في تونس، يتزايد ظهور المؤسسة العسكرية في فترة حكم الرئيس قيس سعيد في مجالات خارجة عن نطاق مسؤولياتها التقليدية، سواء في مجال البنية التحتية أو أجهزة السلطة التنفيذية أو التخطيط لمشاريع. فما تفسير هذه الاستراتيجية؟
إعلان
ينتظر سكان الحي الشعبي بمنطقة "الجبل الأحمر" بفارغ الصبر انتهاء أشغال إعادة تهيئة "المسبح البلدي" التاريخي بوسط العاصمة، الذي طال انتظاره، قبل أن تتعهد المؤسسة العسكرية أخيرا بالمهمة بدلا من المقاولات المدنية، بأوامر من الرئيس قيس سعيد.
وعلى مدى عقود ومنذ تأسيسه في ثلاثينات القرن الماضي، ظلّ المسبح المكشوف والمبني على الطراز الأوروبي في تلك الفترة، متنفسا للناشئة وسكان العاصمة ومن ثم بات مقصدا لأبناء الأحياء الشعبية التي شكلت لاحقا الحزام الفقير للعاصمة، ومن بينهم منطقة "الجبل الأحمر" و"حي الخضراء" و"برجل" وغيرها.
يمثل المسبح أحد الفضاءات الترفيهية الملحقة بحديقة "البلفيدير" بوسط مدينة تونس. لكنه تحول إلى بناية متداعية ومهجورة بسبب طول فترة إغلاقه منذ العام 2004 من قبل السلطات البلدية، وتعثرت محاولات إعادة التهيئة بسبب البيروقراطية ونقص التمويل.
لكن المسبح عاد إلى دائرة الضوء بعد أن لفه النسيان، مع زيارة أولى مفاجئة للرئيس قيس سعيد لم تأت بجديد، ثم زيارة ثانية انتهت بتفويض الجيش لتولي مسؤولية إعادة التهيئة بتمويلات قدمها بنك تونسي.
مهام أخرى بعد الثورة
وهذه ليست المرة الأولى، بعد ثورة 2011، يتولى فيها الجيش مسؤوليات خارج نطاق مهامه التقليدية، والمتمثلة أساسا في حراسة الحدود والدفاع عن السيادة.
فقد لعب الجيش التونسي أدوارا غير مألوفة بعد ثورة 2011. فعلاوة على تأمين المؤسسات السيادية والمنشآت الحساسة في البلاد في ذروة الانفلات الأمني وتفكك المؤسسة الأمنية إبان الثورة، إذ تولى الجيش حراسة المحاصيل الزراعية والغابات وقام بتأمين الامتحانات الوطنية في التعليم وتوفير كافة المتطلبات اللوجستية لجميع المحطات الانتخابية لاحقا.
ويشير تقرير نشرته مؤسسة "كارنيغي"، إلى أن الجيش التونسي وبالمقارنة مع باقي الجيوش في المنطقة، ليست له تركيبة تقليدية. فهو غير مبني على أساس ديني أو عرقي أو جهوي أو طائفي، بل يستند إلى معايير أكاديمية.
تمثل تلك المعايير أهمية بالغة في الأدوار التقنية التي اضطلع بها الجيش، حيث كانت بصمته واضحة في مجابهة "أزمة وباء كورونا" التي تفشت بشكل كبير في تونس بين 2020 و2022. ومن خلال تدخله عبر المستفشيات الميدانية في عدة محافظات وإدارة حملات تطعيم مكثفة، تجنبت البلاد نتائج أكثر مأساوية.
تعيين عسكريين في مناصب مدنية
وفي ذروة الجائحة، عيّن الرئيس قيس سعيد عميدا بإدارة الصحة العسكرية هو الدكتور علي المرابط وزيرا للصحة، ما منح الجهود الوطنية دفعة قوية في مكافحة الوباء.
لكن التعيينات في الإدارة لم تقف عند هذا الحد، ففي آب/أغسطس عام 2022 عين الرئيس سعيد الجنرالَ مصطفى الفرجاني، وهو طبيب بالصحة العسكرية، مستشارا في القصر الرئاسي برتبة وزير، على أن يحافظ على خطته كرئيس قسم الانعاش بالمستشفى العسكري. وليس واضحا الصلاحيات التي أسندت إلى الفرجاني.
وفي يناير/كانون الثاني 2023 عهد الرئيس قيس سعيد إلى الجنرال عبد المنعم بالعاتي، المتفقد العام للقوات المسلحة، بتولي منصب وزير للزراعة. يأتي التعيين في أعقاب أزمة متصاعدة لتناقص المواد الاستهلاكية الأساسية ومن بينها النقص في إنتاج الخبز، المادة الغذائية الحيوية للتونسيين، بسبب فقدان مادتي السميد والدقيق في الأسواق. وهي من بين آثار حرب روسيا في أوكرانيا التي طالت تونس أيضا.
وعلى المستوى البنية التحتية، كلف الرئيس سعيد الإدارات المرتبطة بالصحة العسكرية والهندسة العسكرية والأشغال العسكرية، بمهمة إعداد الدراسات الفنية لمشروع مدينة صحية في مدينة القيروان، وهو مشروع طالما سوّق له الرئيس لتحسين الخدمات الصحية ولكنه لا يزال يفتقد إلى التمويلات اللازمة.
"أزمة ثقة بين الإدارة والمواطن"
وفي تعليقه لـDW عربية، أرجع المحلل السياسي والمؤرخ الجامعي بـ"معهد الحركة الوطنية" خالد عبيد استراتيجية الرئيس إلى "ضعف الإدارة المدنية والاختراقات الحزبية التي طالت المؤسسة طوال سنوات الحكم التي اعقبت ثورة 2011".
ويضيف عبيد في ملاحظته: "تكونت صورة سلبية للإدارة أمام الرأي العام. فإذا أردت إفشال مشروع عليك بمنحه إلى الإدارة.. بسبب ذلك حدث شرخ في الثقة بين الإدارة والمواطن. والرئيس مثل أغلب التونسيين يدرك تعثر الإدارة".
حصل الجيش على النسبة الأعلى من الرضا في استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الثورة وأشرفت عليها مؤسسة "سيغما كونساي"، تجاوزت عتبة 90 بالمئة لدى الجمهور المستطلع. ووصل الأمر إلى حد مطالبة "حراك 25 يوليو" المؤيد للرئيس سعيد بـ"عسكرة المنشآت والمؤسسات الوطنية الحساسة لضمان استدامة الانتاج". وهناك احتلاف في وجهات نظر المختصين بتونس بشأن مصداقية استطلاعات الرأي التي تنجزها شركات في ظل غياب شفافية وقوانين واضحة تنظم عملها.
"لم يتغير الوضع" ومخاوف من الحديث
لكن رغم الخطوات التي اتخذها الرئيس التونسي عبر الدفع بقيادات عسكرية من أجل إحداث تغيير في المؤسسات العمومية، إلا أن النتائج لم تكن في مستوى التطلعات.
وقال المؤرخ خالد عبيد لـDW: "حتى مع تعيين مدراء ووزراء عسكريين فإن الوضع في الإدارات لم يتغير. لأن الأمر يتعلق أولا بتغيير العقلية وتغيير الظروف. الإدارة تحتاج إصلاحات عميقة مثلها مثل أغلب الميادين".
وتابع عبيد في تحليله: "لم يتم تطبيق الإصلاحات لأنها تحتاج إلى جهد كبير. وفي ظل الوضع الحالي يصعب تطبيقها إن لم يكن مستحيلا بسبب الإمكانيات. يظل تعافي الإدارة رهين تحسن الوضع الاقتصادي والمالي للتونسيين".
رغم الاحتكاك المحدود بالسلطة، فإن الطبقة السياسية تتوجس من توسع أدوار الجيش لا سيما مع ارتفاع شكاوي النخبة المثقفة والمعارضة من تعاظم قيود السلطة على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسط نقاش عام حول قانون جديد يعتزم الرئيس قيس سعيد إصداره يتضمن المزيد من الرقابة على مصادر تمويل الأحزاب وأنشطتها.
وما يعزز الهواجس وجودُ سوابق لملاحقات قضائية طالت نشطاء وسياسيين امام القضاء العسكري بتهم مثل الحط من "كرامة الجيش".
ومع تحريك دعاوي ضد نشطاء وسياسيين وصحافيين عبر قانون مكافحة الإرهاب ومرسوم 54 للرئيس قيس سعيد، الذي يحدد الجرائم المرتبطة بشبكات التواصل الإجتماعي، لم يتسنَ لـDW الحصول بسهولة على إفادات من خبراء في تقريرنا هذا. واعتذر وزير سابق لـDW عن الخوض في المسألة.
الجيش والسلطة في تونس
يُعد تدخل الجيش في الحياة السياسية بشكل مباشر، أمرا نادرا في تاريخ تونس الحديث. لكن الحادثة الأشهر في ذلك كانت محاولة الانقلاب على حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، باني دولة الاستقلال عام 1962. وانتهت المحاولة بإعدام معظم من شاركوا في التخطيط لها.
ومع أن الرئيس اللاحق زين العابدين بن علي، الذي صعد إلى السلطة في عام 1987، ينحدر من المؤسسة العسكرية برتبة جنرال قبل أن يصبح مديرا للأمن ثم وزيرا للداخلية ووزيرا أول، فقد كان أكثر حرصا على تحجيم سلطة الجيش وصلاحياته.
وأشهر الأحداث التي رافقت حكمه هي ملاحقته لمئات العسكريين، الذين اتهموا بالتدبير لانقلاب في بداية تسعينيات القرن الماضي، في ما يعرف بقضية "براكة الساحل"، وهي منطقة بجهة الساحل التونسي. وقد زج بالكثير منهم في السجون فيما زادت القيود والرقابة على العسكريين.
كما أثار السقوط الغامض لمروحية عسكرية عام 2002 ووفاة 13 عسكريا كانوا على متنها، من بينهم رئيس أركان جيش البر، الكثير من الجدل والتأويلات حول ملابسات الحادث، فيما اكتفت السلطة حينها بالاشارة إلى عطب فني بمحرك المروحية.
وكان دور الجيش في هذه الفترة مقتصرا أكثر على المساعدة في مشاريع التنمية ومجابهة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والحرائق. وساعد ذلك خلو تركيبته من أي معايير أيديلوجية أو عقائدية.
لكن ظهور الرئيس سعيد إبان صعوده إلى الرئاسة في 2019، في زيارات متواترة إلى الثكنات العسكرية والأمنية بعث بإشارات غير مطمئنة إلى المعارضة إلى أن جاءت قرارات 25 تموز/ يوليو 2021، التي أطاحت بالنظام السياسي القائم، بعد اجتماع "لمجلس الأمن القومي" الذي ظهر فيه الرئيس سعيد أمام قيادات عسكرية عليا.
وتولى الجيش بعد إعلان القرارات، إغلاق البرلمان وقصر الحكومة ومبان إدارية أخرى حساسة، ومنع النواب والموظفين من دخولها.
وأشار تقرير للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى أن "حضور كبار قادة الأمن والجيش خلال الاجتماع الطارئ، الذي ترأسه الرئيس قيس سعيد، والمسارعة إلى تنفيذ قراراته، يطرحان تساؤلات عن موقف المؤسسة العسكرية من الانقلاب الرئاسي على الدستور، وعما إذا كان التزامها بتعليمات الرئيس يأتي من باب الانضباط العسكري وتطبيق التعليمات الصادرة عن القيادة، أو من باب أنه تحول في التعامل مع الشأن السياسي بأداء أدوار مباشرة فيه، بعد أن ظلّت بمنأى عن التجاذبات السياسية".
وأضاف المركز في تقريره: "رغم الصمت الذي التزمته المؤسسة العسكرية إثر 25 تموز/ يوليو 2021 والغموض الذي ظل يلف موقفها، فإن إصدار مرسوم رئاسي بإقالة وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي، بعد يوم واحد من الانقلاب، ثم عزل المدعي العام العسكري، يؤشر إلى وجود صعوبات واجهت الرئيس سعيد في توظيف المؤسسة العسكرية برمتها في مشروعه الجديد".
في ذكرى ثورتها.. تونس تواصل رحلة البحث عن تحقيق الآمال
تحيي تونس الذكرى التاسعة لثورتها..وسط انتظارات بتشكيل حكومة تحقق تطلعات الشعب وأحلامه بالاستقرار والعيش الكريم. وفي ذكرى الثورة يبدو الرئيس قيس سعيد حاملا لمشعل آمال التونسيين وخصوصا الشباب في تحقيق ما ثاروا من أجله.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
احتفالات في شارع الحبيب بورقيبة ..في جادته رفع شعار إسقاط نظام بن علي
يحتفل التونسيون اليوم في الذكرى التاسعة لثورتهم التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، و انتقلوا بذلك لنظام ديمقراطي يكفل لهم حرية التعبير ويتطلعون لتحسين الأوضاع المعيشية بعد أن وصلت نسبة البطالة لـ 15.1 في المائة ونسبة الديون 74 في المائة ويبقى السؤال هل تخبئ الأعوام المقبلة أوضاع أفضل للتونسيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
فشل الجملي وحزب النهضة في تشكيل حكومة جديدة
بعد تسميته من حزب النهضة لتشكيل حكومة جديدة، فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان بعد حصوله على72 صوت مقابل 134 صوتوا ضد منحه الثقة، لتبقى الآن الكرة في ملعب الرئيس قيس سعيد الذي بدوره سيطرح الاسم الجديد بعد مشاوراته مع الأحزاب والكتل النيابية بحسب الدستور التونسي.
صورة من: picture-alliance/AA/N. Talel
قيس سعيّد.."ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا
أعلنت الهيئة المستقلة للإنتخابات في تونس فوز سعيّد بفارق كبير على قطب الإعلام نبيل القروي في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019)، بانتظار إعلان النتائج الرسمية. سعيّد رجل القانون، المستقل، "ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا خاض حملته الإنتخابية بوسائل متواضعة تحت شعار"الشعب يريد"، يعد فوزه زخما جديدا للثورة في مهد الربيع العربي.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
فرحة تعم شوارع تونس
زغاريد وألعاب نارية وهتافات ميّزت المشهد في جادة الحبيب بورقيبة في تونس ليل الأحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019) إثر إعلان فوز أستاذ القانون قيس سعيّد برئاسة البلاد بنسبة 72,71 في المائة متقدما على منافسه رجل الاعلام نبيل القروي بفارق كبير. بالنسبة لكثيرين من شباب تونس والذين صوتوا بكثافة لصالحه، يشكل سعيّد حلمهم بإستعادة المبادرة بعد ثماني سنوات عجاف إقتصاديا وإجتماعيا، أعقبت الثورة التي قادها شباب.
صورة من: Reuters/A. Ben Aziza
مشاركة "مقبولة" رغم التراجع
نظمت تونس الأحد (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) انتخابات تشريعية جديدة. وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة 41.3 في المئة، في إقبال وصفه رئيس الهيئة نبيل بفون "بالمقبول". غير أن هذه النسبة أقل من تلك التي سجلت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وكانت 49 في المئة. ويرى مراقبون بأن النتائج تظهر تصويتا عقابيا أو عزوفا عن المشاركة.
صورة من: AFP/F. Belaid
"النهضة" في الصدارة؟
قبل الإعلان رسميا عن نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية قال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" الإسلامية عماد الخميري إن حركته "متفوقة في الانتخابات بحسب المعطيات الأولية". وأظهر استطلاعا رأي لمؤسستين تونسيتين أن "النهضة" ستحصل على 40 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغة 217 نائباً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nasraoui
"قلب تونس" فائز أيضا؟
وبدوره قال حاتم المليكي المتحدث باسم حزب "قلب تونس"الذي يوجد رئيسه في السجن بتهم تتعلق بقضايا فساد، إنّه "بحسب النتائج الاولية يتصدر قلب تونس الانتخابات التشريعية اليوم. إنه الحزب الفائز على مستوى مقاعد البرلمان". لكن الاستطلاعين يشيران إلى أن الحزب سيحصل على ما بين 33 و35 مقعداً.
صورة من: AFP/F. Belaid
مشهد سياسي مشتت!
وأشار الاستطلاعان أيضا إلى أن "ائتلاف الكرامة" برئاسة المحامي المحافظ سيف الدين مخلوف سيحل ثالثا، وسيحصل على ما بين 17 و18 مقعداً. وتنذر هذه التقديرات، في حال ثبتت صحّتها، بمشهد برلماني مشتت سيكون من الصعب خلاله تشكيل إئتلاف حكومي. وتنتظر البرلمان الجديد ملفّات حسّاسة ومشاريع قوانين أثارت جدلاً طويلاً في السابق وأخرى عاجلة أهمّها إحداث المحكمة الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Landoulsi
مفاجأة الانتخابات التونسية
تحققت المفاجأة في انتخابات الرئاسة بتونس، وفاز أستاذ القانون قيس سعيد وقطب الإعلام نبيل القروي المحتجز بتهمة غسل الأموال في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد 15 سبتمبر أيلول في تونس. وحصل سعيد على 18.4 بالمئة من الأصوات بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.6 بالمائة، ومنيت الأحزاب الكبرى بهزيمة مدوية في الإنتخابات التي جرت في إطار النزاهة والحرية وسط إشادة أوروبية ودولية.
