حالة استتثنائية تعيشها شرطة برلين حاليا بعد وقوع أربع جرائم قتل خلال أيام قليلة، وهو أمر غريب على العاصمة الألمانية. أحد الضحايا رجل عربي قتله ملثمون في الشارع، فهل هناك ارتباط بين هذه الحوادث المتزامنة؟
إعلان
تحاول شرطة العاصمة الألمانية برلين حل لغز مقتل أربعة أشخاص في غضون أربعة أيام لاسيما وأن حادثتين منهما وقعتا في مكانين متقاربين ولم يفصل بينهما سوى ساعات قليلة. ورغم غرابة الواقعة على مدينة برلين، إلا أن متحدثة باسم الشرطة قالت لصحيفة "برلينر تسايتونغ" إن الأمر مجرد "صدفة". وأضافت كرستين تسزمر، المتحدثة باسم الشرطة: "لم يمر علي مثل هذا الأمر خلال عشر سنوات من الخدمة".
ووفقا لبيانات الشرطة فإن شابا إيطاليا /34 عاما/ عثر عليه مقتولا بعد تعرضه لطعنات بالسكين في أحد الحدائق. وبعد هذه الواقعة بأيام قليلة عثر على شابة/ 19 عاما/ مقتولة أيضا طعنا بالسكين. وتشير معلومات صحيفة "بيلد" الألمانية، إلى أن سكان إحدى الضواحي الهادئة في برلين سمعوا صرخات قادمة من أحد المتنزهات في وقت متأخر من الليل وأبلغوا الشرطة التي عثرت على الشابة مقتولة طعنا بالسكين.
وبعد فاصل زمني بسيط، تلقت الشرطة بلاغا بقيام ملثمين بالاعتداء على رجل يدعى "علي"/ 43 عاما/ في الشارع، ما أدى إلى وفاته. وذكرت صحيفة "بيلد" أن الضحية وهو أب لطفلين يحمل لقب عائلة لبنانية شهيرة. وترجح الشرطة – وفقا للصحيفة- أن يكون دافع القتل هو خلافات مع شركاء الضحية في العمل. وفي نفس اليوم عثر على سيدة /35 عاما/ مقتولة أيضا. ووفقا لمعلومات صحيفة "بيلد"، فقد عثرت الشرطة على ابن الضحية الرابعة /12 عاما/ مكبلا وهو الأمرالذي قادهم للعثور على والدته التي كانت مقتولة في منزلها.
وأضافت صحيفة "بيلد" أن المشتبه فيه الرئيسي في الواقعة الرابعة هو زوج الضحية وهو بوسني/32 عاما/، تزوجته القتيلة لتسهيل حصوله على إقامة بألمانيا.
مدينة أشباح على مشارف برلين
كانت مدينة فونسدورف الواقعة قرب برلين مدينة عسكرية خاصة بالجيش الأحمر السوفييتي. لكن بعد توحيد الألمانيتين وانسحاب الجيش من المدينة، صارت هذه المدينة مهملة ولم يعد يسكن فيها أي شخص، وأصبحت مدينة أشباح.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
أصبح مسبح مدينة فونسدورف قرب برلين رمزاً لـ"مدينة الأشباح". التقطت هذه الصورة في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير 2017، وتظهر حطام المسبح الذي كان عامراً يوماً ما بالرواد من هذه المدينة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تبعد فونسدورف نحو 40 كيلومتراً فقط عن العاصمة برلين وتقع في ولاية براندنبورغ. كانت فونسدورف تضم أكبر معسكر للجيش الأحمر السوفيتيي في ألمانيا خلال الحرب الباردة. ويضم المعسكر خمس مناطق عسكرية وبنايات متعددة الطوابق وصالات رياضة ومدارس وحمامات سباحة ودار سينما. وغادر آخر جندي سوفييتي المدينة في أيلول/ سبتمبر عام 1994.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
على الرغم من أن فونسدورف تقع في وسط ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) سابقاً، إلا أنه لم يكن مسموحاً لأحد من الألمان الشرقيين بدخول المدينة، وكانت محاطة بأسوار وسميت بـ"المدينة الممنوعة".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
أسدل الستار على مسرح المدينة، بالضبط كما أسدل الستار على المدينة بأسرها، التي انتهت الحياة بها فعلياً سنة 1994. وكانت فونسدورف عبارة عن قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، قبل تحويلها إلى معسكر للجيش الأحمر.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البروباغاندا الشيوعية السوفييتية ما زالت حاضرة في مدينة الأشباح، والتي تشير إلى "الانتصارات" الباهرة للاتحاد السوفييتي السابق. على الجدار كتبت جملة للشاعر الروسي الشهير ألكسندر بوشكين يقول فيها: "يا صديقي، دعنا نمنح بلدنا بأنفسنا سعادة الروح القصوى".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
بقي تمثال لينين، رمز الثورة البلشفية في روسيا، شاهداً على حقبة انتهت كانت خلالها المدينة إحدى رموزها. في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر 1990 تم توقيع اتفاق انسحاب القوات السوفييتية من ألمانيا، بين ألمانيا الغربية والشرقية والاتحاد السوفييتي وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبموجبه انسحب الجيش الأحمر من الأراضي الألمانية بالكامل.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
كان انسحاب الجيش الأحمر من ألمانيا أكبر انسحاب للجيوش أثناء فترات السلام، إذ عاد نحو 330 ألف جندي و208 ألف من أقارب الجنود، بالإضافة إلى 4116 دبابة و8000 سيارة مدرعة إلى الاتحاد السوفييتي خلال أربع سنوات فقط.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
دأب لصوص الحديد ومحبو التذكارات على سرقة وقلع كل ما يمكن اقتلاعه من المعسكر، فيما بقيت في المدينة بعض المعدات السوفييتية التقنية التي لم تجد من يحملها بعد.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
بانسحاب القوات السوفييتية من ألمانيا انتهت حقبة سميت بـ"الحرب الباردة" وانتهت معها الهيمنة السوفييتية على أجزاء واسعة من شرق أوروبا. الخارطة القديمة وبدلة الضابط ومقتنياته ما زالت باقية كما هي في غرفة أحد الضباط بفونسدورف، وربما ما يزال شبح الضابط مواظباً على زيارة حجرته القديمة!
الكاتب: دانييل هاينريش / زمن البدري