الرئيس التركي يؤكد أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي صباح الأربعاء في سوريا تستهدف جهاديي "داعش". كما شدد على أن تركيا مستعدة للحفاظ على وحدة سوريا لوحدها إذا اقتضى الأمر، رافضا أن تكون لها أي نوايا أخرى.
إعلان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء (24 آب/أغسطس 2011) في أنقرة أن العملية التركية في سوريا تهدف إلى "إنهاء" المشاكل على الحدود التركية وتستهدف جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" والمقاتلين الأكراد.
وأطلق الجيش التركي بدعم من قوات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين فجر الأربعاء عملية "درع الفرات" بدعم من مقاتلات حربية وقوات خاصة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة جرابلس السورية الواقعة على الحدود مع تركيا.
وقال أردوغان "منذ الساعة الرابعة فجرا أطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي "داعش" وحزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) الإرهابيتين". ودخلت حوالي عشر دبابات تركية إلى الأراضي السورية وأطلقت النار على مواقع يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة جرابلس، كما أفاد مصور وكالة فرانس برس الأربعاء.
وشدد أردوغان على أن تركيا مصممة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأنها ستتولى الأمر بنفسها إذا اقتضى الأمر لحماية وحدة أراضي سوريا. وأضاف في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة أن تركيا لا تريد سوى مساعدة شعب سوريا وليست لها نوايا أخرى.
كما اعتبر أردوغان أن الدول التي تدعم جماعات إرهابية تفعل تماما كشخص يمسك بقنبلة يدوية منزوعة الفتيل وذلك في إشارة على ما يبدو إلى دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد السوريين.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وتعارض تركيا العضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مع دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد السوريين في محاربة التنظيم. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور والذي تعتبره الولايات المتحدة وأنقرة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
أما فيما يتعلق بملف اللاجئين، قال الرئيس التركي إن الاتحاد الأوروبي لم يقدم ثلاثة مليارات يورو وعد بمنحها لتركيا بموجب اتفاق للهجرة.
يذكر أنه بموجب اتفاق تاريخي بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة وافقت تركيا على المساعدة في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى التكتل مقابل الحصول على مساعدات وسفر الأتراك إلى أوروبا بدون تأشيرات. وقال إرودغان مرارا إن الزعماء الأوروبيين لا يلتزمون بالمطلوب منهم وفقا لهذا الاتفاق.
على صعيد آخر، أوضح أردوغان أنه يعتزم إبلاغ جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأن واشنطن ليس لديها "أي مبرر" لعدم تسليم فتح الله غولن رجل الدين الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الشهر الماضي. وأضاف بأن تركيا ستواصل تقديم وثائق للمسؤولين الأمريكيين للمطالبة بترحيل غولن. ويعيش غولن في الولايات المتحدة وينفي أي دور له في محاولة الانقلاب. وقال إردوغان إن تركيا والولايات المتحدة شريكتان استراتيجيتان وإن الإبقاء على غولن لن يفيد واشنطن.