يشهد حلم الانقال للعيش على كواكب آخرى غير الأرض خطوة جديدة، إذ كشف العلماء دليلا جديدا على أن كوكب المريخ كان فيه بحيرات قديمة، فكيف توصل العلماء إلى هذا الدليل الجديد؟
إعلان
بعد مرور ثلاث سنوات على هبوط المسبار كوريوسيتي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في حفرة على سطح المريخ، كشفت دراسة حديثة أن المجس التابع للمسبار رصد ما يعتقد العلماء أنه دليل على أن هذه الحفرة امتلأت مرارا بالمياه.
وقدم هذا البحث الذي نشر أمس الخميس (08أكتوبر/تشرين الأول) صورة أوضح وأشمل عن كيفية تشكل حفرة جيل كريتر التي هبط فيها المسبار في أغسطس/ آب 2012. وتبدو الحفرة كحوض قديم للمياه مساحته نحو 140 كيلومترا، تشكلت في قاعه كومة من الترسبات مساحتها خمسة كيلومترات.
وفي وقت سابق من المهمة، اكتشف المسبار كوريوسيتي بقايا حصى من بحيرات ومخلفات بحيرة ضحلة كما أعلن العلماء أيضا أن مجس ناسا عثر على مركبات تحتوي على الكربون في عينات من صخرة عتيقة في أول اكتشاف قاطع للمواد العضوية على سطح كوكب المريخ الأحمر المجاور لكوكب الأرض في المجموعة الشمسية.
مسبار "كيريوزيتي" يستكشف جبلا فوق المريخ
منذ عامين ومسبار "كيريوزيتي" يدور في أرجاء الكوكب الأحمر إلى أن بلغ مؤخرا جبل "ماونت شارب"، وهو أهم إنجاز حققه المسبار حتى الآن.
صورة من: NASA
حقق مسبار "كيريوزيتي" أكبر إنجاز له بعد بلوغه جبلا في المريخ. بداية ستتم دراسة المنحدرات السفلى للجبل قبل أن يتسلق المسبار إلى القمة عبر سلاسل "موري فورمايشان".
صورة من: NASA
بهذه الكاميرا تم تصوير الجبل. ومنذ عامين والمسبار يرسل صورا وعينات صخرية إلى الأرض. في السادس من أغسطس/ آب الماضي احتفل المسبار بعيد ميلاده الثاني.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/MSSS
يأمل العلماء أن تكشف عينات "كيريوزيتي" عن معلومات حول طبيعة المخزون المائي للكوكب، بعدما تم التأكد من وجود بحيرات وأنهار قديمة عليه.
صورة من: Reuters/NASA/JPL-Caltech/MSSS
توصل العلماء من خلال فحص العينات إلى وجود مواد مثل الكبريت والنيتروجين والفوسفور وغيرها، والتي تلعب دورا مهما في تكوّن الأجسام الحية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/NASA
المسبار الذي يبلغ وزنه 900 كلغ يعمل بالخلايا الشمسية وبطاريات النظائر المشعة.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/Malin Space Science Systems
لا يصور "كيريوزيتي" محيطه فحسب، وإنما يلتقط أيضا صور "سيلفي" يبعثها إلى الأرض.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/Malin Space Science Systems
إلى الآن، قام المسبار بمهمته على أكمل وجه. لكنه يواصل دورانه حول المريخ لعله يوما يصادف منافسه المسبار "أوبورتينتي".
صورة من: NASA/JPL-Caltech
مسبار "أوبورتينيتي" أدى مهامه أيضا بنجاح. فمنذ وصوله إلى المريخ هذا العام وهو يطوف فوق سطحه إلى أن قطع مسافة أربعين كلم، رغم أن القدرة المتوقعة له كانت 1 كلم فقط.
صورة من: picture alliance/dpa
وبذلك حطم "أوبورتينيتي" رقما قياسيا، ليطيح بجميع الآلات المتحركة خارج حدود الأرض، يقول رئيس قسم التطوير بوكالة ناسا الأمريكية جون كالاس.
صورة من: picture-alliance/dpa
وينقص مسبار "أوبورتينيتي" 2 كلم لقطع مسافة الماراتون المعهودة 42.2 كلم. ولهذا ستلقب المنطقة التي سيصل إليها المسبار أخيرا بـ"سفح الماراتون". الكاتب: أ. ستين-سيمون/ ه.فوكس/و.ب
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
ما هو مصدر المياه في بحيرات المريخ؟
وقال العالم الجيولوجي جون جروتزينجر بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا وكبير العلماء المسؤولين عن كوريوسيتي إنه في البحث الجديد الذي نشر في دورية ساينس ثبت أن قاع الحفرة ظل يرتفع مع مرور الوقت نتيجة للترسبات التي شكلت طبقة وراء الأخرى على مدى آلاف السنين. وأضاف جروتزينجر بالقول "نعرف أن هناك كانت توجد بحيرة لكننا لا نعرف حجمها."
كانت المياه تجيء من الجهة الشمالية للحفرة وتملأ الحوض وهو ما شكل بحيرات استمرت لفترات طويلة، كان من الممكن أن تكون ملاذا للحياة. ويعتقد العلماء أن تلك المياه كانت تتجمع من الأمطار أو ذوبان الجليد. وقال جروتزينجر "اذا اكتشفنا أدلة على وجود بحيرات فهذا يعد مؤشرا ايجابيا عن الحياة." ويعرف العلماء الآن أن الكوكب الأحمر كان به كل المكونات اللازمة للحياة.