1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أخطاء غريبة - هل كان مستوى التحكيم في كأس أفريقيا جيدا؟

٧ فبراير ٢٠٢٢

عكرت أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل وغريبة، الأجواء الكروية في بطولة كأس الأمم الأفريقية. لكن رغم الجدل، يؤكد خبراء رياضيون أن الحكام الأفارقة ليسوا بهذا السوء، لكن هناك حاجة لمزيد من التدريب وخاصة على تقنية "الفار".

لاعبو الفريق السنغالي يحتفلون بفوزهم بكأس بطولة أمم أفريقيا
الأخطاء الغريبة والمثيرة للجدل التي ارتكبها الحكام عكرت أجواء بعض مباريات بطولة كأس أمم أفريقياصورة من: Alain Guy Suffo/Sports/empics/picture alliance

"مباراة كرة القدم دون التسعين دقيقة" عبارة أطلقت على مباراة تونس ومالي ضمن منافسات الجولة الأولى من بطولة كأس أمم أفريقيا عندما أطلق الحكم الزامبي جاني سيكازوي صافرة النهاية في الدقيقة 89:42 قبل نهاية الوقت الأصلي.

وحاول الحكم تبرير قراره فيما بعد بأنه كان في وضع صحي حرج، ورغم ذلك كانت الواقعة خارجة عن المألوف في عالم الساحرة المستديرة، وكانت إحدى الأخطاء التي ارتكبها الحكام الذين تولوا إدارة منافسات البطولة؛ ما أدى إلى تلطخ سمعة البطولة.

يرى الصحافي الرياضي المقيم في فرنسا منصور لوم، أن الأخطاء التحكيمية ليست جديدة على القارة السمراء، ومعظمها "لم تكن أخطاء مصيرية". وفي مقابلة معDW  عربية من باريس، أضاف لوم، وهو أيضا رئيس تحرير موقع سبورت نيوز أفريقيا "بشكل عام التحكيم كان جيدا، إذ لم تقع أخطاء كبيرة. هناك بعض الجدل حيال بعض القرارات. لكن أخطاء التحكيم في معظم الحالات كانت تقليدية معروفة في كأس الأمم الأفريقية."

ويتفق مع هذا الرأي أوما أكاتوغبا، الصحافي والمتخصص في الكرة الأفريقية والمقيم في ألمانيا. وقال في حوار معDW  عربية "أعتقد أن الأخطاء التي ارتكبها الحكام في كأس الأمم الأفريقية ليست خاصة بالحكام الأفارقة. أعتقد أنها أخطاء عادية تراها تحدث على مستوى العالم، حتى في الدوري الإنجليزي نرى الكثير من الأخطاء من قبل الحكام في واحدة من أفضل بطولات الدوري في العالم."

بشكل مفاجئ وقبل نهاية الوقت الأصلي لمباراة تونس ومالي وبدون الإعلان عن وقت إضافي أطلق الحكم صافرة النهايةصورة من: MOHAMED ABD EL GHANY/REUTERS

"أخطاء غير مقصودة"

وتعرض الحكام الأفارقة للكثير من الانتقادات جراء الأخطاء التحكيمية التي وقعت في مباريات حظيت باهتمام كبير مثل مواجهة الكاميرون مع منتخب جزر القمر في دور ثمن النهائي حيث اضطر منتخب جزر القمر إلى خوض المباراة دون الحارس الأساسي وتعرض الفريق لطرد أحد نجومه مع بداية المواجهة التي فاز بها أسود الكاميرون.

ورغم ذلك، أكد ستيفن لافون، وهو صحافي رياضي من توغو، على أن أخطاء الحكام الأفارقة في البطولة لم تكن "متعمدة على نحو يوحي بالانحياز."

وقال لـ DW عربية من لومي، "لم يراع الحكم في مباراة جزر القمر والكاميرون العامل النفسي، كان الجميع يعلم قبل المباراة كل ما حدث لجزر القمر، حيث خسروا حارسهم وقام لاعب بحراسة المرمى. لكن حكم المباراة قام بتطبيق اللوائح. وقد لا يفهم البعض ذلك".

وأضاف "لذلك لا يمكننا القول أن أخطاء الحكام في كأس الأمم الأفريقية هي أخطاء مقصودة. لكن أحيانا فقدوا التركيز فقط ولذا خرجت بعض الأمور عن المسار الصحيح".

ويبدو أن الأخطاء التحكيمية التي وقعت في البطولة الأفريقية لم تكن غربية بشكل كبير في عالم الساحرة المستديرة، فعلى سبيل المثال حدثت واقعة مماثلة لما حدث في مباراة تونس ومالي.

فخلال مباريات الدوري الإسباني العام الماضي، احتسب الحكم أربع دقائق وقت بدل ضائع في الشوط الثاني، لكنه أنهى المباراة بين إشبيلية وغرناطة بعد ثلاث دقائق فقط وعلى وقع اعتراض لاعبي غرناطة قرر الحكم إعادة لاعبي إشبيلية من غرفة الملابس للعب الدقيقة المتبقية.

وفي البطولة الأفريقية، أثارت القرارات التحكيمية سخط وغضب الفرق المشاركة، إذ قدم منتخب مالي احتجاجا ضد الحكم الغامبي باكاري جاساما بسبب قراراته خلال مواجهة غينيا الاستوائية في منافسات دور الـ 16 من البطولة.

وخلال هذه المباراة وقعت قرارات تحكيمية مثيرة للجدل أقدم عليها جاساما مثل عدم طرد لاعب إثر تدخله العنيف وعدم احتساب ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة لصالح مالي.

وكان الحكم الغامبي أيضا محور احتجاج من المنتخب المصري ضد قراراته في مباراة نصف النهائي أمام أسود الكاميرون.

الحزن يخيم على لاعبي منتخب الفراعنة عقب الخسارة أمام السنغال في نهائي البطولة الأفريقيةصورة من: Kenzo Tribouillard/Getty Images/AFP

اين حكم الفار؟

وفي تعليقه على أداء الحكام في البطولة، أكد حمدي قادري، حكم دولي سابق ومقيم في ألمانيا، أن التحكيم في هذه النسخة من البطولة "كان دون المستوى بشكل عام والمباريات الجيدة تحكيما كانت قليلة".

وصرح لـ DW عربية، أنه كانت "هناك مباريات مقبولة، لكن كانت هناك مباريات كثيرة أيضا وقعت فيها أخطاء وهفوات قسم منها أثر على نتائج المباريات فيما لعب حكام تقنية الفيديو (الفار/ VAR) دورا سلبيا في تواضع الأداء التحكيمي لتعاملهم السلبي في حالات كانت تتطلب تدخلهم ومساعدتهم للحكام، لتصويب قرارات تم اتخاذها بشكل خاطئ".

وأشار الحكم الدولي السابق إلى أن هذه الأخطاء أثرت سلبا على الفرق الأفريقية المشاركة في البطولة، وأضاف "أدت إلى تشنجات وتوتر لدى اللاعبين، مما أفقدهم تركيزهم وحد من مهاراتهم وجعلهم يرتكبون الأخطاء وأحيانا يتهورون".

واتفق في هذا الرأي الصحافي الكروي أكاتوغبا الذي رصد عدم تمكن الحكام الأفارقة من "استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد رغم أنها باتت حاسمة في الوقت الحالي لتحسين أداء الحكام، خاصة في المباريات المصيرية."

بيد أن أكاتوغبا شدد على أن الحكام الأفارقة ليسوا بهذه السوء، مضيفا "أعتقد فيما يتعلق بالجانب الأكبر من كأس الأمم الأفريقية، فإن الحكام ليسوا سيئين للغاية. لاحظت وجود مشكلة في استخدام نظام حكم الفيديو المساعد. البعض منهم واجه مشكلة في السيطرة على المباراة ما دفعهم إلى الاستعانة بالفار كثيرا".

منصور لوم: القارة الإفريقية لديها حكام من الطراز الأول على المستوى العالميصورة من: Privat

حكام أفارقة في بطولات كبيرة

وعرفت القارة السمراء أسماء حكام أداروا مباريات هامة ليس فقط على المستوى القاري بل أيضا على مستوى مباريات كأس العالم. وفي بطولة كأس العالم القادمة في قطر، ذكرت تقارير صحافية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد اختار ثمانية حكام من القارة الأفريقية للمشاركة في إدارة منافسات مونديال قطر، أبرزهم فيكتور جوميز الجنوب أفريقي الذي أدار نهائي بطولة الأمم الأفريقية بين مصر والسنغال.

وفي هذا الصدد، شدد منصور لوم على أن القارة الإفريقية لديها حكام من الطراز الأول على المستوى العالمي، وأضاف "عندما ننظر إلى السيرة الذاتية لمعظم الحكام في كأس الأمم الأفريقية، هناك الكثير من الحكام الذين لديهم خبرة تحكمية تفوق العشر سنوات، ليس فقط في مسابقات الكاف وإنما أيضا في منافسات كأس العالم وكأس العالم للأندية وكأس القارات".

يؤكد ستيفن لافون على أن أخطاء الحكام في البطولة الأفريقية لم تكن "متعمدة على نحو يوحي بالانحياز."صورة من: Privat

احكم يا صلاح!

ورغم الأخطاء التحكيمية، إلا أن بعض الحكام الأفارقة أظهروا جدارة في إدارة مباريات البطولة لاسيما المباراة النهائية بين منتخب الفراعنة ضد منتخب السنغال. "الحكم فكتور غوميز قاد المباراة بامتياز. وهذه واحدة من أفضل المباريات تحكيميا في البطولة"، وفقا لما ذكره الحكم الدولي السابق حمدي قادري.

وخلال المباراة حدثت واقعة طريفة رصدتها الكاميرات إذ حاول الحكم غوميز تقديم الصافرة وبطاقات التحكيم لنجم ليفربول والمنتخب المصري محمد صلاح أثناء اعتراض الأخير على قرار تحكيمي، حركة توحي وكأنه يُبلغ صلاح: "هل تود يا صديقي أن تكون الحكم". ولاقت هذه الواقعة انتشارا على وسائل الإعلام خاصة الصحف البريطانية، فيما امتلت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات وتغريدات ساخرة.

"حماية الحكام الأفارقة"

وإزاء الجدل حيال التحكيم الأفريقي، يدعو خبراء في عالم كرة القدم، الفيفا إلى تقديم المزيد من الدعم لحكام القارة السمراء. وفي هذا الصدد، أكد الصحافي أكاتوغبا على ضرورة حصول "الحكام الأفارقة على تدريبات كثيرة وأيضا خوض إدارة مباريات عالمية، بل يجب حمايتهم مثل حكام الدوري الإنجليزي بغض النظر عن مدى سوء إدارتهم للمباريات". وأضاف "يجب حماية الحكام الأفارقة حتى إذا ارتكبوا أخطاء مثل أي حكم على مستوى العالم".

محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW