"أربعاء الرماد"..هجاء سياسي وسط مساعي تشكيل حكومة ألمانية
٥ مارس ٢٠٢٥
يُقام في ألمانيا سنويا تقليد "أربعاء الرماد" الذي تحول على مر العصور من عادة دينية إلى مناسبة سياسية لتبادل الهجاء والفكاهة السياسية. ويتزامن الحدث هذا العام مع مساعي تشكيل حكومة جديدة عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ماركوس زودر زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري) في أربعاء الرماد (باساو، الخامس من مارس 2025)صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
إعلان
تشارك الأحزاب الألمانية في فعاليات "أربعاء الرماد"، وهو تقليد يضرب جذوره في تاريخ ألمانيا حيث أصبح بمثابة ساحة لتراشق وتبادل الاتهامات السياسية حتى بات يُطلق عليه "أربعاء الرماد السياسي".
ويحل التقليد هذا العام فيما يواصل التحالف المسيحي المحافظ و الحزب الاشتراكي الديمقراطي إجراء محادثات استطلاعية حول تشكيل حكومة ائتلافية.
وفي ولاية بافاريا، حيث يعتبر هذا الحدث التقليدي أحد أهم التواريخ في العام بالنسبة للحزب المسيحي الاجتماعي - وهو الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي - قرر عدم تغيير الخطة.
ومن المتوقع أن يظهر زعيم الحزب ورئيس حكومة ولاية بافاريا بافاريا ماركوس زودر كمتحدث رئيسي في مدينة باساو.
ولا يتوقف الأمر على بافاريا؛ إذ يُجرى التخطيط للمشاركة في "أربعاء الرماد"، وهو اليوم الأول من موسم الصوم المسيحي الكبير، في ولايات تورينغن و بادن-فورتمبرغ و شمال الراين-فيستفاليا.
وكان من المخطط أن يظهر زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس، الذي من المقرر أن يصبح المستشار القادم، في ولاية تورينغن، ولكن تقرر أن يحل النائب البرلماني عن الحزب فيليب أمتور محل ميرتس في الفعالية بسبب انشغال الأول.
ومن المتوقع أيضا أن يحل وزير الصحة المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي كارل لاوترباخ محل كبار قادة الحزب في فعالية بافاريا.
وتعود جذور تقليد "أربعاء الرماد" إلى منطقة بافاريا وبالأحرى إلى مدينة فلسهوفن، حيث كان الفلاحون يجتمعون في "أربعاء الرماد" لبيع الماشية والجياد، ولم يكن الجدل يدور عن الأسعار فحسب، بل أيضًا عن السياسة البافارية.
واتسمت خطب "أربعاء الرماد" التي كان يلقيها شتراوس بالنقد اللاذع المليء بالإسقاطات والغمز في حق الخصوم السياسيين وأحيانًا أيضًا ضد الحزب الشقيق الاتحاد المسيحي الديمقراطي وشريك الائتلاف آنذاك، الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وكانت هذه الخطب لا تتسم بأي شكل من أشكال النزاهة السياسية، بل تعد في المقام الأول خطب هجاء. مع الوقت، تحول "أربعاء الرماد السياسي" إلى تقليد راسخ انتهجته الأحزاب السياسية الأخرى بدورها. أما اليوم، فيتقابل السياسيون من كافة الأحزاب ليمارسوا ما طاب لهم من النقد.
م ف (د ب أ)
كرنفال الراين في صور: سخرية من السياسة و"جنون" أصحابها
فايدل وماسك مع الصلبان المعقوفة، وكيم جونغ أون في حضن بوتين: تلتقط مسيرات يوم اثنين الورود ما يحدث من أخطاء في العالم. كان الرئيس الأمريكي ترامب أكثر شخص تعرض للسخرية في كولونيا وماينتس ودوسلدورف هذا العام.
صورة من: Hesham Elsherif/Getty Images
مشعل الحرائق دونالد ترامب
هذا العام عمل المهرجون بشكل خاص على الرئيس الأمريكي. وأوضح تيلي لوكالة الأنباء الألمانية: "هذا ببساطة بسبب جنونه، فنحن بناة المركبة بالكاد نستطيع مواكبته". وفي مدينة دوسلدورف وحدها، شاركت ثلاث مركبات لترامب في موكب يوم اثنين الورود الذي اجتذب حوالي 700,000 شخص تحت سماء زرقاء زاهية.
صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture-alliance
”يجب أن نتبنى هجاءً قاسياً“
أبرم ترامب وبوتين "ميثاق هتلر-ستالين 2.0" في كرنفال دوسلدورف وسحق أوكرانيا في هذه العملية: "علينا أن نقوم بسخرية قاسية تتماشى مع الوضع العالمي الدراماتيكي"، حسبما صرح صانع المركبات جاك تيلي لوكالة الأنباء الألمانية. مهدت معاهدة هتلر-ستالين الطريق لغزو بولندا وتقسيمها من قبل ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي في عام 1939.
صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture-alliance
نابو-إيلون
يهرع الحارس الذي يرتدي سترة المجانين خلفه، لكن إيلون ماسك قد هرب: تُظهر مركبة الكرنفال هذه في دوسلدورف رئيس شركة تسلا والمقرب من ترامب في صورة مجنون مهووس بجنون العظمة مع علم الصليب المعقوف وحفاضات حزب البديل من أجل ألمانيا. تُعد مسيرات يوم اثنين الورود في كولونيا وماينتس ودوسلدورف من أبرز كرنفالات الشوارع في راينلاند، حيث يشارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص كل عام.
صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture-alliance
"يسوع يحبك"
مركبة مثيرة للجدل: سبق أن انتقدت أبرشية كولونيا وحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي هذه المركبة حول موضوع الاعتداء الجنسي في الكنيسة. تُظهر الفكرة كرسي اعتراف مكتوب عليه "يسوع يحبك"، حيث يشير الكاهن إلى صبي المذبح نحوه. ورفضت مبادرة الضحايا إيكيغر تيش الانتقادات: المركبة تصيب الهدف في الصميم.
صورة من: Thilo Schmuelgen/REUTERS
ساحرة الصليب المعقوف
تُظهر مركبة أخرى من مركبات تيلي زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل في هيئة ساحرة شريرة تسحر الناخبين الشباب بصليب معقوف على شكل كعكة الزنجبيل. ويوضح تيلي قائلاً: "تهدف المركبة إلى إظهار أن حزب البديل من أجل ألمانيا بارع جدًا في جذب الشباب إلى رؤية عالمية متطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وقد تلقى الكثير من التهديدات والإساءات بسبب المركبة التي تم نشرها مسبقًا.