. وهي المرة الثالثة التي يخفق شيراك أمام اللجنة الأولمبية الدولية بعد محاولتيه البائستين لاستضافة ألعاب 1992 (فازت بها برشلونة) و2008 (فازت بها بكين).

ضياع أمل اقتصادي

جانب من المحتفلين في لندنصورة من: AP

وعلى المستوى الاقتصادي، خسرت باريس دفعة اقتصادية كبيرة كانت في أمس الحاجة إليها في ظل تزايد أعداد العاطلين ومعدلات النمو البطيئة فيها. وقال ميشيل بوفار العضو في الاتحاد من أجل حركة شعبية إنّ الألعاب ذهبت إلى البلد الذي يبدو بعافية اقتصادية. وفعلا فقد اعتبرت رئيسة وكالة التنمية في لندن ماري رايلي أنّ الدورة الاولمبية "فرصة لا تصدق للندن ومجتمع الأعمال". ويأتي فوز لندن في الوقت المناسب فعلا في حين تباطأ النمو الاقتصادي البريطاني بشكل كبير منذ الخريف.

وبات من المؤمل إيجاد عشرات الآلاف من فرص العمل في لندن يقدرها الخبراء بنحو 300 ألف أغلبهم سيعملون على إنشاء القرية الأولمبية شرق لندن. حتى أن شركة "اكسبوتل" للسياحة تراهن من جهتها على مليون زائر إضافي في بريطانيا للألعاب الأولمبية وعلى "معركة من اجل الحصول على سرير من اصل 200 ألف سرير متوفر في لندن في العام 2012".

قانون المنافسة

انتقدت شخصيات فرنسية قريبة من ملفّ باريس موقف المسؤولين عن ملفّ لندن والذين استمروا في الاتصال بأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية رغم أنّ اللوائح تحظر ذلك. وهو ما يخالف القواعد الأولمبية التي تحظر الاتصال بأعضاء اللجنة لمدة 48 ساعة قبل بداية الإقتراع. وندّدت شخصيات فرنسية بنظام "اللوبي" البريطاني الذي مارسته أثناء التصويت. ووصل الأمر بأحد المقربين من شيراك إلى التأكيد أنّ نتيجة التصويت تعتبر بكلّ المقاييس كارثة وإهانة.

بعض الوجوه الحزينة في شوارع باريس بعد إذاعة خبر اختيار لندنصورة من: AP

من ناحية أخرى أعاد ما جرى في سنغافورة إلى الأذهان المفهوم الفرنسي للمنافسة. فقد اعتبر عمدة باريس دي لانووي أنّ ما هزم فرنسا هو "الروح الرياضية." ولمّح إلى أنّه كان من الممكن الفوز "بمسابقة للروح الرياضية لو تمّ التنازل عن مفهوم الروح الرياضية." السياسي بايرو أضاف قوله "بدل اعتبار المنافسة تهديدا للمثال الاجتماعي، ينبغي أن نفهم، على العكس من ذلك، أنّه يتعين علينا القبول بها وأنّ المثال الاجتماعي يمكن أن يكون إضافة للمنافسة." ومن شأن هذا النقاش أن يعكس الفرق بين النظرة البريطانية للمجتمع والاقتصاد والقائمة على البراغماتية والنظرة الفرنسية القائمة على "روح التعاون والاحترام" مثلما يشدد على ذلك شيراك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW