هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده لن تسمح للأكراد في سوريا بإقامة حكم لهم في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، متهماً بعض الدول بدعم المقاتلين الأكراد في هذا المسعى من خلال مساعدات عسكرية.
إعلان
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جماعات كردية السبت (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) بمحاولة السيطرة على شمال سوريا وقال إن أنقرة لن تسمح بذلك.
وفي كلمة ألقاها في جنوب شرق تركيا، ندد أردوغان بإدخال مدينة تل أبيض السورية الأسبوع الماضي ضمن نظام للإدارة الذاتية أقامه الأكراد، مضيفاً: "كل ما يريدونه هو السيطرة على شمال سوريا بأكمله ... لن نسمح بأن يصبح شمال سوريا ضحية لمشروعهم تحت أي ظرف، لأن هذا يمثل تهديداً لنا ومن المستحيل بالنسبة لنا كتركيا أن نقول (نعم) لهذا التهديد".
وتشعر تركيا بالقلق من المكاسب الميدانية التي يحققها الأكراد في الصراع السوري خشية أن يثير ذلك النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية المقيمة في تركيا.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد استولت على مدينة تل أبيض الحدودية في يونيو/ حزيران من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مدعومة بضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة. وفي الأسبوع الماضي أعلن مجلس الحكم المحلي أنها أصبحت جزءاً من نظام الإدارة الذاتية الذي أقامه الأكراد.
وأنشأ أكراد سوريا ثلاث مناطق (كانتونات) للإدارة الذاتية في شمال سوريا منذ اندلاع الصراع في عام 2011. وينفي هؤلاء الأكراد أي نوايا لإنشاء دولة مستقلة.
وبسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على تل أبيض، فإنها ربطت منطقة كوباني التي يسيطر عليها الأكراد بمنطقة أكبر هي الجزيرة التي تقع إلى شرقها وتجاور العراق. وتحاول تركيا على مدى العقود الثلاثة الأخيرة إنهاء تمرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية.
ويشن حزب العمال الكردستاني هجمات شبه يومية في جنوب شرق تركيا منذ يوليو/ تموز عندما انهار وقف لإطلاق النار، بينما تتهم أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السياسي لأكراد سوريا، بأن له صلات قوية بحزب العمال الكردستاني، وتشعر بالغضب من الدور الذي يقوم به الأكراد مدعومين من الولايات المتحدة في القتال ضد "داعش" في شمال سوريا.
كما انتقد أردوغان أيضاً الدول التي تساعد حزب الاتحاد الديمقراطي، ولكنه لم يذكرها بالاسم. وتابع الرئيس التركي بالقول: "يوجد الآن 1400 عضو من حزب العمال الكردستاني في حزب الاتحاد الديمقراطي. لا يمكن تجاهل ذلك. تلك حقيقة. لكن كل هذه الدول التي تظهر الود تجاهنا تحاول أن تثبت عكس ذلك. نعلم أن أي مساعدات عسكرية يتلقاها حزب الاتحاد الديمقراطي تأتي من هذه الدول".
يشار إلى أن واشنطن كانت قد أوضحت بأنها قد توجه التمويل والأسلحة مباشرة إلى قادة المجموعات العربية الذين يتعاونون ميدانياً مع وحدات حماية الشعب الكردية.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .