قرار جديد لمنصة "إكس" أربك حسابات من تنتعش أعمالهم على الحملات التضليلية، التي يكون وقودها الحسابات الوهمية. فما أبرز ما جاءت به الميزة الجديدة لمنصة إكس المعلن عنها حديثا؟ وكيف تستفيد منها أنت كمستعمل؟
فائدة ميزة إكس الجديدة تتمثل في زيادة الشفافية والحد من الحسابات المضللة من خلال تمكين المستخدمين من التحقق من مصدر الحسابات.صورة من: Chris Delmas/AFP/Getty Images
إعلان
قرر مالك إكس، الملياردير إيلون ماسك، أن يغير كل شيء على منصته الشهيرة إكس، التي لطالما كانت ساحة معارك خفية تخاض بحسابات وهمية وبأسماء مزيفة، وهويات مستعارة وقصص ملفقة، يكون هدفها نشر الشائعات والتأثير على الرأي العام.
ينتهي كل هذا على الأرجح مع الإعلان عن الميزة الجديدة، التي تهدف إلى منح المستخدمين فرصة لفهم أفضل لمن يتحدثون معهم عبر الإنترنيت، حسب إدارة المنصة.
فالحساب الذي يخاطبك كما لو أنه من بلدك، يحدثك حول قضاياك ويثير تساؤلات لديك حولها، يوجه رأيك ويعبث بأفكارك، يدفعك للتمرد أو افتعال مشكلات، ستكتشف بعد التعديلات الجديدة بنقرة واحدة أنه يدار من دولة أخرى ويتم التحكم فيه من مكان آخر بعيد تماما.
ما تأثير الميزة الجديدة عليك كمستخدم؟
تتمثل فائدة ميزة إكس الجديدة في زيادة الشفافية والحد من الحسابات المضللة أو غير الحقيقية من خلال تمكين المستخدمين من التحقق من مصدر الحسابات. فبلد إنشاء الحساب وتاريخ إنشائه والدولة التي يستخدم منها الآن، لم تعد أسرارا في إكس بعد اليوم غالبا.
ستعمل هذه الميزة حسب الخبراء، على زيادة الثقة بين المستخدمين وتقليل التفاعل غير الهادف، لا سيما مع انتشار الحسابات الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. تُظهر الميزة الجديدة أيضا عدد مرات تغيير اسم الحساب وتاريخ تسجيله، مما يعطي فكرة عن مدى استمراريته وشفافيته.
مما نقلته صحف ألمانية حول الميزة الجديدة، أنه قد تم اكتشاف حساب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لديه ما يقارب 590 ألف متابع في جنوب آسيا، وأن قناة "فلاديمير بوتين نيوز" الشهيرة التي يتابعها 280 ألف متابع، أُنشِأت من باكستان، وتوضح هذه الأمثلة مدى تأثير ميزة الموقع الجديدة على النقاش السياسي، وكم من الأسئلة تُثيرها في آنٍ واحد.
ونقلت صحيفة تسي دي إف الألمانية، عن رئيس قسم المنتجات في X، نيكيتا بير، أن العرض الجديد يعتمد على بيانات مثل عناوين IP، ومعلومات تسجيل الدخول، واستخدام الجهاز، وإعدادات اللغة. ولا يُقصد من هذه المعلومات تحديد الموقع بدقة، بل هي توضح لنا البلد أو المنطقة التي يُدار منها الحساب بشكل رئيسي، كما صار تطبيق X الآن، يعرض العمر التقريبي لصاحب الحساب أيضا.
إعلان
هل لهذه الخاصية مخاطر؟
ليست منصة إكس الوحيدة أو السباقة في التعامل مع ظاهرة الحسابات الوهمية، فمنذ عام 2018، عرض فيسبوك بلدان إقامة المشرفين على صفحات كبيرة، وقد كان الهدف دائما يتمثل في فضح حملات التأثير السياسي السرية.
لكن يمتنع فيسبوك مثلا عمدا عن عرض موقع المستخدمين الأفراد علنا لتجنب مخاطر مثل الملاحقة أو القمع الحكومي، وهو ما يشبه آلية عمل باقي المنصات الشهيرة مثل تيك توك ويوتوب.
وقد تُشكل ميزة الموقع الجديدة خطرًا على فئات مُعينة، حسب موقع تسي دي إف الألماني، فقد يكون النشطاء والصحفيون أو الشخصيات المعارضة في الدول غير الديموقراطية عُرضة للخطر، إذا أصبح بلدهم الأصلي التقريبي مرئيًا للعامة أو إذا أشار X بشكل غير مباشر إلى أنه يستخدم شبكة افتراضية خاصة (VPN).
هل الخاصية الجديدة دقيقة؟
قدم موقع تسي دي إف الألماني نموذج الملف الشخصي للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على X كنموذج لشرح فعالية الخاصية الجديدة، موضحة أنه موجود حاليا في الولايات المتحدة حسب X، لكن الصور الحديثة تُظهره بوضوح في كاراكاس بفنزويلا.
ويوضح الموقع، أنه يمكن أيضا التلاعب بالبيانات من خلال شبكات VPN أو الوكلاء لإخفاء عنوان IP. VPN، وهي شبكة خاصة افتراضية تُنشئ اتصالا آمنا ومشفرا عبر الإنترنت العام مما يُعيد توجيه طلبات المستخدم، وبالتالي إخفاء المصدر.
تحرير: عبده جميل المخلافي
الإنترنت ووسائل التواصل ـ مخاطر الغرق في بحر التزييف والتضليل!
اختار رسامو كاريكاتير من فيتنام إلى كوستاريكا إبراز مدى تأثير منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، كما مرروا عبر لوحاتهم رسائل تحذيرية للجمهور، فمن منا لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام؟
صيد السمك بشباك الشركات الكبيرة
يبدو الأمر وكأن لا أحد يستطيع الإفلات من قبضة شركات التكنولوجيا الكبرى. فالهاتف الذكي وتطبيقاته المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي توفر بوابة إلى العالم، ومن المفترض أنها تفتح لنا آفاقاً جديدة. ولكن هل نحن، المدمنون عليها، السمكة التي يصطادها المليارديرات؟
صورة من:
مفيد في الحياة الواقعية
قد يواجه كبار السن أحيانًا تحديات بسبب التكنولوجيا الحديثة، لكنهم لا يفتقرون إلى الإبداع. من قال إن الهاتف الذكي مفيد فقط لإجراء المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل أو تصفح الإنترنت؟ يجعله الرسام الهولندي غريغ مكشطة جليد في الشتاء!
التنمر في الماضي والحاضر
في الماضي، كان يتم ربط المجرمين على منصة وعرضهم أمام الملأ. ثم يقوم الناس برميهم بالفاكهة الفاسدة. أما مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فلديهم طرق أسهل لتخويف ضحاياهم، كما يشير يان ريكهوف من ألمانيا في هذا الرسم الكاريكاتوري، مشيرا إلى أن التنمر عبر الإنترنت أصبح مشكلة كبرى في مجتمع اليوم.
رسائل البريد الإلكتروني الغزيرة
من منا لم يختبر هذا: تعود إلى العمل بعد إجازتك وتجد صندوق بريدك الإلكتروني مليئا بالرسائل - وكثير منها يبدو تافها. تصور الفنانة التركية مينيكسا كام سيدة يصير لها هذا الموقف بشكل كاريكاتوري.
صورة من: Menekse Cam/toonpool
ابتسم من فضلك!
حاليا، لا يكتمل أي نشاط بدون صور سيلفي، يبتسم الناس بسعادة للكاميرا في كل موقف، ويفضلون أن يكون ذلك على خلفية جميلة، كنهر جليدي في القطب الشمالي أو برج إيفل في باريس. لوحة رسام الكاريكاتير الأسترالي مارك لينش ضمن صنف الفكاهة السوداء في موقف السيلفي الغريب هذا.
صورة من: Mark Lynch/toonpool
الغرق في عالم افتراضي
الهواتف الذكية موجودة في كل مكان في حياتنا اليومية. ومن خلال التصفح المستمر، نتعرض لقصف من المعلومات الجديدة، والتي يكون الكثير منها ضارا أو كاذبا. يقارن رسام الكاريكاتير الفلبيني زاك الإنترنت بحوض أسماك القرش الذي يمكن للمرء أن يغرق فيه بسهولة.
البحث عن قشة في بحر
الرسام ميغيل موراليس شبه الإنترنت ببحر مظلم حيث يصعب العثور على معلومات موثوقة. يجب أن نحذر عند محاولة معرفة حقائق مفقودة في المياه العميقة.
عندما يتحول الكذب إلى حقيقة
بغض النظر عن مدى غرابة أو عبثية كلامك، فما عليك إلا أن تكرر قول شيء حتى تتسلل الشكوك إلى ذهن الآخرين. في مرحلة ما، تصبح الكذبة حقيقة لا يمكن دحضها. هذه الطريقة ممارسة شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمها كثيرون لتحقيق غاياتهم.
ذات الرداء الأحمر والذئب الشرير
الخصوصية على شبكات التواصل! معظم الناس لا يدركون أنه يتم تحليل زياراتهم إلى جوجل وفيسبوك وما شابه ذلك ثم استخدامها. والهدف الرئيسي لهذه الشركات الكبرى هو الربح. الأمر شبيه بقصة ذات الرداء الأحمر البريئة، التي تستمر في الوقوع في فخ الذئب الشرير، كما يصوره البرازيلي كارلوس أموريم.
عصر المؤثرين
أن تصبح مؤثرا هو حلم العديد من الشباب هذه الأيام، وعلى الرغم من أنه قد يكون أمرا جميلا عندما يتعلق الأمر بالموضة أو الجمال، إلا أنه يثير تساؤلات حول مدى سهولة التلاعب بآرائنا عبر الإنترنت. فقد ثبت أن روسيا، على سبيل المثال، تستخدم المرثرين لنشر معلومات مضللة والتأثير على الانتخابات. ويشير رسام الكاريكاتير الهولندي تجيرد روياردز إلى هذا في أعماله الفنية.
صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف
لم يساعد الانتشار الكبير للذكاء الاصطناعي أي شخص على التمييز بين الحقيقي والمزيف. ومع التقدم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها بسهولة خلق واقع غير موجود أصلا. بالنسبة للفنان أركاديو إسكيفيل من كوستاريكا: "الارتباك أمر لا مفر منه، كما هو الأمر حين لعب هذه اللعبة القديمة".
مخاطر الإنترنت!
على الرغم من فائدة الإنترنت، إلا أنه يحمل في طياته العديد من المخاطر: الأخبار الكاذبة، والتلاعب، والانسياق وراء عالم وهمي، ويتعين على الناس أن يدركوا كيف تسيطر علينا وسائل التواصل الاجتماعي. في مختلف أنحاء العالم، يهدد الفخ بالانغلاق إلى الأبد، وهو ما يحذر منه رسام الكاريكاتير الأرجنتيني هوراسيو بيترا.