صورة من: AFP/F. Belaid
نسبة مشاركة غير مرتفعة
أعلنت الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات بلوغ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة 45.02 بالمئة. وقال رئيس الهيئة نبيل بافون، إن النسبة تعتبر مقبولة مقارنة بالإحصائيات قبل غلق مكاتب الاقتراع. وبلغت نسبة المشاركة في الخارج 19.7 بالمئة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
ثورة الياسمين
في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وفي ولاية سيدي بوزيد، أضرم محمد البوعزيزي البائع المتجول النار في نفسه بعد اتهامه لشرطية بإهانته. عقب وفاته وقعت مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة امتدت لباقي البلاد لتندلع الثورة التونسية في 14 يناير/كانون الثاني 2011 طالب خلالها المتظاهرون برحيل الرئيس زيد العابدين بن علي وإسقاط نظامه اعتراضاً على الانسداد السياسي وتدهور الاقتصاد، ليهرب بعدها بن علي إلى السعودية.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Nicolas
حكومة ترويكا والمرزوقي رئيساً مؤقتاً
في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تم انتخاب "المجلس الوطني التأسيسي التونسي"، وتم تشكيل "الترويكا" وهي ائتلاف حاكم رئاسي وحكومي وبرلماني مكون من ثلاثة أحزاب ذات أغلبية وهي حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي لليبراليين. وانتخب المجلس التأسيسي بدوره المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية فيما تولى حمادي الجبالي رئاسة الحكومة ومصطفى بن جعفر رئيسا للمجلس التأسيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
اغتيالات سياسية
تسبب اغتيال المحامي شكري بلعيد المعارض الشرس لحزب النهضة، بالرصاص في 6 شباط/فبراير 2013 أمام منزله، واغتيال محمد براهمي السياسي والنائب المعارض في المجلس التأسيسي في إحداث هزة بالبلاد. على إثر الاغتيالات استقالت حكومة حمادي الجبالي وشهدت البلاد مظاهرات دعت إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: Reuters
محاولة لمحاكاة النموذج المصري
دفعت إطاحة الجيش بأول رئيس مصري منتخب البعض في تونس لتوجيه دعوات لدخول الجيش المشهد السياسي وتغيير الأوضاع، وهو ما وصفه المرزوقي بـ "المحاولة الانقلابية". لكن الجيش التونسي أعلن نأيه بنفسه عن الجدل السياسي والتزامه بواجبه كما حدده الدستور، وتعهد للمرزوقي بالدفاع عن الجمهورية والنظام السياسي، ورفضت قوى المجتمع المدني وقطاعات عريضة من التونسيين المشاركة في مظاهرات سُميت "الرحيل" بهدف تغيير النظام.
صورة من: dapd
"توافق الشيخين"
في 15 أغسطس/آب عام 2013 اتفق الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي على الوصول لصيغة تعاون وتعايش بين حزبي نداء تونس والنهضة وتشكيل حكومة تكنوقراط وصياغة دستور جديد وهو ما أسفر عن تنظيم انتخابات حرة في 2014. ورغم اعتراضات من هنا وهناك على الاتفاق لكن الرجلين قررا الحفاظ على التوافق لضمان استقرار الحالة السياسية في البلاد لأطول فترة ممكنة، وأطلق عليه "توافق الشيخين".
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
نوبل للسلام للرباعي التونسي
في 17 سبتمبر/أيلول عام 2013 رعت أربعة منظمات مدنية تونسية (الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الهيئة الوطنية للمحامين، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الحوار الوطني بين الحكومة الانتقالية وجبهة أحزاب المعارضة ما أدى للوصول إلى اتفاق سياسي شامل جنب دخول البلاد في نفق مسدود ليفوز الرباعي التونسي على إثر ذلك بجائزة نوبل للسلام عام 2015.
صورة من: Reuters/NTB scanpix/C. Poppe
السبسي.. أول رئيس منتخب بعد الثورة
في مشهد سياسي غير مسبوق في تونس، نظمت انتخابات رئاسية وصل فيها إلى المرحلة الثانية كل من المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي لتحبس البلاد أنفاسها انتظاراً للنتيجة. وفي 22 ديسمبر/ كانون أول 2014 أعلن فوز رئيس حزب "نداء تونس"، وحصل على 55 في المائة من الأصوات ليصبح أول رئيس منتخب في أول انتخابات حرة ومباشرة بعد استقلال البلاد، ولعبت أصوات النساء دوراً حاسماً في ترجيح فوز السبسي.
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
وفاة السبسي.. وانتخابات رئاسية مبكرة
في الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2019 توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 عاماً، إثر أزمة صحية حادة. جرى انتقال السلطة بشكل دستوري سلس، حيث أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، وتولى الشيخ عبد الفتاح مورو الرئاسة المؤقتة لمجلس نواب الشعب، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حدد لها موعد الخامس عشر من سبتمبر/أيلول.
صورة من: Getty Images
الانتخابات التشريعية وتداخل مع الانتخابات الرئاسية
لكن الإعلان عن عقد انتخابات رئاسية مبكرة بسبب وفاة السبسي تسبب في ارتباك في الأجندة الإنتخابية، حيث تجري انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي يعني انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس نواب الشعب التونسي بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال تنظيم دورة ثانية.