1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أخطر اشتباك بين إسرائيل وسوريا منذ بدء الأزمة- فما تداعياته؟

١٧ مارس ٢٠١٧

اشتباك جديد بين سوريا وإسرائيل أكده الطرفان معا هذه المرة، يطرح تساؤلات حول سبب رد النظام السوري عليه، وسبب اعتراف إسرائيل به على غير العادة. فماذا يخفي هذا التصعيد الجديد بين العدوين اللدودين، وما تداعياته؟

Israelisches Jet F-15I
صورة من: picture-alliance/dpa/Abir Sultan

في اشتباك اعتبر الأعنف منذ انطلاق الأزمة السورية قبل ستة أعوام، قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا عدة في سوريا فجر اليوم، ما دفع الجيش السوري إلى الرد بإطلاق صواريخ أرض جو. الحادث أكده الطرفان السوري والإسرائيلي وإن تضاربت التصريحات من الجانبين حول تفاصيل ما وقع وهدف القصف الإسرائيلي.

وليست هذه المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل أهدافا في سوريا ولكنها نادرا ما تؤكد ذلك رسميا. كما أن النظام السوري لا يرد دائما على الغارات الإسرائيلية، والرد الحالي اعتبره الإعلام الإسرائيلي تحولا في سياسة الأسد، فما الذي تغير؟ وماذا يخفي هذا التصعيد الجديد؟

حرب إعلامية

تضاربت التصريحات بين إسرائيل وسوريا حول هدف الغارة الإسرائيلية فبينما أعلنت مصادر من تل أبيب أنها كانت تستهدف شحنة صواريخ إستراتيجية كانت في طريقها من سوريا إلى حزب الله في لبنان عبر منطقة القلمون، قال الجيش السوري في بيان له، نقلته وكالة أنباء "سانا" الرسمية أن أربع طائرات إسرائيلية اخترقت فجر اليوم المجال الجوي السوري في منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية واستهدفت أحد المواقع العسكرية في اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي. وعن أسباب إعلان إسرائيل عن غارتها على غير العادة، يقول إيال أليما، المحلل السياسي والعسكري في إذاعة إسرائيل إن إسرائيل "اضطرت هذه المرة للإعلان عن هذه العملية لأنها تركت آثارا واضحة، فقد أُطلقت صفارات الإنذار آليا كما أن منظومة الدفاع الإسرائيلية تصدت للصاروخ السوري. بعض سكان إسرائيل استيقظوا على وقع ذلك وبالتالي لم يعد ممكنا تجاهل الأمر وعدم توضيح ما حدث".

ويقول الخبير الإسرائيلي في تصريحات لـ DW عربية: "في السنتين الأخيرتين شنت إسرائيل حوالي عشر غارات ضد أهداف سورية وتمكنت من التستر على ذلك أو تجاهله. والآن بسبب ما ذكرتُه اضطرت لتحمل تبعات هذه العملية ومسؤوليتها لكن هذا ليس في صالحها". ويشرح الخبير الإسرائيلي ذلك بالقول إن إسرائيل قد تتكبد خسائر دبلوماسية بسبب ذلك، فهي في النهاية اخترقت المجال الجوي لدولة أخرى واعترفت بذلك، ويمكن لسوريا أن تشتكي ذلك لدى المنظمات الدولية. ورغم كل ذلك لا يرى عليما فيما حدث تصعيدا جديدا، بل مجرد حرب إعلامية، ويقول في هذا السياق: "أرى أن ما حدث سيحسب لصالح النظام من جهة كما قلت لأنه سيُعتبر المعتدى عليه كما أنه نفذ تحذيراته السابقة بأنه سيرد على أي هجوم من إسرائيل وهذا يساهم في حملته الإعلامية التي تروج لانتصاراته في الحرب السورية".

الجيش الإسرائيلي من جانبه قلل من أهمية وخطورة الرد السوري، فقد صرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر بأن "الصواريخ السورية لم تشكل خطرا على الطائرات الإسرائيلية"، موضحا أن "أمن المواطنين الإسرائيليين أو سلاح الجو لم يكونا مهددين في أي وقت".

