أحمد داود أوغلو – تركيا لن تغلق حدودها أمام اللاجئين
٩ فبراير ٢٠١٦
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن نحو 70 ألف لاجئ سوري قد يصلون إلى الحدود التركية إذا استمرت الحملة العسكرية هناك بهذه الكثافة، مضيفا أن بلاده لن تغلق حدودها أمام اللاجئين.
إعلان
كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الثلاثاء ( التاسع من شباط/ فبراير 2016) عن احتمال وصول نحو 70 ألف لاجئ سوري إلى الحدود التركية إذا استمرت الحملة العسكرية هناك بهذه الكثافة. مؤكدا أن بلاده لن تغلق حدودها أمام اللاجئين. وأدلى داود أوغلو بهذه التصريحات خلال كلمة أمام حزبه في البرلمان.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن بلغت مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا قد بلغت قدراتها القصوى على الاستيعاب مع استمرار تدفق الآلاف من السكان الهاربين من هجوم تشنه قوات النظام في محافظة حلب، وفق ما أكد عاملون في مجال الإغاثة.
وقال أحمد المحمد وهو مسؤول ميداني في منظمة "أطباء بلا حدود" يدخل يوميا من تركيا الى محافظة حلب (شمال) لوكالة فرانس برس عبر الهاتف الثلاثاء "تسببت موجة النزوح الأخيرة بالضغط على أكثر من عشرة مخيمات موجودة في الخط الحدودي الممتد من شمال إعزاز حتى تركيا".
وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليل الاثنين ان ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها "الاستيعابية القصوى"، لافتا الى أن نحو 31 ألف شخص نزحوا من مدينة حلب ومحيطها في الأيام الأخيرة.
وأشار إلى أن "ثمانين في المائة من النازحين من النساء والأطفال" جراء استمرار هجوم قوات النظام الذي بدأته قبل اسبوع في المنطقة بغطاء جوي روسي وتمكنت خلال همن السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بريفها الشمالي نحو تركيا.
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.
صورة من: DW/D. Cupolo
10 صورة1 | 10
وأبدت أنقرة مساء الاثنين خشيتها من وقوع "الأسوأ". وقال نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش في ختام اجتماع للحكومة أنّ "السيناريو الأسوأ الذي يمكن ان يحدث في هذه المنطقة على المدى القصير قد يكون عبارة عن تدفق جديد ل 600 ألف لاجئ إلى الحدود التركية".
من جانبها، دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تركيا اليوم الثلاثاء إلى فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين الفارين من حلب تنفيذا لالتزاماتها الدولية بحماية الفارين من الصراعات أو الاضطهاد.