أربيل- وزيرة الدفاع الألمانية تلتقي بإيزيديات ضحايا لـ"داعش"
٢١ أغسطس ٢٠١٩
قوبلت وزيرة الدفاع الألمانية وزعيمة حزب ميركل كرامب ـ كارنباور باستقبال حافل في أربيل عاصمة كردستان العراق خلال زيارتها الأولى للمنطقة منذ توليها مهام منصبها الوزراي، حيث التقت الوزيرة أيضا بنساء إيزيديات من ضحايا داعش.
إعلان
بحفاوة بالغة تم استقبال وزيرة الدفاع الألمانية وزعيمة حزب ميركل، الديمقراطي المسيحي، آنغريت كرامب ـ كارنباور في أربيل في مستهل زيارتها الأولى للمنطقة بعد توليها منصبها الوزاري. والتقت وزيرة الدفاع الألمانية اليوم الأربعاء (21 آب/ أغسطس 2019) العديد من النساء الإيزيديات من ضحايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على هامش زيارتها لكردستان العراق .
ودعت السياسية التي ترأست الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا للمستشارة أنغيلا ميركل، إلى بذل المزيد من الجهود لحماية آلاف النساء اللاتي تعرضن للاختطاف والزواج القسري والاغتصاب من قبل ميليشيات التنظيم.
وفي أعقاب اللقاء، قالت كرامب - كارنباور: "هؤلاء النساء تعرضن لما لا يمكن وصفه"، مشيرة إلى أن هناك واجبا لتحرير النساء الأخريات. وتتوقع منظمات حقوق الإنسان أن التنظيم لا يزال يحتفظ في قبضته بنحو 3000 امرأة وفتاة.
ووصفت كرامب - كارنباور حديثها مع الإيزيديات بأنه اللحظة الأكثر إثارة في يومها، وقالت إن هؤلاء النسوة أسهمن في منع " البذور الرهيبة للإرهاب من مواصلة تطورها"، ورأت أنهن لا يزلن في حاجة إلى " المساعدة الموجهة حتى لا يصبحن ضحية لهذا الإرهاب مرة أخرى". وأضافت كرامب - كارنباور: "بالنسبة لي كانت هذه لحظة مثيرة للغاية صباح اليوم، وتكفي هذه اللحظة وحدها لأن تكون سببا وجيها لأقول: ينبغي علينا أن نواصل بذل جهود في هذه المنطقة".
الإيزيديون يحتفلون برأس السنة الإيزيدية في معبد لالش
01:53
وكانت منظمة "Hawar Help" الإغاثية الألمانية قد رتبت لهذا اللقاء، وقالت دوتسن تيكال، مؤسسة المنظمة: "نعرف أن هؤلاء النساء موزعات على مدينة الرقة شمال سوريا والموصل شمال العراق وعلى دول عربية أيضا". وأضافت: "ونعرف أن بعض النساء ليس لديهن الجرأة للعودة لأنهن صار لديهن أطفال في الوقت الراهن جراء الاغتصاب ولا يرغبن في ترك أطفالهن".
وخصصت كرامب- كارنباور ختام رحلتها للعراق لتقديم المساعدة للأكراد العراقيين، وقالت: "لدينا هدف مشترك، وهو التغلب بشكل دائم وفعلي على إرهاب داعش، ولن ننسى في ألمانيا أنكم اضطررتم لتقديم ضحايا وأنكم خضتم هذه الحرب ليس من أجل الأمن في المنطقة وحسب بل من أجل الأمن في أوروبا أيضا وفي ألمانيا".
في رحلتهن الطويلة إلى التعافي من آثار الصدمة، اختارت بعض النساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من الإبادة الجماعية والعبودية الجنسية، التي ارتكبها "داعش" بحقهن، الملاكمة. وسيلة تساعدهن أيضاً على استعادة الثقة بأنفسهن.
صورة من: DW/F. Campana
"أخوات الملاكمة"
تم إطلاق برنامج "أخوات الملاكمة" في أواخر عام 2018 من قبل لوتس فلاور، وهي منظمة غير حكومية بريطانية في كردستان العراق. على مدار خمسة أيام في الأسبوع تجتمع نساء وفتيات إيزيديات في دورة تدريبية لمدة ساعتين في مخيم روانجا. العديد منهن تعرضن للعنف الجسدي والنفسي والجنسي أثناء احتجازهن من قبل تنظيم "داعش" قبل وصولهن المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
تأهيل.. جسدي ونفسي
لم تكن الملاكمة أول نشاط بدني تدرجه منظمة لوتس فلاور للنساء والفتيات داخل مخيم روانجا، لكنه كان الأكثر شعبية. وتقول فيان أحمد، المديرة الإقليمية للفريق: "لقد فكرنا أنه سيكون من الجيد لو عملنا على تأهيل النساء على المستويين الجسدي والنفسي".
صورة من: DW/F. Campana
تجاوز الطاقة السلبية
"في كثير من الأحيان عندما أمارس الملاكمة، تقفز إلى ذهني اللحظات التي كنت أشعر فيها بالألم والاكتئاب بداخلي وأحاول التخلص منها من خلال الملاكمة"، تقول حسنة سعيد يوسف. تعيش حسنة وعائلتها في مخيم روانجا منذ أن هاجم داعش قريتها في سنجار في عام 2014. وعندما علمت عائلتها باقتراب داعش من منطقتهم، فروا إلى الجبال واختبأوا هناك لمدة أسبوع، حتى تمكنوا من الوصول إلى المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
شغف الرياضة منذ الصغر
لطالما أحبت حسنة سعيد يوسف، البالغة من العمر 18 عاماً، الرياضة. ومنذ صغرها كانت تمارس رفع الأثقال مع عمها في صالة الألعاب الرياضية المؤقتة في المنزل، لكن الملاكمة، كما تقول، شيء مميز. على الرغم من رغبتها في أن تصبح طبيبة ذات يوم، لكنها تقول: "في الوقت نفسه، لا أريد أن أترك الملاكمة".
صورة من: DW/F. Campana
ترحيب بعد الرفض
في البداية، لم تكن الكثير من العائلات في المخيم على استعداد للسماح للفتيات بحضور دروس الملاكمة. لكن بعد عدة أسابيع تنقل خلالها موظفو منظمة لوتس فلاور من منزل إلى منزل لشرح فوائد هذا النشاط البدني، بدأت الأمور تتغير. وتقول فيان أحمد: "لم نعتقد أن يلقى الموضوع هذا الترحيب الكبير خلال هذه الفترة القصيرة".
صورة من: DW/F. Campana
داخل الحلبة
في أبريل/ نيسان، عملت بعض النساء على تدريب أنفسهن في دروس الملاكمة، حتى يتسنى لهن تعليم الملاكمة للنساء والفتيات الأخريات داخل مخيمات أخرى في المنطقة. وبدأت حسنة سعيد يوسف تعليم الملاكمة للفتيات داخل مخيمها.
صورة من: DW/F. Campana
فرصة ثانية
عندما لا تكون هناك دروس للملاكمة، بإمكان الفتيات حضور دروس اللغة الإنجليزية أو " حكايات الأخوات" ، وهي حلقة دراسية للرواية المرئية. البعض منهن يكملن تعليمهن الثانوي بسبب انقطاعهن على الدراسة، بعد الهجوم على قراهن في عام 2014 من قبل داعش. والآن أصبح لديهن فرصة أخرى لإكمال تعليمهن. إعداد: فهرنيزا كامبانا (دهوك، كردستان العراق)/ ترجمة: إيمان ملوك