الاشتباك اعتبر الأعنف منذ اندلاع الحرب السورية قبل ست سنوات.صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ammar

خطوط حمراء

إلا أن مراقبين إسرائيليين اعتبروا رد النظام السوري تحولا في سياسة الأسد، وفي هذا السياق  قال كبير الباحثين في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي اساف اوريون لوكالة فرانس برس "إن الرد السوري يعتبر تحولا كبيرا، فحتى الآن كان قصف إسرائيل لقوافل حزب الله في الأراضي السورية، يمر عادة بدون رد أو برد غير مهم من قبل الجانب السوري". وحسب أوريون فإن "النظام السوري يحاول هذه المرة أن يقول لإسرائيل لا يمكن أن يتحمل أي هجوم بعد اليوم، وأن مثل هذا الهجوم لن يمر مرور الكرام".

وتم تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد في الأشهر الأخيرة بعد أن استعادت قواته مدينة حلب الإستراتيجية، في ظل استمرار الدعم الروسي والإيراني له.

لكن الخبير العسكري والاستراتيجي السوري تركي الحسن، يرجع سبب الرد السوري على الغارة الإسرائيلية هذه المرة إلى أن إسرائيل وصلت إلى "خطوط حمراء" بالنسبة لسوريا. ويشرح ذلك في تصريحات لـ DW عربية بالقول: "في السابق كانت إسرائيل تستهدف بعض المواقع السورية القريبة منها، وتحديدا في الجولان أو على الجبهة اللبنانية لكنها هذه المرة وصلت إلى الخطوط الحمراء بعد أن ضربت مواقع داخلية ووصلت لمنطقة تدمر، وكان لا بد من الرد السوري".

عادة ما تستهدف الغارات الإسرائيلية على أهداف سورية في الجولان.صورة من: Reuters

الخطر الإيراني

وسبق لإسرائيل أن نفت في سبتمبر الماضي إعلان سوريا أنها أسقطت طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بدون طيار إحداهما في ريف دمشق والأخرى في ريف القنيطرة. وصرح الجيش الإسرائيلي وقتها أن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع عسكرية سورية إثر قصف تعرض له الجزء الخاضع لسيطرة إسرائيل من الجولان، ومصدره الأراضي السورية.

ويرى الخبير السوري أن ما فعلته إسرائيل اليوم هو "تجاوز تريد من خلاله تل أبيب تأكيد سياستها التي تعتمد على ضرب من شاءت ومتى شاءت. هي تريد وضع قاعدة اشتباك وقاعدة ردع خاصة بها. لكن بعد عملية اليوم التي اضطرت للاعتراف بها ستكون هناك تداعيات، فالشارع الإسرائيلي الآن بحاجة إلى إجابات حول ما حدث". وعن أسباب إقدام إسرائيل على القصف رغم التبعات التي قد تتكبدها بسبب ذلك، يقول الخبير الإسرائيلي أليما: "مثل هذه العمليات تتم دراستها بشكل جيد وتتم مقارنة الجدوى بالخسائر. إسرائيل بالتأكيد لم تكن تجهل أن السوريين قد يردون وبالتالي قد تُشَغل منظومة صد الصواريخ ويصبح صعبا التستر على ما حدث، لكن بالمقابل إذا كانت الجدوى هي عرقلة وصول شحنة أسلحة إستراتيجية لحزب الله، العدو المباشر لإسرائيل، فهنا الهدف أهم".

يشار إلى أن سوريا وإسرائيل في وضع حرب رسميا، وازدادت مخاوف إسرائيل من الجبهة السورية بعد تقوي الوجود الإيراني العسكري في سوريا. ويقول عليما إن إسرائيل تغيرت نظرتها لسوريا بعد الحرب إثر تفكك الجيش السوري. ومصالحها تغيرت أيضا، إذ لم تعد ترى في الجيش النظامي السوري تهديدا مباشرا، بينما المثير للقلق حاليا هو تنامي نفوذ الإيرانيين ووجودهم العسكري في سوريا".

الكاتبة: سهام أشطو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW