بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتاحا لسير العملية العسكرية التركية في مدينة إدلب السورية. أردوغان قال إن العملية تسير دون مشاكل محذرا في الوقت نفسه من تنامي قوة "وحدات حماية الشعب الكردية" بالقرب من حدود بلاده.
إعلان
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد (الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2017) إن العملية العسكرية المشتركة مع مقاتلي المعارضة السورية المتحالفين مع أنقرة تجرى في محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا "بدون أي مشاكل".
وقال أردوغان في تصريحات نقلها وكالة أنباء الأناضول الحكومية الرسمية إن "الجهود هناك (في إدلب) تتواصل بشكل سلس مع دعمنا للجيش السوري الحر (المعارض)". وأضاف في تصريحات أدلى بها في إقليم أفيونكراهيسار التركي أن "العملية التي بدأت أمس (السبت) ونفذت هذا الصباح، تستمر بدون أي مشكلة" دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وتتعاون تركيا مع روسيا وإيران في سوريا بما في ذلك تحويل إدلب إلى ما يطلق عليها منطقة خفض التصعيد، ومن المقرر أن تتولى القوات التركية مراقبة وقف إطلاق النار هناك. وكانت الدول الثلاث توصلت إلى اتفاق بشأن مناطق خفض التصعيد في سوريا خلال محادثات استانا عاصمة كازاخستان في أيار/ مايو الماضي.
وحذر أردوغان من تزايد قوة قوات حماية الشعب الكردية، التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية. وقال إنه لا يمكن أبدا السماح بوجود "ممر إرهابي" من شرق سوريا إلى البحر المتوسط، مشيرا إلى المناطق الخاضعة للمقاتلين الأكراد. ووعد أيضا بأن تركيا لن تسمح لنفسها بأن تتعرض لتهديدات من جارتيها سوريا والعراق مضيفا أن البلاد يمكن أن تشن ضربات بشكل مفاجئ وبدون تنبيه عندما تستشعر الضرورة إلى ذلك.
وتأتي تصريحاته بعد فترة وجيزة من أنباء بدخول القوات العسكرية التركية إدلب التي يسيطر عليها بشكل أساسي مسلحون إسلاميون. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، المحسوب على المعارضة أن قافلة من المركبات التركية تحمل قوات استطلاع قد عبرت الحدود إلى إدلب حيث رافقها مقاتلون من "هيئة تحرير الشام" المتشددة، على الرغم من أن كلا الجانبين قاتلا بعضهما البعض على الحدود قبل ذلك بساعات.
وأضاف المرصد أن مقاتلين من الهيئة، وهي تشكيل عسكري يضم عدة فصائل إسلامية أبرزها "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا)، قد وفروا الحماية إلى القافلة التي اتجهت صوب الجزء الغربي من محافظة إدلب بشمال سورية بالقرب من منطقة يسيطر عليها مقاتلين أكراد.
وجاء التحرك التركي بعد اتفاق مع هيئة تحرير الشام ما سمح للقوات التركية بالسيطرة على مواقع بالقرب من عفرين وهي بلدة تسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية في الجزء الشمالي الغربي من حلب. وتعتبر تركيا قوات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية.
أ.ح/ ع.م (د ب أ)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)