تُثار شكوك كبيرة حول استمرار المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي مع برشلونة في الموسم الجديد بعد الخروج الأوروبي المهين، ورغم نجاحه محلياً إلا أنه فشل في إيجاد المراكز المناسبة لبعض اللاعبين، فمن هم؟
إعلان
بعد ليلة السقوط الكبير أمام ليفربول الإنجليزي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا باتت تُثار شكوك كبيرة حول استمرار مدرب النادي إرنستو فالفيردي في قيادة برشلونة الجريح. وإذا ما رحل فالفيردي كما تشير التكهنات فإنه سيترك إرثاً يختلط فيه النجاح المحلي أرقاماً وألقاباً بالفشل القاري على أعتاب التتويج لموسمين متواليين.
لكن من حقبة فالفيردي جملة من الأسماء التي حققت النجاح وأخرى لم تحقق الكثير وفشلت في تقديم مستويات كبيرة تحت قيادته للبلوغرانا. وإذا كنا نشاهد تألق لاعبون مثل المدافع الفرنسي لينغلي وآرثر ميلو وباولينيو، فإننا نشاهد قصص فشل أخرى عجز فالفيردي أن يجعل منها أساطير نجاح. فمن هم اللاعبون الذين فشلوا في برشلونة تحت قيادة المدرب الإسباني؟
فيليبكوتينيو:
لم يتمكن إرنستو فالفيردي من إيجاد المكان الصحيح للاعب البرازيلي فيليب كوتينيو في الميدان. إذ يرى كثير من الخبراء الرياضيين أن كوتينيو لا يجيد اللعب كجناح، بيد أن فالفيردي أصر على تحديد لعب البرازيلي في الرواق الأيسر. ولم يتمكن المدرب الإسباني في إيجاد توليفة بين كوتينو وأرثر وميسي في وسط الملعب، مضحياً بأغلى لاعب في تاريخ البلوغرانا.
وأصبح كوتينيو يمثل أزمة كبيرة في فريق برشلونة، فقد ذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية مؤخراً برشلونة بحاجة لمهاجم قوي وهذا يمكن أن يحدث في حال رحيل اللاعب.
وكان كوتينيو قد قدم أداء مذهلاً خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير وحتى أيار/ مايو 2018، حيث سجل عشرة أهداف، إلا أن مستواه هبط بعدها.
اندريه غوميز :
قدم منبوذ برشلونة الذي غادر في صيف 2018، مستويات جيدة في أيفرتون الإنجليزي، حتى أن البعض بات يرى فيه أفضل لاعب وسط ميدان هذا الموسم. ومن المرجح أن يخوض غمار البريمير ليغ مرة أخرى في الموسم المقبل في صفوف توتنهام، إذ كشفت تقارير إعلامية مؤخراً أن النادي الإنجليزي دخل في مفاوضات مباشرة مع وكيل أعمال اللاعب البرتغالي للاتفاق على التفاصيل النهائية المتعلقة بانتقاله إلى العاصمة لندن هذا الصيف.
قرر غوميز مغادرة برشلونة بعد أن رأى أن مستواه الفني لا يتناسب مع فلسفة فالفيردي في وسط الميدان، حتى أنه كان يحصد الكثير من صافرات الاستهجان في ملعب كامب نو، حتى أن جمهور برشلونة بدأ ينتقد فالفيردي لثقته الزائدة بغوميز ومنحه أوقات لعب أطول من بقية بدلاء دكة برشلونة آنذاك.
باكو ألكاسير:
جلوسه الطويل على مقاعد الاحتياط في برشلونة في ظل النجوم الكبار كان سبباً كافياً للإسباني باكو ألكاسير لشد الرحال إلى بروسيا دورتموند الألماني، ليحقق نجاحاً كبيراً في صفوفه هذا الموسم حتى أنه تربع على عرش هدافي البوندسليغا في بعض أسابيعها. وسجل اللاعب الإسباني 18 هدفاً خلال 1.098 دقيقة لعب فقط في 24 مباراة، أي بمعدل تهديفي وصل إلى هدف كل 61 دقيقة.
عن ذلك قال ألكاسير: "لم أكن أرغب في قضاء وقت أطول مع برشلونة دون الشعور بأنني جزء من شيء ما"، وأضاف في حوار مع "ماركا" الإسبانية: "بالتأكيد، أنا سعيد لأنني لعبت هناك إذ تعلمت الكثير خلال تجربتي مع برشلونة، لكنك في نهاية المطاف تريد كلاعب أن تشعر بالاهتمام وأنا الآن سعيد للغاية".
ويبقى من غير المفهوم للغاية قرار البلوغرانا بالموافقة على رحيل ألكاسير والتعاقد مع كيفن برينس بواتينغ كبديل عن لويس سواريز الذي تقدم به السن.
مالكومديأوليفرا:
كان اللاعب البرازيلي الشاب مالكوم دي أوليفرا محط أنظار العديد من أندية أوروبا الكبرى كروما الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي، بيد أن برشلونة تمكن من الحصول على خدمات اللاعب بعد دفع 40 مليون يورو إلى فريقه السابق بوردو.
ويُشاع أن إدارة برشلونة لم تأخذ بنظر الاعتبار رأي المدرب فالفيردي لدى تعاقدها مع الجناح البرازيلي مالكوم. فقد أفادت تقارير إعلامية آنذاك أن فالفيردي لم يكن يريد مطلقاً التوقيع مع مالكوم في الميركاتو الصيفي الماضي غير أن إصرار إدارة النادي الكتالوني على ضم البرازيلي الشاب جعل فالفيردي يقبل بالأمر الواقع.
وبالرغم من أهدافه في شباك أنتر ميلان الإيطالي والغريم ريال مدريد إلا أن فالفيردي فشل في إيجاد المركز الذي يجب أن يلعب فيه مالكوم فوق المستطيل الأخضر، وهو ما يفسر ربما قلة دقائق اللعب التي يحظى بها البرازيلي في مباريات برشلونة في هذا الموسم الذي سيُدل عليه الستار قريباً.
ع.غ
يورغن كلوب.. القلب النابض بسحر المستديرة
مرتين، خسر كلوب نهائي "الأبطال"، وكان الخروج أيضا وشيكا في نصف النهائي بعد هزيمة موجعة أمام برشلونة بثلاثية . لكن كلوب لا يستسلم، لينجح في إحراز لقب دوري الأبطال ويتوج موسمه الناجح بجائزة أفضل مدرب في العالم.
صورة من: Getty Images/C. Brunskill
أفضل مدرب لعام 2019
توج مدرب ليفربول يورغن كلوب موسمه الناجح بحصوله على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2019. المدرب الألماني قاد ليفربول لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم واحتلال مركز الوصافة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bertorello
متوجا على عرش الكرة الأوروبية
بعد فشله عدة مرات في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ابتسم الحظ أخيرا للساحر الألماني يورغن كلوب في رفع الكأس ذات الأذنين رفقة فريقه ليفربول واعتلاء عرش الكرة الأوروبية في موسم 2018/2019 . ليفربول فاز في النهائي على خصمه العنيد توتنهام بهدفين لصفر وأزاح قبله عمالقة أوروبا مثل برشلونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
"نثق بكلوب"
سرعان ما استحوذ المدرب الألماني يورغن كلوب على قلوب مشجعي ليفربول عندما قال في يومه الأول بالنادي: "علينا تحويل المشككين في النادي إلى مؤمنين بقوته وقدراته"، حتى أن البضاعة الأكثر رواجاً في متجر النادي باتت قميص كُتب عليه: "نثق بكلوب". ورغم شهرة كلوب الرياضية إلا أنه بدأ بعيداً عن ميادين الكرة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Ellis
صورة مع زيلر
ولد يورغن كلوب عام 1967 في مدينة شتوتغارت الألمانية، ولعب في صفوف شباب نادي توس إيرغينتسينغن حيث شارك في إحدى البطولات الرياضية في هامبورغ، كما تظهره هذه الصورة (الثاني على اليسار في الأعلى) مع أسطورة هامبورغ أوفه زيلر. حينها لم يعلم أحد أن حلم الكثيرين من عشاق الكرة سيصبح الحصول على صورة سيلفي مع كلوب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسلوب بسيط ومحبوب
لم يكن المهاجم كلوب ساحر المستديرة، فسرعان ما غُير مركزه من مهاجم إلى مدافع في صفوف نادي "أف أس في ماينز 05" في الدرجة الثانية، وبات معروفاً بأسلوبه البسيط والمباشر، وهو ما أحبه مشجعو النادي فيه. وكان اللاعب الوحيد في صفوف ماينز الذي ملك ناديه الخاص من المعجبين باسم "الكلوبيون".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
18 عاماً في صفوف ماينز
عام 2001 ترك كلوب اللعب ليباشره من مقعد المدربين. وبعد محاولتين فاشلين، نجح ماينز تحت قيادة كلوب عام 2004 في تحقيق انطلاقته التاريخية إلى دوري الدرجة الأولى من البوندسليغا. وبعد عودته إلى دوري الدرجة الثانية عام 2007 وفقدان فرصة الصعود في العام اللاحق ترك كلوب ماينز، بعد 18 عاماً في صفوفه كلاعب ومدرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Mrotzkowski
صاحب أفضل نظارة عام 2008
وفي وسائل الإعلام الألمانية فإن طبيعة كلوب المنفتحة وخفيفة الظل أثارت إعجاب جمهور الكرة، حتى أنه بات ما يشبه "الموضة". وحتى نظاراته التي يضعها بات يُنظر إليها بشكل إيجابي في الرأي العام الألماني.، وهو ما دفع "جمعين صانعي النظرات" إلى تتويجه عام 2008 بلقب "أفضل صاحب نظارة في العام".
صورة من: KGS
صانع النجوم
منتصف 2008 أصبح كلوب مدرباً لبروسيا دورتموند. وكانت للمشاكل النادي المالية الحادة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام من ذلك، أثرها الكبير في تراجع مستوى النادي كروياً. لكن كلوب وعد بإعادة الفريق إلى جادة الانتصارات. وكان شعاره: عدم شراء النجوم بل صنعهم. وهكذا وضع ماتس هوميلز ونيفن سوبوتيتش في قلب الدفاع رغم أنهما لم يتجاوزا الـ19 من العمر.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
ثلاثة ألقاب في عامين
ونجحت وصفة يورغن كلوب هذه في إعادة بروسيا دورتموند إلى بريقه وتألقه، ففاز عام 2011 بدرع الدوري الألماني، وكان طعم هذا الانتصار مختلفاً حين احتفل كلوب مع الجماهير في ساحة بورسيشبلاتس. وفي 2012 فاز أسود ويستفاليا بقيادة كلوب بالثنائية.
صورة من: Picture-alliance/dpa/T. Silz
وللسقطات وقتها
على الرغم من كل الجاذبية والذكاء الذي يتمتع به كلوب، إلا أن حماسته توقعه في كثير من الأحيان في المشاكل، فمثلاً هنا عام 2010 حين تنازع مع الحكم الرابع شتيفان تراوتمان. بعد أن رأى كلوب هذه الصورة قال: "نفسي أنا شعرت بالخوف من هذا. لم يكن هذا من التصرفات اللائقة".
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
خسارة مريرة في ويمبلي
في 2013 كان كلوب على وشك الحصول على لقبه الدولي الأول في المباراة النهائية من منافسات دوري أبطال أوروبا التي جمعته بالمنافس اللدود بايرن ميونيخ على ملعب ويمبلي بلندن. لكن بروسيا دورتموند خسر بهدفين مقابل هدف واحد بعد أن سجل الهولندي أريين روبن هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة.
صورة من: picture alliance/augenklick
وداعاً دورتموند!
منتصف 2014 حل دورتموند وصيفاً لبطل الدوري للمرة الثانية على التوالي، ثم بدأ التدهور. بعد 18 مباراة من الموسم اللاحق حل دورتموند في المركز الأخير من الترتيب. وبدا كلوب مرهقاً، لكنه تمكن من قيادة النادي للعب في الدوري الأوروبي ونهائي كأس ألمانيا 2015 أمام فولفسبورغ، الذي خسره دورتموند 1.3. حينها أعلن كلوب رحيله عن دورتموند.
صورة من: Reuters/Ina Fassbender
بدء الحقبة الإنجليزية
بعد راحة من هموم الفوز والخسارة امتدت لعام وخمسة أشهر، قُدم كلوب في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 مدرباً جديداً لليفربول الإنجليزي. وتمكن في وقت قياسي من تطوير أداء الفريق وقاده لنهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي قبل الخسارة أمام ريال مدريد (1-3). كما ينافس بشكل متقارب جداً على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم مع مانشستر سيتي.
صورة من: Getty Images/A. Livesey
معجزة "انفيلد"
أما وفي دوري الأبطال ففصل جديد من أسطورة ملعب "انفيلد" سطّره ليلة الثلاثاء (السابع من مايو/ أيار)، كلوب وفريقه. فقد نجحوا في تحقيق المعجزة المتمثلة بقلب تخلفهم صفر-3 ذهابا أمام برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الى انتصار مدوٍ برباعية نظيفة إيابا ليبلغوا المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم للمرة الثانية تواليا.