1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

1968 Die Revolte

دويتشه فيله/ إعداد رشيد بو طيب ٢ أبريل ٢٠٠٨

الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها برلين قبل أربعة عقود شكلت منطلقاً لمظاهرات عمت أوروبا مطالبة بتغيير الأنظمة الاجتماعية. وعلى عكس ذلك فإن احتجاجات اليوم تركز على قضايا معينة تعجز عن استنهاض حركات اجتماعية واسعة النطاق.

تدخل عنيف للشرطة ضد المتظاهرين وفي الصورة على الأرض وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشرصورة من: dpa

قبل أربعين عاما كانت برلين، أو بالأحرى برلين الغربية مثلما كان يطلق عليها على مدى التسعة والعشرين عاما التي شطر خلالها الحائط الشيوعي المدينة، في حالة اضطراب. ففي عام 1968 استشاط الطلاب غضبا من الحرب في فيتنام ومن الأوضاع الصعبة في الجامعات الألمانية. وقد أثارت الاضطرابات والقلاقل التي انتشرت آنذاك في أنحاء المدينة قلق الحكومة الاشتراكية الديمقراطية التي نظمت مظاهرة مضادة شارك فيها عدة ألاف من أعضاء نقابات العمال وسط إشارات إلى أن الاضطرابات الطلابية قد تتسبب في حدوث انقسام في المجتمع.

احتجاجات عمت أنحاء أوروبا

كوهين بينديت، من وجوه التمرد الستيني أصدر مؤخرا كتابا حول تجربة جيل الستيناتصورة من: AP

لكن برلين الغربية في ذلك الوقت كانت لا تزال من الناحية القانونية تحت سيطرة الحلفاء الغربيين، وهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. فهؤلاء كان لهم الكلمة العليا في إدارة شؤونها. وعلى ضوء ذلك منعت المحاكم في اللحظة الأخيرة مسيرات طلابية كانت كان من المقرر توجهها نحو القواعد العسكرية الأمريكية عند مشارف برلين، ولكن المحتجين كانت لهم حرية التنفيس عن غضبهم في أماكن أخرى. فقد استولوا على قاعات المحاضرات في جامعات المدينة للقيام باعتصامات، وعقد ندوات وحلقات دراسية. وفي الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات، وجد الأساتذة والمحاضرون أنفسهم متهمين من قبل زعماء الطلبة بأنهم نظريون ومستبدون ومحافظون متطرفون.

لم تشهد ألمانيا على الإطلاق مثيلا لهذه المظاهرات الطلابية من قبل. وفي مطلع عام 1968 ومع اكتساب الحركة الطلابية مزيدا من القوة، تجمع الطلبة اليساريون من ألمانيا والخارج في برلين لعقد مؤتمر بشأن فيتنام لإبراز معارضتهم للحرب التي تقودها الولايات المتحدة هناك. وعندما انتهت أعمال المؤتمر، تدفق أكثر من خمسة عشر ألف شخص إلى شوارع برلين الغربية في أكبر احتجاج شهدته المدينة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

حركة 1968 فقدت بريقها

المنظر الإيديولوجي للحركة الطلابية الألمانية رودي دوتشكهصورة من: picture-alliance/dpa

وفي الولايات المتحدة فجرت المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام مسيرات سلمية حاشدة في مختلف أرجاء العالم. وبعد أربعين عاما يقول الذين شاركوا في تلك المظاهرات إن احتجاجات نشطاء اليوم تفتقر لقوة ونطاق الحركة التي خرجوا من عباءتها. ويقولون إن الأخيرة قد تساند قضية بعينها لكنها لا تطمح إلى تغيير العالم بالشكل الذي سعى إليه نشطاء عام 1968. ويقول كوهين بنديت البالغ من العمر 62 وهو عضو البرلمان الأوروبي مفسرا الفرق بين طلبة الأمس واليوم. "كنا متفائلين بدرجة أكبر بشأن المستقبل. وهذا يجعل الحركة الاجتماعية مختلفة عما نراه اليوم . الآن هناك الكثير من القلق والخوف".

فجيل 1968 كان يرى السلطة متجسدة في مؤسسات جامدة ودعا لنظام اجتماعي مختلف جذريا يستند خصوصا إلى أفكار ماركسية أو فوضوية، في حين تسود اليوم اقتصاديات السوق و"العالم ذو البعد الوحيد" أو "مجتمع الاستهلاك" كما شرح ذلك بودريار.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW